مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

محمد نوفان الجبوري يكتب: ذكرى ثورة تشرين خالدة في ضمائر العراقيين

نشر
الأمصار

ثلاث سنوات مرت على الأول من تشرين الأول عام 2019 ، هذا اليوم الذي خرجت فيه الملايين لاستعادة الوطن من سارقيه ، لتصبح اعظم ثورات الشباب العراقي ، هذه الثورة التي قضت مضاجع الفرس في قم وطهران وأذنابهم في المنطقة الخضراء ، الثورة التي اصبح ما بعدها ليس كما كان قبلها . 
ورغم القمع والرصاص الذي مازال يسمع صوته في ارجاء العراق كل يوم الا ان صوته لا يسمع امام صوت الشباب الهادر الذي ضحى بدمائه من اجل استعادة العراق من النظام الفاشي القمعي والذي صادر حقوق العراقيين وسرق احلامهم وطموحاتهم . 
ونحن نستذكر هذه الثورة علينا ان نذكر ابطالها الاحياء والشهداء معاً ، فلا احد يمكن ان ينسى بائعة المناديل الورقية التي تكسب قوتها اليومي من بيع هذه المناديل والتي لم تبخل على العراق بكل ما تملك رغم قلته ، نستذكر الابطال الذين اعادوا الحياة لبناية المطعم التركي برسوماتهم وأفكارهم النيرة ، نستذكر الفنانين الذين رسموا لوحاتهم على جنبات جدران نفق التحرير وكتبوا تاريخ لن يمحى من تاريخ هؤلاء الابطال ، ونستذكر ايضاً وقفة المغتربين وهم يتجمهرون امام سفارات الدول لأيصال صوت إخوانهم للمجتمع الدولي بعد ان حاول الجميع كبت أصواتهم من خلال اسكات المنابر الإعلامية وقطع الانترنت . 
ولن ننسى بالتأكيد سائق التكتك ، هذا الكاسب البسيط الذي تخلى عن كل شيء من اجل العراق ومن اجل اسعاف اخوانه المصابين وأخلاء الشهداء من الساحات ، فلقد كان سائق التكتك انموذجاً للعراقي الأصيل المعروف بغيرته وأصالته .
لقد كانت ثورة تشرين ثورة شعب بكل اطيافه وطبقاته الاجتماعية واستطاعت ان تنفض غبار الطائفية المقيتة التي حاول الساسة زرعها في نفوس الناس على مدى 19 عاماً ، وكسرت قيود الخوف لدى الناس رغم كل الترسانة العسكرية والقمعية التي تمتلكها المليشيات وصمت دولي مريب إزاء ما يجري من تقل وخطف وتعذيب . 
لقد كانت تشرين وثورتها العظيمة انموذجاً صارخاً للحرية ورمزاً لكل احرار العالم وامتداد حياً للشعب الذي حارب وكافح من اجل حريته ضد الاحتلال وضد التبعية وكان لشهدائها عظيم الفضل في ان تصل الى مرحلة لا تكفي ملايين الكتب لذكر إنجازاتها وتضحيات ابناءها البررة 
وما الشهيد صفاء السراي الا واحد من هؤلاء الابطال الذين وقفوا حفاةً عراة امام القنابل والرصاص وروت دماءهم ساحات العراق وسطروا بها أروع معاني البطولة والفداء . 
وبعد كل ما سبق فلن تموت تشرين ولن تمحى من تاريخ العراق مهما حاولوا طمسها وتشويه صورتها والانتقاص من تضحيات ابطالها , وستعود من جديد الى ان يتحرر العراق من الفاسدين والتبعية