فشل ثالث في انتخاب رئيس لبنان.. ومحاولة جديدة الإثنين
بعد فشل انتخاب رئيس للبنان للمرة الثالثة على التوالي، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة جديدة لإعادة المحاولة.
وحدد بري "الإثنين المقبل 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في الـ11 صباحا بالتوقيت المحلي، موعدا جديدا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية".
الورقة البيضاء تربح مجددا
وتكرر سيناريو تغلب الورقة البيضاء للمرة الثالثة على جميع المرشحين، ما يعني استمرار عدم التوافق بين القوى اللبنانية على مرشح يستطيع حصد الأغلبية.
وأظهرت عمليات فرز أصوات النواب اللبنانيين بجلسة اختيار الرئيس، حصول الورقة البيضاء على 55 صوتا و42 صوتا لميشال معوض.
نتيجة محسومة
وكان مراقبون أكدوا قبيل الجلسة أن النتيجة كانت محسومة سلفا، بتكرار سيناريو الجلستين السابقتين.
وفي تعليقه، قال الخبير الاستراتيجي والعميد المتقاعد ريشار داغر، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إننا "أمام حائط سد بسبب عدم توافق الفرقاء السياسيين حتى اللحظة".
وأكد داغر أن "هناك 3 عوامل ظلت عائقا طوال الوقت أمام أي استحقاقات دستورية سواء انتخاب رئيس للبلاد أو تشكيل الحكومات".
وأوضح: "التعقيدات تمثلت في أولا، الانقسامات الحادة داخل المكونات والقوى السياسية حول قضايا بعينها مثل السيادة والعلاقات الخارجية والإصلاح وانتاج وتوزيع السلطة".
وتابع : "العامل الثاني المعطل يتمثل في فائض القوة الذي يملكه حزب الله ويشكل عامل ضغط مهيمن يمنع انجاز الحزب من إنجاز أي استحقاقات لا تتوافق مع مصالحه وارتباطاته.
أما العامل الثالث فهو المصالح الخاصة، حيث إن كل فريق سياسي ينظر للاستحقاق كمحطة لاقتناص مزيد من المكاسب، وفقا لداغر، الذي أضاف بأن هناك معطى جديد يضاف للعوامل السابقة، وهو المشهد الذي تكون عقب الانتخابات النيابية في مايو الماضي، والذي أنتج مجلسا نيابيا مشتتا بين معسكرات سياسية مختلفة .
وإزاء تلك العوامل، شدد الخبير الاستراتيجي اللبناني على أنه لا مؤشر على التوافق، أو أو وجود مخرج لعملية توافقية حتى اللحظة ، حيث إن كل فريق من الفرقاء السياسيين يتمسك بطروحاته،
وأردف :"المخرج هوالتوافق على قاسم مشترك معين، أوشخصية محددة يمكن ان تصل لرئاسة".
وعكست سلسلة "المواقف الرئاسية" لفريق السلطة حالة من الضبابية والغموض، حيث رفع حزب الله، الذي لم يعلن مرشحه للرئاسة حتى اللحظة، "فيتو رئاسي".
وشدد النائب حسن عزالدين عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لحزب الله، على أنه لا يمكن إيصال رئيس معادٍ للمقاومة.
وفي وقت سابق، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن "هناك صفة يجب أن تكون في رئيس الجمهورية القادم، ونحن معنيون بالتفكير بها ونضعها على الطاولة وهي رئيس جمهورية يُقر ويحترم ويعترف بدور المقاومة في حماية السيادة الوطنية".
وقال مراقبون إن "الفيتو الرئاسي" الذي رفعه حزب الله ومواصفاته للرئيس القادم يدفع إلى التعطيل، ومنع انتخاب رئيس "صنع في لبنان"، إضافة إلى جر البلاد إلى المحور الإيراني، بعيدا عن عمقه العربي.
وضمن المواقف الرئاسية لحلفاء حزب الله، قال النائب آلان عون عضو تكتل (لبنان القوي) عن حضور الجلسة الرئاسية المقبلة، إن "التكتل سيصوت (جلسة الخميس المقبل) بورقة بيضاء، بانتظار إنضاج التسوية".
وشدد في حديث إذاعي ، على أنه لا "يمكن إنجاز الاستحقاق الدستوري من دون التواصل والحوار بين الكتل النيابية، لأنّ لا أحد منها يملك الأكثرية الكافية لفرض شروطه".
وقال النائب جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر (الفريق السياسي لميشال عون)، مؤخرا : "نحن لن نقبل برئيس لا يتمتع بحيثية شعبية ونيابية، أو ليس مدعوما من كتلة نيابية وازنة شعبياً ومسيحياً بالتحديد، ونرفض تعيين رئيس من الخارج".