مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

سامر الساعدي يكتب: أخوة يوسف في وطني !

نشر
الأمصار

أوجه  التشابه كبير الى حد ما بين النبي يوسف ووطني  حيث تكالبت اخوة يوسف لزجه في ظلمات البئر ، وكذلك اوجه التشابه كبيرة جداً بين أخوة يوسف والاحزاب التي تحاول دفع العراق  في الظلمات وجره الى صراع سياسي مدمر ..، 
مثل ما غيبوا يوسف عن مكانة الصحيح وتم نفيه  وقطع اخباره عن الكل في ذلك البئر المظلم ،  ومن ثم أُتهم زوراً وبهتاناً وتم زجه في سجن مظلم وقد ( قُد  قميصه من دبر ) ،

بدأ مسلسل الذئب بقصة الاتهام الباطل بأكل يوسف ، وبدأت القصة من البئر وجاء بعض السيارة لينقذوا يوسف النبي واركبوه معهم في قافلتهم وضاعت اخباره ، ودمعت عينا  يعقوب من البكاء حتى عميت وانشل بصره ، المشكلة اخوة يوسف تغانموا وتقاسموا الورث بعيداً عن يوسف الذي اكله الذئب واصبح ذكره في خبر كان ، السلطة العمياء التي غبت ابصار اخوته وافتكروا انه غاب تماماً وان يعقوب سوف يرضى بالامر الواقع وينسى ولده الحبيب ، 
نفس السيناريو الذي يحاك من بعض الاجندات والاحزاب في وطني !
لكن يوسف اصر على ان يرجع المُلك الى اهله وخطط وقنن على ان يعود في الوقت المناسب بقوة وسلطة وجاه ومال ورهبان بعدة وعدد ، 
يوسف هو الوطن يوسف هو الارض هو الحضارة التي لا تموت ولا تشيخ بوجود الاحرار وبالكلمة الصادقة ، التفرعن والتفرد في الاستحواذ على السلطة يؤدي الى مشاكل سياسية وقانونية سرعان ما يتم الكشف عنها من هنا وهناك ..
كل ما طالت الايام والاعوام لا يبقى الحزن طوقاً على الرقاب ولا بد ان ترجع البسمة في العيون وتنجلي الغمة ، يبدأ الفساد صغيراً ومن ثم يكبر هرمه الاعلى فاذا اردت الخلاص من الفساد عليك البدء بالهرم الاعلى وانت نازل ، 
هذا ما عمله النبي حيث ازال ستار الفساد  من اول نقش ونحت نقشة في تلك الليلة المظلمة في غياهب الجبِ...
وفهم العالم بقوانين السرقة التي يتم المعاقبة عليها بقطع اليد مؤكده بنص قرآني  ، 
السرقة والفساد جرم لا بد ان يتحاسب   من ثبتت ادانته قضائياً وعرفياً وشرعاً ، 
هنا وقف الاخوة متحيرين في امرهم حيث الانكار لا فائدة منه انهم متلبسون بالجرم المشهود ، بعضهم عض اصابع الندم بالقبول على ما فعلوه وبالمشورة على ان يتم قتل شعب بأكمله مقابل الكرسي الملعون ، 
الذئب والبئر هما من خطايا البشر من الجشع والطمع المقنع بالاهواء السلطوية ، 
والغريب في الامر ان الاخوة كانوا يتحدوثون عن ترك الجرائم التي تلحق الاذى بالبشر !!!
منها الفساد والسرقة والقتل ...
وهم اول من ارتكب كل تلك الجرائم ،
ازدواجية الفعل تطيح بالفاعل الشر في نفوسهم اكثر من الخير الذي أنقض عليهم وفضح تسويفهم ومماطلتهم في تنفيذ سياساتهم ، 
عصبة وعصابة بدأت بقصة يوسف وانتقلت الى كل الحكومات السلطوية واستحواذها على مقدرات الشعب ، 
الحزن والبكاء في بعض الاحيان يصبح سلاح الشعوب الذي من خلالة تسمع السماء ندائهم الاخير ، 
ملايين البشر تنادي السماء ان يرى النور بصر يعقوب ويشاهد يوسف وطنه وهو في حُلته الجديدة ،
النداء الاخير لاخوة يوسف جاء من ساحات التظاهر انتم غير مرغوب فيكم وغير مرحب بكم اعيدوا لنا العراق اعيدوا لنا يوسف ، فالشعب ممكن ان يمرض ان يتكاسل لكن لا يموت ابداً ويعرف كل من سرقه وتآمر عليه وافسد في خدماته ...
قفوا إنكم لسارقون !!!