محمد بن زايد في عُمان.. زيارة تاريخية تتوج العلاقات الأخوية القوية
يجري الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، زيارة دولة إلى سلطنة عمان، الثلاثاء، وتستمر يومين، التي تأتي تلبية لدعوة من السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطان عمان.
وتعد هذه الزيارة هي أول زيارة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان للسلطنة منذ توليه مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي، الأمر الذي يجعلها زيارة تاريخية.
ويعد هذا ثاني لقاء بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وهيثم بن طارق سلطان سلطنة عُمان خلال 4 شهور بعد لقاء جمعهما خلال زيارة سلطان عمان إلى الإمارات مايو/أيار الماضي، لتقديم التعازي في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات الراحل.
مناقشات
ويبحث القائدان خلال الزيارة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتنموية ودفعها إلى الأمام بما يلبي تطلعات البلدين ويحقق أهدافهما إلى التنمية المستدامة.
كما يناقش الجانبان مجمل التطورات الخليجية والعربية والقضايا محل الاهتمام المشترك، وجهود البلدين في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.
زيارات متبادلة
شهد شهر سبتمبر الجاري زيارة وفد من وزارة التربية والتعليم العمانية إلى الإمارات، بعد أيام من زيارة وفد من مجلس صاحبات أعمال عجمان سلطنة عمان، للمشاركة في فعاليات المنتدى العربي الثاني للمرأة العاملة نهاية أغسطس الماضي.
وجدير بالذكر أن الزيارات المتبادلة خلال وقت قصير تبرز قوة العلاقات المتنامية بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والبرلمان والتعليمية والاقتصادية والسعي إلى تطويرها تنفيذا لتوجيهات قيادة البلدين، وترجمة للعلاقات الأخوية التاريخية بينهما.
تلك العلاقات الأخوية التاريخية القوية ظهرت جلية خلال زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -أبقاه الله- إلى الإمارات 14 مايو الماضي، لتقديم التعازي لأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بوفاة رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان آل نهيان، كما ظهرت جلية في الرسالة الخطية التي أرسلها جلالة السلطان إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان 15 سبتمبر الجاري. وأكد التقرير بأن اللقاء حمل تصريحات إماراتية مهمة تؤكد أن تعميق العلاقات مع سلطنة عمان أولوية رئيسية لدى القيادة الإماراتية.
دلالات التوقيت
قال رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية محمد الحمادي عن أهمية الزيارة في هذا الوقت الذي يواجه العالم الكثير من التحديات، قال الحمادي، إن التحديات التي تواجه العالم كبيرة، ومنطقتنا دائما ساخنة جدا، والعشر سنوات الماضية كانت صعبة، ومازالت بعض الدول تدفع ثمن هذا الوضع.
وأشار إلى أن إشكالية الأزمة الأوكرانية وتداعياتها ممتدة لكثير من دول العالم، ومنطقتنا منها، ولذلك فإن العمل الخليجي المشترك مهم جدا، ودول الخليج تستطيع المشاركة بشكل إيجابي لحل أزمات العالم.
ولفت إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية دقت ناقوس الخطر، فالعالم يواجه تخوفات من أزمة غذاء ومياه، واللقاء الذي يأتي في ظل هذه الظروف الصعبة يمكن أن يجعلنا مطمئنين، لأن هذه المشاكل ستكون على طاولة لقاء الزعيمين.
شوارع مسقط وميادينها تتزين احتفاء بزيارة رئيس الدولة لسلطنة عمان
تزينت شوارع العاصمة العمانية "مسقط" وميادينها بأعلام دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان الشقيقة احتفاء بزيارة دولة التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة اليوم الثلاثاء، للسلطنة.
وتصدرت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة عناوين الصحف العمانية التي أفردت صفحاتها الأولى للإشادة بالزيارة التي تأتي انطلاقاً من العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة التي تربط البلدين وتعزيزا لأواصر المحبة ووشائج القربى التي تجمع الشعبين الشقيقين.. ودعما للتعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتنموية ودفعها إلى الأمام بما يلبي تطلعات البلدين ويحقق أهدافهما على صعيد التنمية المستدامة.
العلاقات التجارية بين البلدين
تعد دولة الإمارات أكبر شريك تجاري لسلطنة عمان على مستوى العالم، فهي أكبر مصدّر إلى عُمان وأكبر مستورد منها، وتستحوذ على أكثر من 40% من مجمل واردات عمان من العالم فيما تستأثر بنحو 20% من صادرات عمان إلى الأسواق العالمية.
وقد بلغت قيمة التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين في عام 2021 أكثر من 46 مليار درهم بنمو 9% عن 2020، وبلغ متوسط النمو في تجارة البلدين خلال آخر 5 سنوات نحو 10%. وفي المقابل تعد سلطنة عُمان ثاني أكبر شريك تجاري خليجي لدولة الإمارات وتستحوذ على 20% من إجمالي تجارتها مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وعلى صعيد الاستثمار تعد دولة الإمارات أكبر مستثمر عربي وثالث أكبر مستثمر عالمي في سلطنة عمان وتساهم بأكثر من 8.2% من إجمالي رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في عُمان. وبلغت القيمة الإجمالية للاستثمارات المتبادلة بين البلدين 15 مليار درهم تشمل كافة القطاعات والأنشطة الاقتصادية تقريباً.
وتجمع البلدين الشقيقين علاقات اجتماعية وثقافية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً.
العلاقات بين البلدين
تجمع البلدين الشقيقين علاقات اجتماعية وثقافية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً، وكان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والسلطان قابوس بن سعيد قد عقدا لقاءً تاريخياً في العام 1968.
وتواصل زخم هذه العلاقات بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.
وشكلت الزيارة التاريخية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية "الهوية" بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.
ولا تزال العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان تمضي إلى آفاق أرحب بتوجيهات ودعم من قيادات البلدين.