محمد النوفان الجبوري يكتب: الثورة الفاشية في إيران
منذ قيام ما يسمى بثورة الكاسيت التي قادها الخميني في إيران والتي حولت إيران من دولة علمانية الى دولة فاشية تحت غطاء ديني مذهبي والمنطقة تخرج من حرب الى حروب أخرى بسبب أفكار الثورة الخمينية في نشر الفاشية المقنعة بالدين والمذهب الجعفري مستغلة بذلك حب الشيعة العرب لـ آل بيت الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وسلم.
ومنذ اليوم الأول لنجاح هذه الثورة المشؤومة عملت إيران على تصديرها للدول العربية وغير العربية من خلال نشر أفكار الخميني ونظامه الذي كان محط جدل ديني كبير بين علماء الشيعة بشكل كبير وهذا ما خلق فرقة كبيرة بين اتباع المذهب الجعفري بصورة كبيرة, وعملت بصورة كبيرة على نشر الأفكار الخمينية من خلال نشر الكتب وأشرطة الكاسيت في مختلف الدول العربية الى ان وصلت حد التآمر على الدول الجارة وافتعال الازمات وتكللت جهوده بحربها مع العراق لمدة 8 سنوات انتهت بعد أن أيقن الخميني بأن استخدام القوة لن ينفع في نشر أفكاره المسمومة بين أبناء المذهب الجعفري وهذا ما جعله يقبل بوقف اطلاق النار بين ايران والعراق، إلا ان خليفته كان أكثر مكراً منه حيث عمل على استخدام القوة الناعمة من جهة والتسلسل الى داخل هذه الدول العربية بمتخلف الطرق، منها على سبيل المثال لا الحصر انها عملت على اغراق هذه الدول بالمخدرات وخصوصاً الدول ضعيفة الإمكانيات كلبنان وسوريا والعراق خصوصاً بعد اسقاط نظام صدام حسين على يد الامريكان الذين ساعدوهم في السيطرة على العراق من خلال جمع كل القوى المعارضة التي دعمتها ايران ضد النظام العراقي السابق وانشاء نظام سياسي برلماني عملت ايران على كتابة دستوره بنفسها واضعة هدفها الأول في السيطرة على العراق من أولى الأولويات.
ولم يمض كثيراً حتى تدخلت في سوريا بنفس الطريقة التي ساعدت أمريكا على احتلال العراق واسقاط نظامه بحجة حماية الشيعة، وكان الثورة السورية فرصة كبيرة للنظام الإيراني من اجل التدخل في سوريا وبسط نفوذها على عاصمة عربية ثالثة بعد بغداد وبيروت من خلال انشاء مليشيات موازية للدولة تعمل على اضعاف الدولة وتقوية نفسها بالترغيب والترهيب والخديعة احياناً، وبذات الطريقة فعلت فعلتها في اليمن والبحرين والكويت وخلقت جماعات شيعية متطرفة تتبع للولي الفقيه في ايران عقائدياً بحجة الدفاع عن المذهب ومظلومية الشيعة في الدول العربية .
وهذا ما جعلها قادرة على التدخل السافر في شؤون جميع الدول العربية والإقليمية في الشرق الأوسط واستمراها في نشر الأفكار الفاشية والتي تحاول من خلالها استعادة امجاد الإمبراطورية الفارسية.
إن ما فعله الخميني لم يكن باجتهاد شخصي ولم يكن له ليتحقق لولا مساندة الغرب لأفكاره والتي استغلها الغرب أفضل استغلال من خلال خلق سوق للسلاح في الشرق الأوسط واشغال المنطقة بالحروب والصراعات ليتسنى لهم دعم تفوق إسرائيل العسكري والصناعي على الدول العربية وهذا ما كانوا يبحثون عنه خصوصاً بعد ان استخدم العرب سلاح النفط في حرب أكتوبر عام 1973.
وبالعودة لهذا التاريخ نجد ان قوة العرب تكمن في قدرتهم على توحيد قرارهم بما يجلب المنفعة لجميع الدول العربية والتصدي للأطماع الإيرانية يحتاج الى وقفة حقيقية وجادة من جميع الدول العربية من اجل استعادة العواصم المحتلة وكبح جماح ايران في المنطقة واجبار الغرب على احترام الامن القومي العربي والكف عن تهديده من خلال إيران، وهذا يمكن ان يحصل خصوصاً الان بعد ان اصبح للعرب قادة شباب قادرين على الوقوف بوجه إيران ومن والاها.