القائم بالأعمال الصيني: حققنا مع مصر نقاطًا مضيئة في رحلة التنمية
أكد القائم بأعمال السفارة الصينية بالقاهرة تشانغ تاو، أن الإجراءات التى أتخذتها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رغم التحديات المحلية والعالمية، من أجل بناء "الجمهورية الجديدة"، كانت مثالًا يحتذى به فى العمل بنظرة مستقبلية مدروسة للوصول إلى أهداف التنمية الشاملة على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها من المجالات التى تنعكس إيجابًا على حياة المواطن المصرى.
وأشار تشانغ تاو، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني والذكرى 73 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية والموافق غدًا "السبت"، إلى أن الحكومة المصرية في ظل التحديات العالمية التى أحدثتها جائحة كورونا والأزمات الاقتصادية، استطاعت من خلال المضى قدما فى استكمال المشروعات القومية والاستثمار في البنية التحتية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، فى الحفاظ على استقرار سوق العمل، كما حققت نتائج إيجابية فى تعزيز التنويع الاقتصادي وتنمية الناتج المحلي الإجمالي بشهادة المؤسسات الاقتصادية العالمية والبنك الدولي الذى أشار إلى أن الاقتصاد المصري أظهر اتجاهاً نحو التعافي السريع رغم التحديات العالمية.
وأعرب القائم بأعمال السفارة الصينية بالقاهرة تشانغ تاو، فى هذا الاطار، عن استعداد الصين للعمل يدا بيد مع مصر لتطبيق مبادرة التنمية العالمية، والتعاون المشترك لمواجهة التحديات الاقتصادية التى تواجه العالم حاليا، والتحرك بحزم نحو هدف بناء مجتمع مصرى صيني ذي مستقبل مشترك في كافة مجالات التعاون المستقبلية.
تطور العلاقات المتميزة والمتنامية المصرية - الصينية
كما شدد الدبلوماسي الصيني على عمق وتطور العلاقات المتميزة والمتنامية المصرية - الصينية، عبر التاريخ، كون مصر هي الدولة العربية والأفريقية الأولى، التي أقامت علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية على مدى السنوات الـ 66 الماضية، حيث شاركت الدولتان الصديقتان طريق التعاون وحققتا نقاط مضيئة في رحلة التنمية، وكتبتا فصلاً رائعًا من التعاون المتبادل في خضم التغييرات الدولية المعقدة والتحديات العالمية المتتالية تحت رعاية شخصية وتوجيه من كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الصيني شي جين بينغ.
وأوضح تشانغ تاو أن مصر، بصفتها مقرا دائمًا لجامعة الدول العربية، تلعب دورا هامًا في تعزيز بناء منتدى التعاون الصيني العربي والعمل المشترك لمواجهة التحديات العالمية، فى وقت تتطلع الصين إلى العمل مع مصر والدول العربية لعقد القمة العربية - الصينية الأولى ومناقشة كافة السبل لتطوير العلاقات الصينية العربية ، ورسم مخطط للتعاون المستقبلي بين الجانبين ؛وبناء توافق في الآراء والتنسيق حول القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية لتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط والعالم؛ اضافة لتعزيز التعاون المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، وتعزيز تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي.
وأضاف القائم بأعمال السفارة الصينية بالقاهرة تشانغ تاو أن مصر دائمًا كان لها دور رائدً فريدً ونموذجيً في تعزيز تنمية العلاقات الصينية الأفريقية وبناء منتدى التعاون الصيني الأفريقي وبحكم موقعها الجغرافي المميز، مصر تعد الجسر الذي يربط بين إفريقيا والصين، لدعم التعاون المشترك لمواجهة التحديات .. موضحا أن الصين مستعدة للعمل مع مصر وباقى الدول الأفريقية لدفع جهود منتدى التعاون لمجالات متطورة وآفاق أوسع .
كما جدد الدبلوماسي الصيني تهنئة بلاده لمصر بمناسبة توقيع مذكرة التفاهم الخاصة بانضمام مصر إلى منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) كشريك حوار، حيث أنه وفقًا لمحتوى المذكرة، ستتعاون الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون مع شركاء الحوار في مجالات الأمن والاستقرار الإقليميين، والتجارة والاستثمار،والطاقة، وتكنولوجيا المعلومات،والزراعة، والنقل والاتصالات،والثقافة ، والعلوم والتكنولوجيا ، والتعليم ، والرعايةالصحية. والسياحة وغيرها من المجالات.
وأشار تشانغ تاو إلى أن العلاقات المتميزة المصرية - الصينية بين الدولتين الكبيرتين عززت الثقة السياسية المتبادلة وأسفرت عن نتائج مثمرة، فى كافة المجالات وخير مثال على ذلك التنسيق المشترك خلال فترة مكافحة جائحة كورونا "كوفيد 19"ما جعل الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر نموذجا يحتذى به عالميا للتضامن والتعاون وتبادل المنافع المتبادلة اقليميا وعالميا .
وأشاد الدبلوماسي الصيني بما قامت به مصر من إجراءات لمواجهة الوضع الوبائي لجائحة كورونا والسيطرة الكاملة على الوضع الصحى، عبر تطعيم 95 مليون شخص، من بينهم 40 مليون شخص تلقوا كامل الجرعات، ممايعكس الإنجازات الملحوظة لإجراءات الوقاية من الوباء في مصر، مشيرا إلى التنسيق والتعاون المميز بين الجانبين المصرى والصينى لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، ما يؤكد المعنى الحقيقى للصداقة وقت الازمات، وكتابة فصلًا جديدًا من الصداقة والتعاون المصري الصيني، كمثال يحتذى به لبناء مجتمع صحي بدول العالم.
وأشار القائم بأعمال السفارة الصينية بالقاهرة تشانغ تاو إلى تقدير الصين الكبير لمبادرة مصر التاريخية عندما أوفد الرئيس عبد الفتاح السيسي وزيرة الصحة كمبعوث رئاسي خاص إلى الصين مزودًا بإمدادات مكافحة وباء كورونا، كأول وزير صحة يزور الصين بعد تفشي الجائحة فى العالم، وسلمت الرئيس الصينى رسالة دعم من الرئيس السيسى ، كما قامت مصر بإضاءة واجهات كل من قلعة صلاح الدين بالقاهرة، ومعابد الكرنك بالأقصر، ومعبد فيلة بأسوان بألوان علم دولة الصين، تضامناً من الشعب المصري مع الشعب الصيني لمواجهة فيروس كورونا، وما تلا ذلك من مساعدات متبادلة والتعاون فى إنتاج الكمامات واللقاحات ما جعل مصر أول دولة في إفريقيا تمتلك الطاقة الإنتاجية لانتاج لقاح كوفيد-19 وأن تصبح مركزا لإنتاج اللقاحات في إفريقيا.
وأوضح الدبلوماسي الصيني من جانب آخر، أن مصر تعد شريكا في البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، كما أنها أول دولة تنضم إلى هذه المبادرة، وخلال السنوات الأخيرة، واصلت الصين ومصر تعزيز البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" وتحقيق التناغم بين هذه المبادرة مع "رؤية مصر 2030”، حيث حقق التعاون المتنامى في مختلف المجالات نتائج مثمرة، عادة بالنفع وبشكل فعال على شعبي البلدين.
وعلى مستوى العلاقات التجارية، أشار القائم بأعمال السفارة الصينية بالقاهرة تشانغ تاو، إلى الصين تعد أكبر شريك تجاري لمصر على مدار ثماني سنوات متتالية، ففي عام 2021، وصل حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى 20 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 37٪، وفي العام نفسه، استوردت الصين من مصر ما قيمته 110 ملايين دولار بقيمة مضاعفة لما كانت عليه عام 2012.
وفى مجال الاستثمارات المشتركة، أوضح تشانغ تاو ان حجم الاستثمار المباشر الصيني في مصر تجاوز حتى النصف الأول من العام الحالي ما يقارب 1.5 مليار دولار أمريكي، تضمن مجالات التصنيع والطاقة والاتصالات وبناء البنية التحتية وغيرها من المجالات، واستقطبت منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر (تيدا) أكثر من 120 شركة صينية لانشاء استثمارات دائمة فيها، مما ساهم فى توفير أكثر من 44 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، اضافة لقطاعات التعاون فى مجال التصنيع بمشاركة شركات أنجل ييستايجيبت، (سي آر آر سي سيفانغ) لصيانة عربات السكك الحديدية، وكذلك جوشي لإنتاج الفايبر جلاس وغيرها التى تستثمر فى هذا المجال داخل مصر، وأيضا ما يتعلق بمشروعات كبرى كمشروع القطار الكهربائى الذى يعد الأول من نوعه فى مصر وإفريقيا، وهو أحد المشاريع الرئيسية للتعاون بين البلدين في إطار مبادرة “الحزام والطريق"، وأيضا مشروعات منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وابراج مدينة العلمين، ومركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية المصري، وغيرها من المشروعات الكبرى التى تنفذها مصر بخطى ثابته.
ولفت القائم بأعمال السفارة الصينية بالقاهرة تشانغ تاو، إلى أن المواقف الداعمة للبلدين بشأن القضايا الوطنية التاريخية طالما كانت قوية وبارزة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين قبل 66 عامًا، وعلى سبيل المثال فى عام 1956، نظم المواطنين الصينيين في ميدان "تيان ان مين" بوسط العاصمة الصينية بكين مسيرة لدعم قرار مصر لتأميم شركة قناة السويس، وفي عام 1971، دعمت مصر استعادة الصين لمقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، وذلك يعد خير دليل على قوة العلاقات التاريخية بين البلدين .. مشيرًا إلى موقف مصر الثابت تجاه مبدأ الصين الواحدة وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وايمانها بأن هذا المبدأ يساعد على الحفاظ على الأمن والاستقرار العالميين.
وألقى الدبلوماسى الصينى الضوء على عدد من المحطات التاريخية التى تظهر مدى قوة العلاقات المصرية الصينية والتنسيق المشترك فى العديد من المجالات مشيرا إلى أنه فى فبراير من العام الجارى، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة إلى الصين لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، والتقى خلالها مع الرئيس الصينى شي جين بينغ حيث ظهر التوافق المشترك فى الرؤى مما صب زخمًا قويًا جديدًا في العلاقات الثنائية بين البلدين، وفي شهر يونيو من العام نفسه شارك الرئيس السيسي في الحوار رفيع المستوى بشأن التنمية العالمية وألقى كلمة عبر خاصية "الفيديو كونفرانس" تضمنت ما يتعلق بمجالات مبادرة التنمية العالمية.