العلاقات المصرية السودانية.. قفزة في التعاون الاقتصادي ودور إغاثي ملحوظ للقاهرة
شهدت الفترة الماضية قفزة غير مسبوقة في العلاقات المصرية السودانية، على الجانب الإقتصادي والدور الإغاثي، خاصة مع وجود العديد من الإتفاقيات الإقتصادية الهامة بين البلدين، والتي تعد قفزة تاريخية فيما بعد الإظاحة بنظام البشير.
معبر أرقين
وتأتي آخر التطورات في العلاقات المصرية السودانية في مجال النقل، حيث بحث وزير النقل السوداني المكلف هشام علي أحمد أبوزيد بمكتبه، الأربعاء، مع والي الولاية الشمالية الباقر علي أحمد كيفية تشغيل وتطوير معبر أرقين الحدودي مع مصر والمعابر الأخرى.
وأمنّ وزير النقل السوداني المكلّف هشام علي أحمد، ووالي الشمالية الباقر علي أحمد، على تغيير حركة البصات السفرية من معبر أرقين إلى أشكيت.
وشدّد الطرفان، بحسب وكالة السودان الرسمية، على مرور الشاحنات من خلال معبر أرقين والتي من المتوقّع أن تنتنهي خلال الثمانية أشهر المقبلة.
وتمّ الاتّفاق على العمل المشترك في ضوء الخطة التي وضعتها وزارة النقل الاتحادية بالشراكة الاستراتيجية مع منظومة الصناعات الدفاعية لتنفيذ مشروع تأهيل وتطوير المعبر من خلال العقد الذي ستبرمه الوزارة مع المنظومة في الأيام المقبلة بمشاركة وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي.
ويتضمّن العقد تأهيل المباني وتنظيم المنطقة العشوائية والسور الفاصل بين الصادر والوارد وتخصيص خطوط للبصات وأخرى للشاحنات كما تم مناقشة كيفية ضبط دخول المركبات الاجنبية للبلاد.
الغزل والنسيج
بينما جاء تحرك العلاقات المصرية السودانية في المجال الصناعي، حيث شهد المهندس محمود عصمت، وزير قطاع الأعمال العام، توقيع مذكرة تفاهم بين الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس وشركة “محجوب أولاد القابضة” السودانية، للتعاون المشترك في إنتاج أقطان قصيرة التيلة في السودان، والتصنيع داخل مصر.
وقع الاتفاق وجدي محجوب رئيس مجلس إدارة مجموعة “محجوب أولاد”، والدكتور أحمد مصطفى العضو المنتدب التنفيذي للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج بإطار العلاقات المصرية السودانية.
وكشف وزير قطاع الأعمال أن مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين تأتي في إطار تلبية وتأمين احتياجات شركات الغزل والنسيج التابعة من الأقطان قصيرة التيلة التي يتم استيرادها من الخارج، وتعتمد عليها غالبية مصانع الغزل والنسيج محليًا وعالميًا، وذلك بخلاف ما تستخدمه المصانع التابعة من الأقطان المصرية طويلة التيلة للمنتجات عالية الجودة.
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة “محجوب أولاد”، عزم مجموعته العمل على تغطية جانب من احتياجات السوق المصري من القطن السوداني، معربًا عن سعادته بالتعاون المشترك بين الطرفين.
وكشفت مذكرة التفاهم، أن شركة “محجوب أولاد” تقوم بزراعة وحليج أقطان سودانية لصالح الشركة القابضة بأسعار يتم الاتفاق عليها في كل موسم طبقًا للأسعار العالمية، كما سيتم إتاحة بعض خطوط الإنتاج في بعض مصانع الشركة القابضة بطاقات محددة لتشغيلها لصالح الشركة السودانية لمراحل الإنتاج المختلفة.
وصرح رئيس الشركة أن مشروع زراعة 100 ألف فدان في المرحلة الأولى بتكلفة استثمارية تصل إلى 50 مليون دولار، في العلاقات المصرية السودانية وفقا لما ذكرته “أموال الغد”.
التقى المستشار محمد عبد الوهاب، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أحلام مدني مهدي، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي بجمهورية السودان، وذلك في إطار زيارتها لمصر؛ لبحث مختلف أوجه التعاون والعلاقات المصرية السودانية .
وخلال اللقاء، رحب الرئيس التنفيذي لهيئة الاستثمار، بالسيدة وزيرة الاستثمار السودانية، معرباً عن الاهتمام الدائم للحكومة المصرية بالتواصل مع الجانب السوداني، والعمل على تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتشجيع مجتمعات رجال الأعمال في البلدين على إقامة مشروعات مشتركة تنموية في مصر والسودان والاستفادة من المزايا التنافسية المتاحة لدى البلدين، فضلاً عن الاهتمام بالتعاون مع الجانب السوداني لتبادل الخبرات في العديد من المجالات المتعلقة بالترويج للاستثمار، ومجال تقديم الخدمات للمستثمرين من خلال المراكز المنتشرة على مستوى الجمهورية.
وفي هذا الإطار، أبدى المستشار محمد عبد الوهاب ترحيبه الكامل بالتعاون المشترك والمستمر مع الأشقاء السودانيين مع تسخير كافة الإمكانات المتاحة والاستعداد الكامل لنقل خبرات الهيئة لعدد من الكوادر السودانية في المجالات الاستثمارية المختلفة، وذلك من خلال وضع خطة عمل محددة بإطار زمني يتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة.
الدور الإغاثي المصري
وصل، الوفد الطبي المصري، إلى الولاية الشمالية بالسودان دنقلا، في إطار دعم جهود حكومة الولاية ووزارة الصحة والجهات ذات الصلة في عمليات درء مخاطر فصل الخريف.
وأكد رئيس الوفد الطبي المصري الدكتور هاني فؤاد، في تصريح اليوم، الأحد، متانة العلاقات الأزلية والتاريخية بين الشعبين المصري والسوداني، مشيرا إلى أن القافلة تأتي تأكيدا لوقوف الحكومة المصرية مع شقيقتها السودانية.
وأوضح رئيس الوفد أن هذه القافلة تعد واحدة من ثلاث قوافل صحية تحوي عددا من التخصصات في مجالات الأطفال والباطنية والصدرية وطب المناطق الحارة، مجددا سعادته بزيارة مدينة "دنقلا"، متمنيا أن تحقق القافلة أهدافها المنشودة.
واستقبل الوفد الزائر عند مدخل المدينة كل من الأمين العام لحكومة الشمالية مجذوب الخليفة سعيد، ومدير عام وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بالولاية الدكتور نزار عثمان، وعدد من القيادات ومواطني مدينة "دنقلا".
من جانبه، قال مدير عام وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بالولاية، إن زيارة الوفد الطبي المصري تأتي دعما ومساندة لدرء آثار فصل الخريف، مشيرا إلى أن هذا العمل يعد واحدا من امتدادات العلاقة الأزلية بين الشعبين السوداني والمصري.
وبين أن هناك عيادات مستمرة في تخصصات عدة داخل مستشفى دنقلا التخصصي، فضلا عن الزيارات الميدانية للمناطق المتأثرة بالأمطار والسيول.
وأضاف أن هناك مقابلات وعيادات للمرضى والمحتاجين وتقديم العلاجات المجانية ضمن زيارة الوفد الطبي المصري، مشيدا في الوقت ذاته بحكومة الولاية ومواطني مدينة "دنقلا" على استقبالهم الكبير للوفد المصري.
وأكد جاهزية وزارة الصحة لتسهيل عمل القافلة حتى تؤدي دورها المطلوب، مشيرا إلى أن هناك قوافل طبية أخرى ستعلن عنها وزارة الصحة خلال الأيام القليلة المقبلة.
أعلنت وزارة الصحة والسكان في مصر، أن القافلة الطبية المصرية بدولة السودان الشقيقة تواصل تقديم الخدمات الطبية لليوم السابع على التوالى، للأشقاء السودانيين، فى إطار العلاقات الوطيدة بين البلدين الشقيقين، ووفقًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم المنظومة الصحية بالدول الأفريقية الشقيقة.
وأشار الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى إرسال فريق يضم 3 قوافل طبية إلى دولة السودان، بدأ عمله يوم 8 من شهر سبتمبر الجارى لتقديم الخدمة الطبية للأشقاء السودانيين، ويواصل عمله حتى يوم 16 من الشهر الجاري.
وأضاف "عبدالغفار"، أن الفريق الطبى يضم 14 طبيبًا، موزعين بالقوافل الطبية الثلاث بـ الولاية الشمالية ودارفور متمركزين بالأماكن التالية (مستشفى دنقلا التخصصي قرية السليم، محلية ارتدى، محلية الشيخ شريف، محلية الخناق).
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد جاد مستشار وزير الصحة للعلاقات الصحية الخارجية، أن الفريق المصرى قدم الخدمات الطبية وصرف العلاج لـ 6 آلاف شخص من الأشقاء بدولة السودان، وتضم تخصصات (الأطفال، الباطنية، الصدرية، طب المناطق الحارة، الأمراض المتوطنة).
وثمّن اتحاد العمل السوداني مبادرة الحكومة المصرية، بإرسال قافلة للمساعدات الإنسانية لدعم المتأثرين والمتضررين من الأمطار والسيول بكافة ولايات البلاد.
أعلن اتحاد العمل السوداني، عن ترتيبات لتطوير وتنمية علاقات التعاون التجاري والاستثماري بين القطاع الخاص السودان والمصري.
وشدّد الاتحاد في تعميمٍ صحفي، اليوم الأربعاء، على الأهمية الاقتصادية والتجارية بين البلدين، خلال جهود جارية لتنشيط وتفعيل أعمال مجلس رجال الأعمال المشترك السوداني المصري للمساهمة في معالجة المشاكل والتحديات الماثلة وتسهيل حركة التجارة وزيادة الاستثمارات وحجم التبادلات التجارية لخلق علاقات استراتيجية تكاملية بالاستفادة من الموارد الاقتصادية والخبرات والتكنلوجيا بالبلدين.
كما أشاد تحالف قوي الجبهة الوطنية المتحدة للتغيير في السودان بالدور المصري الفعال تجاه الكوارث والازمات التي تعصف بالسودان.
وأضاف التحالف في بيان له اليوم: «لم يقف الأشقاء المصريون يوما من الأيام مكتوفي الأيدي جراء الكوارث إلا وتقدموا بالدعم والاسناد لاخوتهم في جنوب الواد وها هم اليوم يدفعون بجسر بري يتكون من تسعين من سيارات النقل المحملة بالمساعدات لتقديمها لمتضرري وضحايا السيول والأمطار التي ضربت مناطق متفرقة من السودان».
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد أكد بتقديم كل سبل الدعم الممكنة إلى الشعب السوداني الشقيق في ظل تداعيات أزمة السيول التي اجتاحت عددا من المناطق في جمهورية السودان.
وقامت أجهزة الدولة المصرية بتسيير جسر بري يحتوي على مواد غذائية وأدوية ومساعدات إنسانية وطبية بإجمالي 90 شاحنة نقل مساعدات من مختلف الأنواع للأشقاء في جمهورية السودان، ضمن جسر بري متواصل مع جمهورية السودان الشقيقة.
وجاء تسيير الجسر البري بتوجيهات من الرئيس السيسي؛ للمساهمة في تخفيف الأعباء عن كاهل الأشقاء، وتأكيدًا على عمق العلاقات المصرية السودانية المتميزة التي تحظى بكل التقدير والاحترام لكلا الجانبين.