روسيا تكسر الطوق الغربي بمناورات مشتركة مع الجزائر في "المتوسط"
تختتم غدا مناورات مشتركة بين القوات البحرية الجزائرية والروسية، والتي بدأت أول أمس الأربعاء، لتكسر موسكو طوقا غربيا فرض عليها، منذ بداية الأزمة الأوكرانية.
وكانت سفن حربية روسية قد رست في الجزائر يوم الثلاثاء الماضي، لتنفيذ "المناورات البحرية المشتركة 2022"، والتي تأتي في إطار تعزيز علاقات التعاون العسكري الثنائي بين القوات البحرية الجزائرية ونظيرتها الروسية، بحسب بيان سابق لوزارة الدفاع الجزائرية.
وتأتي هذه المناورات الروسية الجزائرية، في وقت تواجه في موسكو عزلة دولية بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا المستمرة منذ فبراير/شباط الماضي.
وأثار التقارب الجزائري الروسي غضب نواب بالكونغرس الأمريكي، الذين قدم 27 منهم طلبا إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، للمطالبة بفرض عقوبات على الجزائر بسبب صفقاتها من الأسلحة مع روسيا.
إلا أن واشنطن ردت على الطلب بالتأكيد على قوة علاقتها بالجزائر، وهو ما جاء خلال لقاء وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بالسفيرة الأمريكية لدى بلاده، إليزابيث مور أوبين، التي غردت على حسابها الرسمي بموقع تويتر قائلة إن "يسعدني دائمًا مقابلة وزير الخارجية رمطان لعمامرة ومناقشة العلاقة الثنائية القوية والمتنامية بين الولايات المتحدة والجزائر".
ويعتمد تسليح الجيش الجزائري بنسبة كبيرة على السلاح الروسي، كما ترتبط الدولتان بعلاقات اقتصادية وسياسية متميزة ظهرت جلية خلال الأزمة الأوكرانية، حين دعمت الجزائر موقف موسكو سياسيا.
وكان وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، قد أعرب عن تفهم بلاده لـ"الانشغالات الأمنية لروسيا"، كما رفضت الجزائر الاستجابة للضغوط الغربية لزيادة إمدادات الطاقة لتعويض الغاز الروسي، رغم وفرة الإنتاج الجزائري وقربها الجغرافي من أوروبا.
من جانبها، تحرص روسيا على استمرار وتطوير علاقتها بالجزائر خاصة في ظل ما يشهده جوارها من أزمات في ليبيا ومالي ودول الساحل، حرصا من موسكو على دورها في المنطقة.
ومنذ 2020، زار الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري روسيا، مرتين، كما شارك في أغسطس/آب الماضي عبر تقنية الفيديو كونفرانس في الندوة العاشرة للأمن الدولي، التي نظمتها موسكو.
ويشغل الرئيس الجزائري، بموجب الدستور، منصب وزير الدفاع الوطني.
وتربط الجزائر وموسكو علاقات قوية في كل المجالات، وبلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين في 2021، 3 مليارات دولار رغم أزمة جائحة فيروس كورونا.
كما تنسق الجزائر مع روسيا في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز وكذلك في اجتماعات الدول المصدرة للنفط "أوبك +".
وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن السفير الروسي لدى الجزائر، فاليريان شوفايف، أن موسكو ستستقبل الرئيس تبون قبل نهاية العام الجاري، في زيارةٌ تمثل دفعة قوية للعلاقات بين البلدين.
وذكرت وسائل إعلام جزائرية أنه سيتم خلال الزيارة المرجح أن تتم في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، التوقيع على وثيقة التعاون الاستراتيجي بين البلدين.