انتفاضة الشعب الإيراني.. ما العوامل التي ساهمت في استمرارها؟
كشف مهدي عقبائي، مسؤول الشؤون الخارجية للمقاومة الايرانية، أنه تميز انتفاضة الشعب الإيراني 2022 بسمات فريدة لم تكن فيها جميع الانتفاضات السابقة.
وأكد عقبائي، أنه من سمات انتفاضة الشعب الايراني، على الرغم من أن شرارة هذه الانتفاضة بدأت بمقتل الشابّة الکردیة المظلومة مهسا امیني وانتشرت في مدن كردستان كإضراب العام ، إلا أنها سرعان ما امتدت إلى المدن الإيرانية الكبرى بما في ذلك طهران العاصمة ومشهد وأصفهان ، ورشت والعديد من المدن الأخرى وتوسعت إلی جمیع المحافظات، التي لم يكن هکذا في الانتفاضات السابقة لتشمل جمیع المدن الکبری وفی مختلف مناطق هذه المدن. علی سبیل المثال تشكيل تجمعات احتجاجية واشتباکات في 21 منطقة في طهران وحدها
انتفاضة الشعب الإيراني منتظمة
وأضاف ان انتفاضة الشعب الإيراني منتظمة ولها عناصر تنظیمیة خلفها تقودها بشکل خاص في کل مدینة و بشکل عام في جمیع ارجاء البلاد، وهذا مااعترفت بها سلطات النظام ووسائل إعلامه ومنهم قاليباف رئيس مجلس النظام ، والجميع يقول أن مجاهدي خلق هم من ورائها، والحقيقة أن وحدات المقاومة انصار مجاهدي خلق التي بدأت نشاطاتها منذ سنوات کانت تعمل لیل نها للوصول إلی مثل هذه الانتفاضة و مثل هذه الأیام .
واردف أن ما يميز انتفاضة الشعب ا لايراني، أنه في الانتفاضات السابقة أیضا کانت لها دور لکن هذه المرة جاءت هذه الثورة بعد ۹ اعوام من نشاطات\ وحدات المقاومة باستمرار ، لذت لعبت هذه الواحدات في هذه الانتفاضة دورًا بارزًا للغاية.
دور المرأة
كما أثنى على دور المرأة في قيادة انتفاضة الشعب الإيراني، والذي يظهر من خلال جميع الأفلام والحقائق الميدانية حیث لعبت النساء دوراً هاماً وفی کثیر من المشاهد دورا قیادیا أیضا. ونسبة کبیرة من المعتقلين هم أيضًا من النساء، وهذه إحدى سمات الانتفاضات الإيرانية التي يبرز فيها دور المرأة.
كما تميزت انتفاضة الشعب الإيراني على مشارکة عامة للطبقة الوسطی في الإنتفاضة: في انتفاضة عام 2009 کانت الطبقة الوسطی فی الساحة لکن فقط في طهران. وهذه المرة جاءت الطبقة الوسطى والمثقفون والطلاب إلى الميدان ، ولكن هذه المرة ، شارکت هذه الطبقة في جميع المدن ، وفي جميع المدن الكبرى ، انضمت الجامعات أيضًا إلى الانتفاضة.
ضعف النظام
كما يضاف ضعف النظام في ادارة الأزمة والسیطرة علی المدن: في بعض المدن ، وحتى اليوم ، وهو اليوم العاشر للانتفاضة ، يسقط عدد من المدن ، وهناك تقارير تفيد بأن مدینة اشنویة قد سقطت في أيدي الناس، وأيضًا قائد الشرطة في محافظة كيلان في شمال إيران اعترف باننا على بعد خطوة واحدة من السقوط منذ عدة ليال”و أکد “لو لم يتم إرسال القوات تعزیزیة من المحافظات المجاورة لكان الناس قد انتصروا في الميدان، ولكن الآن تلك المقاطعات نفسها تواجه تحديات، والنظام یعانی من النقص فی القوات وهذا النقص في القوات أمر خطير جدًا.
ويوجد فارق آخر في اهداف الإنتفاضة وهذه تبرز في شعارات المنتفضین ، ففي الانتفاضات السابقة انطلقت شعارات المعتدين ومطالبهم من قضايا نقابية وكان لهم مطلب معين مثل انتفاضة البنزين أو الماء فی أصفهان أو الخبز إلخ. و کان النظام کان یوقفها ولو وقتیا عن طریق القمع واجابة جانب من طلباتهم ، لكن هذه المرة ، رغم أنها بدأت بجريمة قتل ، لكن منذ البدایة کانت الشعارات حول ضرورة اسقاط النظام بأكمله وركزت على شخص خامنئي.
وتوجد میزة اخري عممت الشعارات ضد نظامی الشاه والملالي یعنی النظام الحالي والنظام السابق علی مستوی الشعبي في جمیع الإحتجاجات بشکل واسع، والمنتفضین يقولون بوضوح بإننا لا نريد هذا النظام کما لا نرید النظام السابق ويؤكدون أننا لا نريد العودة إلی الماضي .. بل نرید الحرية وجمهوریة ديمقراطية.