اليمن: تفاهمات حول تمديد الهدنة يعلنها المبعوث الأممي في الوقت المناسب
كشف مصدر من الحكومة اليمنية، عن تفاهمات تمت بين الأطراف المتحاورة برعاية الأمم المتحدة، في كل من سلطنة عمان، والأردن، والمملكة العربية السعودية، ستلبي تطلعات الشعب اليمني، وتفتح آمال جديدة نحو التواصل إلى سلام دائم في البلاد.
وأوضح المصدر، بأن عدم التواصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة، لا يعني انتهاء الحوار بين الأطراف اليمنية، من أجل إيحاد حلول لما يتم التشاور بشأنه من قضايا “اقتصادية وإنسانية وإغاثية وعسكرية وأمنية”، مشيرا إلى أن ما يجري بين الأطراف اليمنية المتحاورة برعاية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والإقليمي، ينقصها وجود آليات مسبقة يتم البناء عليها للوصول إلى حلول لجميع القضايا خاصة فيما يتعلق بتنفيذ بنود الهدنة والتي حملها مقترح المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ.
وأفاد المصدر، بوجود تفاهمات وحلول لعدد كبير من القضايا العالقة حول قضايا عدة، خاصة فيما يتعلق بتمديد الهدنة، وفي جوانب اقتصادية وعسكرية وإنسانية سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب من قبل المبعوث الأممي.
وفيما حذرت مصادر يمنية مطلعة، من انتكاسة جديدة لعملية تمديد الهدنة الإنسانية، التي ستعيد الأوضاع في اليمن إلى المربع الأول، هناك تفاؤل كبير في أوساط اليمنيين بعد مرور 15 يوما على انتهاء تمديد الهدنة السابق، دون حدوث مواجهات عسكرية بأن الأمور تسير في الاتجاه الذي يفضي إلى سلام دائم، خاصة وان جميع الأطراف ليس لديها الرغبة في العودة إلى المربع الدموي.
وبدورها، أعربت الولايات المتحدة عن بالغ قلقها حيال انتهاء هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن دون اتفاق الأطراف على تمديدها.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية الأمريكية نشرته عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، فأن الولايات المتحدة ترحب بدعم حكومة الجمهورية اليمنية لمقترح الهدنة الموسع الذي قدمته الأمم المتحدة والدعم القوي من دول المنطقة ومجلس الأمن الدولي والشركاء الدوليين الآخرين.
أكدت الوزارة على أن الإجماع الساحق على دعم هدنة اليمن بوساطة الأمم المتحدة هو شهادة على قدرة الهدنة على قيادة اليمن نحو طريق تحقيق السلام والتعافي، وحثت الولايات المتحدة - بحسب البيان - الحوثيين على مواصلة المفاوضات بحسن نية والعمل مع الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة وإبقاء اليمن على طريق السلام.
كما دعت جميع الأطراف المعنية بممارسة ضبط النفس خلال هذه المرحلة الحرجة، مؤكدة رفضها خطاب الحوثي الذي يهدد شركات الشحن التجارية والنفط العاملة في المنطقة.
وشددت الخارجية الأمريكية على أن الهدنة تمثل أفضل فرصة أتيحت لليمنيين من أجل السلام منذ سنوات، مضيفة أن الخيار أمام الأطراف المعنية بسيط؛ إما السلام وتحقيق مستقبل أكثر إشراقا لليمن أو العودة إلى دمار ومعاناة لا طائل منهما سوى المزيد من تمزق وعزل بلد على حافة الهاوية بالفعل، مشددة على أنه ما من سبيل لتخفيف معاناة اليمنيين حقا سوى التفاوض.
وأشارت إلى أن الرجال والنساء والأطفال اليمنيون شهدوا فوائد ملموسة وفرتها الهدنة التي حققت أطول فترة هدوء منذ بدء الحرب، وانخفاض كبير في عدد الضحايا المدنيين وتدفق وقود أكثر بأربعة أضعاف إلى الموانيء الشمالية لليمن ورحلات تجارية أتاحت لأكثر من 25 ألفا من اليمنيين طلب الرعاية الطبية ولم شمل أحبائهم في الخارج.
وتابعت: "ومع ذلك هناك حاجة إلى المزيد بالتأكيد"، موضحة أن اقتراح الهدنة الموسع الذي قدمته الأمم المتحدة من شأنه أن يوفر ما يلي: توفير الرواتب لعشرات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ سنوات وفتح الطرق في جميع أنحاء البلاد وتوسيع نطاق الرحلات الدولية وتيسير عملية التخليص لسفن الوقود الداخلة إلى ميناء الحديدة والأهم من ذلك، سيمكن اقتراح الأمم المتحدة إطلاق مفاوضات حول وقف شامل لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة بقيادة يمنية من شأنها إنهاء الحرب بشكل دائم.