مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ب25 مليون دولار أمريكي.. الإمارات تتابع الدعم الفلسطيني

نشر
الأمصار

 لم تدخر دولة الإمارات على مدار ما يقرب من 50 عامًا، جهدًا لدعم فلسطين، قيادة وشعبًا، على مختلف الأصعدة في واحدة من أبهى صور التآخي بين الشعبين.

ولم يقتصر الدعم الإماراتي لفلسطين يومًا على مجال بعينه، فحرصت أبوظبي على مساندة شقيقتها بشتى الوسائل وفي جميع الاتجاهات السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية والإنمائية. 

وجاء اليوم الإثنين، تنفيذًا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لدعم القطاع الطبي في القدس الشرقية، وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة اتفاقية تعاون بقيمة 25 مليون دولار أمريكي لدعم مستشفى المقاصد في القدس الشرقية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وبالتنسيق مع مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط.

وقال سلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية، إن توقيع الاتفاقية يأتي في إطار التزام دولة الإمارات الدائم والتاريخي والراسخ تجاه الشعب الفلسطيني، ودعم متطلباته في المجالات الإنسانية، وفي مقدمتها القطاع الصحي.

وأشار الشامسي، إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها منظمة الصحة العالمية ومكتب منسق الأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط في التعاون مع دولة الإمارات نحو تعزيز إمكانيات المستشفيات الفلسطينية لتقديم الرعاية الصحية للشعب الفلسطيني الشقيق ولاسيما مستشفى المقاصد حيث أنه من المتوقع أن يستفيد أكثر من 130 ألف شخص من الخدمات الصحية التي يقدمها.

ومن جهته قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: " إن جائحة (كوفيد-19) التي اجتاحت العالم أثبتت أن الصحة حق إنساني ومحور أساسي لتحقيق التنمية. ونحن نتقدم بالشكر لدولة الإمارات على مساعداتها السخية ودورها الرائد وما أبدته من التزام من أجل تعزيز الخدمات الطبية للشعب الفلسطيني".

ومن جانبها قدمت لين هاستينغز، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة الشكر إلى حكومة دولة الإمارات على مساهمتها السخية والفورية لضمان استمرار قدرة مستشفى المقاصد على تقديم الخدمات الصحية الضرورية، والتي تعد من الأركان الأساسية لشبكة الرعاية الصحية والمستشفيات في القدس الشرقية.

ومن ناحيته قال الدكتور ريك بيبركورن، رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة: "إن الدعم السخي المقدم من دولة الإمارات يعد أساسيا لمواصلة واستمرار تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية الملحة من خلال مستشفى المقاصد، وسيسهم هذا الدعم في تحسين جودة خدمات قسم أمراض النساء والولادة بالمستشفى، فضلاً عن مساهمته في توفير فرص تدريب لمتخصصي الرعاية الطبية لخدمة كافة الفلسطينيين".

إغاثة طبية وتعليمية

منبع الالتزام الإماراتي تجاه الفلسطينيين وعد قطعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الإمارات، عند إعلان تأسيس الإمارات عام 1971: "دعمنا للشعب الفلسطيني سيستمر حتى يحقق هذا الشعب طموحه في إقامة دولته المستقلة"، ليصبح نهج الإمارات وسياستها الثابتة الالتزام الراسخ بدعم القضية الفلسطينية حتى اليوم.

يشار إلى أن مئات الملايين من الدولارات قدمتها القيادة الإماراتية ومنظمات الدولة الإغاثية والإنسانية لانتشال الأشقاء الفلسطينيين من وضع مأساوي فرض عليهم منذ سنوات طويلة، ومن ذلك الدعم المالي ما قدمته أبوظبي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

ووفقا للأرقام المعلنة، يقدر إجمالي الإسهامات المقدمة من الإمارات للأشقاء الفلسطينيين خلال الفترة من عام 2013 وحتى عام 2020 بنحو 840 مليون دولار أمريكي؛ لتمويل مختلف القطاعات في الأراضي المحتلة.

وقدمت الإمارات، أكبر الجهات المانحة للأونروا، للوكالة الإغاثية في آخر 5 سنوات فقط، أكثر من 187 مليون دولار أمريكي من الرقم السابق الإشارة له.

أيضًا حصلت الأونروا من إجمالي الإسهامات الإماراتية على أكثر من 218 مليون دولار أمريكي، ذهب 166 مليون دولار منها لقطاع التعليم، و19 مليون دولار كمساعدات سلعية وبرامج موجهة للخدمات الاجتماعية في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.

كما ساهمت الإمارات أيضًا بنحو 105 ملايين دولار أمريكي لدعم برامج الأونروا التعليمية، ما مكن الوكالة من توفير بيئة تعليمية مناسبة للأطفال الفلسطينيين.

وفي يوليو/تموز 2019 قدمت أبوظبي تبرعا يقدر بنحو 50 مليون دولار أمريكي للوكالة الإغاثية لتقديم الخدمات الصحية وتنفيذ البرامج التعليمية وتقديم خدمات أخرى لأكثر من 5 ملايين فلسطيني.

وقدرت المساهمة التي قدمتها الإمارات للأونروا في عام 2018 ما يزيد على 50 مليون دولار، لتصبح سادس أكبر مانح للوكالة نهاية ذلك العام، ووجهت جانبا كبيرا منها لمواصلة البرامج التعليمية لمئات المدارس التابعة للجهة الإغاثية.

وخلال عامي 2017 و2018، دعمت الإمارات البرامج الصحية والغذائية التي تقدمها الوكالة بقيمة 2 مليون دولار لتمويل الوقود لمحطات الكهرباء لدعم المستشفيات في قطاع غزة.

كما قدمت مؤسسات دولة الإمارات، خلال عامي 2017 و2018، نحو 364 مليون دولار كمساعدات إنسانية وتنموية وغذائية للشعب الفلسطيني.

وكانت مواقف الإمارات النبيلة، قيادة وشعبا، ودعمها السخي لـ"الأونروا" بهدف ضمان استمرار تقديم جميع خدماتها لأكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني.

مساعدة الإمارات إلى فلسطين في ظل جائحة كورونا 

كانت دولة الإمارات شريكًا مهمًا في مسيرة دعم الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه، وإتاحة كل ما يسهم في الارتقاء بمعيشته بشتى الطرق وفي جميع الاتجاهات، خاصة الاجتماعية والتعليمية والصحية.

إنسانية ورحمة القيادة الإماراتية تجاه الاشقاء خلدتها عشرات المواقف التي يفخر بها أبناء البلدين، كان آخرها طائرة إمدادات طبية انطلقت من أبوظبي، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

واشتملت طائرة المساعدات الطبية الإماراتية على 14.4 طن من الإمدادات الطبية وأجهزة الفحص إلى غزة بالتعاون مع لجنة التكافل بالقطاع.

ويستفيد من المساعدات أكثر من 14 ألفاً من العاملين في مجال الرعاية الصحية، لتعزيز جهودهم في احتواء انتشار فيروس كورونا.

واستقرت على الأراضي الفلسطينية هي الثالثة من دولة الإمارات للأشقاء منذ تفشي فيروس "كوفيد-19"، وتعكس التزام دولة الإمارات تقديم الدعم المستمر للشعب الفلسطيني، ومساندتهم في مواجهة جائحة كورونا.

وأول شحنة مستلزمات طبية أرسلتها الإمارات للأراضي الفلسطينية المحتلة كانت يوم 19 مايو/أيار، ليتبعها سلسلة من المساعدات المهمة في هذا القطاع الحيوي خلال الأشهر الماضية، بإجمالي 22 طناً، بهدف توفير الحماية للطواقم الطبية والعاملين في القطاع الطبي.

ولا يقتصر الدعم الإماراتي للفلسطينيين على المساعدات الحكومية، فتهب المنظمات الإنسانية للتخفيف عن الأشقاء مستمدة من

في 5 أبريل/ نيسان الماضي، سلمت هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية شيكا ماليا بما يعادل 216 ألف دولار لصالح 650 يتيما ويتيمة تكفلهم الهيئة، ضمن مساعيها لتمكينهم من التغلب على الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع.

أيضا سلمت الهيئة مسؤولي الصحة في القدس 100 زي طبي للأطباء والمرضى لحماية الطواقم الطبية، مع صرف مستحقات لـ3 آلاف أسرة، ضمن برنامج "العيش الكريم" الذي تبنته الهيئة، بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية.

وفي 21 أبريل/ نيسان، وصلت قافلة من المساعدات والطرود الصحية، الممولة من دولة الإمارات، لمراكز الحجر الصحي في قطاع غزة، التي تستضيف أكثر من 2000 شخص عائدين من السفر؛ في إطار مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

دعم سياسي واقتصادي

منذ تأسيس دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر عام 1971، لعبت أبوظبي دورًا محوريًا وبارزًا لدعم الأشقاء الفلسطينيين على كافة الأصعدة.

وعلى الصعيد السياسي، أكدت الإمارات أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية المركزية الأولى للسياسة الخارجية الإماراتية، ولم يخل أي خطاب لأبوظبي في أي محفل دولي أو إقليمي أو من خلال لقاءات ثنائية أو أي مباحثات مشتركة، من ذلك.

كما لم تغب دولة الإمارات يوما عن مساندة الشعب الفلسطيني ودعمه في جميع مراحل قضيته العادلة، بل وخطت خطوات متقدمة لصالحه عبر اتفاق تاريخي أثمر عن وقف إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية.

 الإمارات الرابعة بين أكبر 10 دول داعمة مالياً لدولة فلسطين

وعلى الصعيد الاقتصادي، تحتل دولة الإمارات المرتبة الرابعة بين أكبر 10 دول داعمة مالياً لدولة فلسطين منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994، وفق ما تورده بيانات رسمية فلسطينية.

واستناداً إلى معطيات المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" (شبه حكومي)، فإن الإمارات قدمت مساعدات بقيمة 2 مليار و104 ملايين دولار أمريكي للشعب الفلسطيني منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1993.

وتتفاوت هذه المساعدات ما بين دعم لميزانية السلطة الفلسطينية ومشاريع بنية تحتية، دون أن تشمل هذه المعطيات مئات ملايين الدولارات التي قدمتها الإمارات للفلسطينيين من خلال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

نبذة عن العلاقات بين الإمارات و فلسطين

بدأت العلاقات الفلسطينية الإماراتية الرسمية في عام 1968 عندما افتتح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في أبو ظبي وكان أول مدير له جميل إسماعيل حسن الرمحي، وفي 5 فبراير 1989 وضع الشيخ زايد وياسر عرفات حجر الأساس لسفارة دولة فلسطين وافتتحت في 2 مايو 2010. تُعد الإمارات أول دولة عربية تعترف بدولة فلسطين بعد إعلان استقلالها في عام 1988.

وبرز الشيخ زايد مؤسس الإمارات العربية المتحدة في فترة حكمه بتقديم الدعم السياسي والمادي للشعب الفلسطيني. يُطلق اسمه على عدة منشآت أبرزها مدينة الشيخ زايد السكنية في شمال قطاع غزة، وجناح الشيخ زايد للطوارئ في مجمع فلسطين الطبي، ومسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وفي مايو 2019، شنت السلطات الإماراتية على الفلسطينيين المقيمين على أراضيها سلسلة من الملاحقات والاعتقالات تعرض لها العشرات من أنصار حركة حماس ومؤيدوا الرئيس الفلسطيني محمود عباس من حركة فتح.

وفي 21 مايو 2020، ذكر رئيس وزراء دولة فلسطين محمد اشتية أن الإمارات أرسلت مساعدات صحيّة بواسطة طائرة إلى مطار بن جوريون في إطار مواجهة جائحة فيروس كورونا، وأنها نسقت مع الطرف الإسرائيلي بدلًا من الطرف الفلسطيني أو السفير الفلسطيني عصام مصالحة لدى الإمارات. في 11 يونيو 2020 رفضت السلطة الفلسطينية استلام شحنة مساعدات طبية للمرة الثانية قادمة من الإمارات عبر مطار إسرائيلي ولنفس الأسباب.

وفي 13 أغسطس 2020، أعلن أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية عن موافقة بلاده على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وغرد محمد بن زايد أنَّ «الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل اتفقتا أيضًا على التعاون ووضع خارطة طريق نحو إقامة علاقة ثنائية".» لذلك أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوةً لاجتماعٍ عاجل لإصدار بيانٍ حول الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي. جاء فيه رفض القيادة الفلسطينية واستنكارها الشديدين للإعلان الثلاثي، وتأكيدها على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولا يحق لدولة الإمارات التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني، كما اعتبر هذه الخطوة نسفًا للمبادرة العربية للسلام وقرارات القمم العربية والإسلامية والشرعية الدولية وعدوانا على الشعب الفلسطيني. كما أعلن رياض المالكي وزير الخارجية والمغتربين أنه بناءً على تعليمات الرئيس محمود عباس فقد استُدعي السفير الفلسطيني عصام مصالحة من دولة الإمارات وبشكل فوري.