علي الزبيدي يكتب.. في الصميم: زينب واحدة ام زينبات؟
حادث استشهاد الشابة زينب عصام الخزرجي في منطق ابي غريب بطلق ناري امريكي ليس الأول ولن يكون الأخير ما دامت هذه القوات تعسكر في عدة مناطق من العراق وتنشيء ميادين الرمي والتدريب قريبا من المناطق السكنية ولن يسنى العراقيون ما فعلته القوات الأمريكية من قتل للمواطنين الآمنين منذ الغزو والاحتلال سواء اثناء مرور ارتالهم في الشوارع وإطلاق النار العشوائي على المارة ام في عمليات التفتيش التي كانت تجري بكل عنف وهمجية وارهاب علاوة على الجرائم المنظمة لعناصر شركة (بلاك ووتر) في ساحة النسور ببغداد او جريمة اغتصاب وقتل الصبية عبير الجنابي في منطقة الحصوة وغيرها من الجرائم اتي يندى لها جبين الإنسانية وليس ببعيد ما فعله عناصر قوات الاحتلال في سجن ابي غريب والتي ترتقي الى جرائم ضد الإنسانية .
ان التعلل ببقاء قوات الاحتلال الامريكي في العراق بحجة المشورة الفنية والتدريب وان بقاءها يأتي ضمن الاتفاقية الأمنية التي وقعها رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي عام ٢٠١١ إنما للتغطية على استمرار الاحتلال الامريكي وغيره في العراق بحجج لا يمكن أن يقبلها الشعب العراقي وان الحكومات المتعاقبة لم ولن تحرك ساكنا في إنهاء هذا التواجد الذي يمس السيادة الوطنية لانها مرتبطة اساسا بالمشروع الامريكي فامريكا صاحبة الفضل على أحزاب العملية السياسية فهي التي سلمتهم مقاليد وأمور البلاد بعد ان غزت واحتلت العراق خارج الشرعية الدولية .
ان دم زينب ودماء كل العراقيين ستظل تقض مضاجع من تأمر وتعاون مع المحتلين الغزاة وان العراقيين سأموا من بقاء قوات المحتل والتدخل بالشؤون الداخلية للعراق ويكفي عشرون عاما والعراقيون عرضة للتدخل الامريكي والبريطاني ودول الجوار وأصبح العراق بذلك ساحة لتصفية الحسابات على حساب أمنه واستقراره وسيادته الوطنية فالعراق اليوم يعاني من الفشل الحكومي المزمن وسوء الخدمات والتراجع في قطاعات الصحة والتعليم والصناعة والزراعة وحتى على المستوى الإجتماعي ونظرة سريعة على حالة المجتمع العراقي وما يعانيه من تفشي المخدرات والبطالة وحالات الطلاق والانتحار تعكس لنا حجم المأساة التي يعيشها العراقيون في ظل الاحتلال وعمليته السياسية والمحاصصة الطائفية التي كانت ولا زالت هي أساس كل مشاكل العراق والعراقيين.