الإمارات: انطلاق الدورة الـ22 لملتقى الشارقة الدولي للراوي بمشاركة 46 دولة
شهد ولي عهد ونائب حاكم الشارقة بالامارات الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، اليوم الأربعاء، افتتاح فعاليات الدورة الثانية والعشرين لملتقى الشارقة الدولي للراوي تحت شعار "حكايات البحر"، والذي تقام فعالياته في مركز إكسبو الشارقة، ويستمر ثلاثة أيام بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.
ووفق بيان للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة اليوم الاربعاء جرى خلال الحفل تقديم عرضٌ مرئي جسّد فكرة شعار الدورة الحالية للملتقى والتي تجمع حكايات البحر وتاريخها الزاهر في الذاكرة الشعبية الإماراتية، وفي مختلف الدول العربية.
وشاهد ولي العهد فقرة عن فن النهمة والتي قدمها مجموعة من الفنانين، وهي وصلة فنية غنائية تناولت نماذج من هذا الفن البحري العريق، وأنغامه وأشعاره المتنوعة المحتوى، والتي رافقت الصيادين خلال رحلاتهم البحرية في الماضي.
وتضمنت الفقرة التي أتت بمصاحبة عرض مرئي على الشاشة، أناشيد منوعة تحث على الشوق للديار، والقيم الأصيلة، إلى جانب بعض الأهازيج التي تمجد المناسبات الدينية.
واستعرضة عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، في كلمة، العلاقة الوطيدة بين الإماراتيين والبحر، حيث كانت حياتهم مرتبطة به وبعوالمه ومواسم ارتياده، ومنه نسجوا الكثير من الحكايات الشعبية والخرافية.
وقال المسلم إن "الدورة الجديدة تأتي محتفية بالموروث الحكائي الإماراتي والعربي والإنساني الغني والزاخر والمتنوّع، كونها تبرز جانباً مهماً وملهماً من المخيال الشعبيِّ الغنيِّ، والتمثّل الذكي لرموز الحكايات ودلالتِها، وارتباطها بواقع المجتمعات،وما ترمز إليه، أو تحيل إليه من معانٍ ترتبط بحياة الناس في علاقتهم بالبحر في صور مختلفة، حيث يبرز في الحكايات والأمثال والفنون والأهازيج والحرف والمهن والدّرور والمواسم وغيرها من العناصر التراثية الإماراتية والخليجية".
تكريم الشخصيات البارزة
وقام الشيخ سلطان بتكريم عدد من الشخصيات وهم الفنان الإماراتي إبراهيم جمعة الحاج "ضيف شرف الملتقى"، وعائلة الشاعر الكويتي الراحل محمد فايز العلي "الشخصية الاعتبارية للملتقى"، إضافة إلى نخبة من الرواة البارزين والشخصيات المبدعة في مجال الحكاية الشعبية، وهم راشد محمد الشحصي الزعابي، وناصر خليفة عبيد بوشبص، وحثبور محمد كداس الرميثي، وحميد بن خليفة بن سالم بن ذيبان.
وتجّول الشيخ سلطان في أجنحة وأركان الملتقى، مطلعاً على المعرض المصاحب الذي تمحور حول شخصية الملاح والعالم الفلكي الإماراتي أحمد بن ماجد، واستمع إلى شرحٍ مفصّل حول ما يتضمنه الجناح من مقتنيات ومخطوطات وشروحات تبين دور ومكانة هذا الملاح الشهير.
كما قام بزيارة عدد من الأجنحة المتنوعة المشاركة في هذه الدورة من الملتقى، منها مقهى الرواي، ومكتبة الملتقى، وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، وهيئة الشارقة للوثائق والأرشيف، ومشروع ثقافة بلا حدود، بالإضافة إلى المكتبة الوطنية، ونادي تراث الإمارات، ومركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، والعديد من المرافق المتنوعة الأخرى.
وتنطلق الدورة الحالية بمشاركة أكثر من 160 خبيراً وباحثاً تراثياً وحكواتيا وإعلاميا من 46 دولة، للمشاركة في العديدَ من البرامج الثقافية والفكرية، والورش التدريبية، والفعاليات الجماهيرية، من بينها 13 ورشةً، منها 3 ورشٍ استباقيةٍ
و10 ورشٍ خلال الملتقى، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء والدارسين، بالإضافة إلى مقهى الراوي، ومكتبة الملتقى، وركن التواقيع والإطلاقات، إلى جانب كمٍّ كبيرٍ من الكتب والكُتيبات القيّمة، والنشرات الإخباريةِ التي تحتفي بشعار هذه الدورة، وهي تزيد على 40 عنواناً.