وزير الصحة اللبناني: الكوليرا سببها عقود من الإهمال
قال وزير الصحة بحكومة تصريف الأعمال اللبنانية، الدكتور فراس الأبيض، إن أزمة انتشار وباء الكوليرا في البلاد سببها عقود من الإهمال وعدم تأمين الخدمات الأساسية للمناطق التي انتشر فيها مرض الكوليرا معتبرا أن المواطنين يدفعون الآن ثمنا غاليا نتيجة عدم تأمين هذه الخدمات الأساسية، مشددا على أن الكوليرا كان من الممكن تجنبها لو توفر قطاع خدمات أساسية وبنى تحتية جيدة، وموضحا أن الأزمة الحالية تتمثل في تأمين المياه النظيفة للمواطنين والري وليس مجرد الخدمات الصحية.
جاء ذلك في تصريحات له اليوم خلال جولة قام بها اليوم في محافظتي عكار والشمال اللبناني بحضور ممثلين عن عدد من المنظمات الدولية من بينها منظمة الصحة العالمية و"اليونيسف" ومفوضية شؤون اللاجئين في لبنان.
وأكد الأبيض ضرورة التعامل مع هذه الأزمة كجرس إنذار لأزمات ممكن أن تأتي في المستقبل ما لم يتم الاستثمار الصحيح بقطاع الخدمات الأساسية، معبرا عن أسفه لكون الأزمة الحالية ناتجة عن غياب هذا القطاع، مؤكدا أن هناك حاجة ملحة إلى الاستثمار في هذا القطاع لتجنب المزيد من الأزمات في المستقبل.
وأضاف أن الوزارة وضعت خطة عمل واجراءات ستتخذ لمواجهة انتشار الوباء من بينها إطلاق منصة تشاركية لإدارة الكوارث تسمح بمشاركة المعلومات، بالإضافة إلى إجراء فحص للمياه بمختلف المناطق ونشر حملات التوعية ومتابعة صهاريج المياه من قبل الصليب الأحمر ومراقبة عملهم ونظافتهم وتعقيمهم بالإضافة إلى تزويد المنازل بمادة الكلورين لتطهير المياه في المنازل عبر وضع نقطتين على كل لتر مياه، معتبرا أن الجهود التي تبذلها وزارة الصحة ستحد من انتشار الوباء لعدم الوصول إلى عدد كبير من المصابين.
وأوضح أن الموضوع الأساسي حاليا تأمين المياه النظيفة، مشددا على ضرورة ايجاد الحلول للمياه وللصرف الصحي، كي لا تتكرر المشكلة. وأضاف أن الوزارة تدرس إمكانية انشاء مستشفى ميداني في منطقة ببنين (شمالي البلاد) لمنع اي تأخير بوصول المرضى الى المستشفيات، مشيرا إلى أن الملاحظة الأساسية وجود تأخير بتشخيص الحالة، لاعتقاد المريض بأنها حالة إعياء بسيطه ولا يذهب الى المستشفى إلا عندما يصبح في حالة جفاف؛ مما يشكل خطرا على حياته.