بي بي سي: علاقات باردة تنتظر لندن وواشنطن الفترة المقبلة
توقع تحليل نشرته هيئة الإذاعة البريطانية، "بي بي سي" حدوث توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة خلال الفترة المقبلة.
وأوضح التحليل أن المراقبين في واشنطن يركزون حاليا على ما ستجلبه رئيس وزراء بريطانيا الجديدة إلى "العلاقة الخاصة"، وما إذا كان بإمكانها حل بعض العقبات الرئيسية التي تهدد بإفساد العلاقات مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وبحسب التحليل، فإن أخطر هذه العقبات هو المأزق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشأن بروتوكول أيرلندا الشمالية، الذي يتطلب فحوصات جمركية إضافية على البضائع المنقولة من بريطانيا إلى أيرلندا الشمالية.
وبصفتها وزيرة للخارجية، كانت ليز تراس من أشرس المدافعين عن إعادة كتابة البروتوكول من جانب واحد، وهو أمر عارضه الاتحاد الأوروبي وواشنطن.
لعنة للديمقراطيين
ويعتبر بايدن، وهو من أصول أيرلندية، أن أي شيء يهدد اتفاقية "الجمعة العظيمة للسلام" هو لعنة للديمقراطيين في الكونجرس الذين يعتقدون أن الولايات المتحدة لا غنى عنها لإنهاء العنف السياسي في أيرلندا الشمالية.
وفي مكالمتهما الأولى في وقت متأخر الثلاثاء الماضي، أقر داونينج ستريت، والبيت الأبيض بحدوث بعض المناقشات.
وفى حين قال البيت الأبيض إن المناقشات شملت "أهمية حماية اتفاقية بلفاست، الجمعة العظيمة"، وأيضًا "أهمية التوصل إلى اتفاق تفاوضي مع الاتحاد الأوروبي بشأن بروتوكول أيرلندا الشمالية"، لم يشر بيان داونينج ستريت إلى أي من هذه الموضوعات.
ونقلت "بي بي سي" عن بيل كيتنج، عضو الكونجرس الديمقراطي من ماساتشوستس، الذي يرأس اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية في أوروبا قوله: "إنه لأمر مخيب للآمال عندما تنخرط دولة ديمقراطية في اتفاقية دولية ثم تلغي ذلك، هذا صعب".
ولسوء حظ لندن، فقد أصبح موقف البلاد من بروتوكول أيرلندا الشمالية مرتبطًا بشكل مباشر بفرص التوصل إلى صفقة تجارية شاملة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وذلك في أذهان العديد من الديمقراطيين.
وإبان زيارة سابقة لواشنطن، قال كيتنج إنه أخبر تراس ومعه رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، أن الحديث عن صفقة سيكون في مهب الريح، إذا مضت المملكة المتحدة قدمًا في تغييرات أحادية الجانب.
وقال عضو الكونجرس كيتنغ: "ليس هناك شك، ذكرنا بوضوح، أن المناقشات بشأن اتفاقية التجارة الثنائية مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة ستتوقف بسبب هذه القضية".
ومن جانبه، توقع فرانسيس بورويل، الزميل المتميز في المجلس الأطلسي، أن علاقات "أكثر برودة" وزيارات أقل على المستوى الرفيع بين لندن وواشنطن ستكون هناك إذا مضت بريطانيا قدما في إجراءات أحادية الجانب، وتابع : لديها (تراس) قدر كبير من الاحتمالات لتدمير العلاقة مع هذه الإدارة".