إثيوبيا تنفي ارتكاب جرائم حرب في تيجراي
نفت إثيوبيا اتهامات غربية لها بارتكاب فظائع في إقليم تيجراي بشمال البلاد، واصفة تلك الاتهامات بأنها "أجندة سياسية شريرة".
واندلع القتال بين متمردي تيغراي والقوات الفيدرالية الإثيوبية المدعومة في الشمال من جيش إريتريا - الدولة الواقعة على الحدود الشمالية لتيجراي - وبين قوات المناطق الإثيوبية المجاورة في الجنوب في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، ما أغرق شمال إثيوبيا في أزمة إنسانية عميقة
ورداً على اتهامات للجيش الإثيوبي بارتكاب جرائم في حربه ضد «تيجراي»، قال مكتب «خدمة الاتصال الحكومية»، إن حكومة إثيوبيا لم يعد بالإمكان أن تتسامح مع الأكاذيب والشائعات التي تنتشر ضد إثيوبيا من قبل الكيانات الغربية».
اقرأ أيضًا..
كاتب أمريكي: على بايدن الاستعداد للأسوأ في إثيوبيا
قال الكاتب الأمريكي بوبي جوش في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء إن المفاوضات قد تشكل نقطة تحول بالنسبة لإثيوبيا، ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، والتي كانت يوما ما ثاني أكبر اقتصاد واعد بالقارة.
وأضاف أن قليلون هم من يتوقعون أن تؤدي المفاوضات إلى إنهاء الحرب الأهلية، التي تشرف على إكمال عامها الثاني، ولكن قد يكون من الممكن العودة إلى الهدنة الإنسانية التي أعلنت في الربيع.
وتتوقف نتائج المحادثات على ما إذا كان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مستعدا للتخلي عما حققته قواته منذ استئناف القتال في شهر أغسطس الماضي.
وأكد جوش على إن الولايات المتحدة، التي ساعدت في الوساطة للتوصل لهدنة، عليها مواصلة الضغط على آبي أحمد ليوافق على هدنة آخرى، ويتعين عليها في الوقت نفسه الاستعداد للسيناريو الأسوأ، أي حدوث أزمة إنسانية تضاهي أسوأ الكوارث التي شهدتها أفريقيا خلال القرن الماضي.
ولكن البوادر لا تبشر بخير، فقد أقسم آبي أحمد العام الماضي، في الذكرى الأولى لاندلاع الحرب أن "يدفن" جبهة تحرير تيجراي. وبعدما سيطرت القوات الإثيوبية على ثلاث مدن في تيجراي شمالي البلاد، أبدت الحكومة نيتها توجيه ضربة قاصمة للجبهة، التي كانت تهيمن يوما ما على الحياة السياسية في البلاد، والتي تعارض مساعي آبي أحمد بشأن تركيز السلطة في أديس أبابا. وحتى في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة الإثيوبية لمحادثات بريتوريا، صعدت قواتها الهجوم في تيجراي، تدعمها قوات من الجارة إريتريا.
ويرى جوش أن سجل الاتحاد الأفريقي كوسيط في هذا الصراع، الذي يحتدم بالقرب من المقر الرئيسي للاتحاد في العاصمة الإثيوبية، لا يسمح بقدر كبير من التفاؤل، فقد أظهر الاتحاد الأفريقي قدرا ضئيلا من الاعتماد على رئيس الوزراء الإثيوبي الحاصل على جائزة نوبل للسلام، بل لم يحمل مرآة ليرى فيها آبي أحمد جرائم الحرب المروعة التي يُلقى فيها بالمسؤولية على قواته.
وتتمثل هذه الجرائم في التسبب في أن يتضور المدنيون جوعا، والاسترقاق الجنسي لنساء تيجراي. كما اتهمت لجنة أممية القوات الإريترية وجبهة تحرير تيجراي بارتكاب انتهاكات. ولا يمتلك الاتحاد الأفريقي تأثيرا على الرجل الذي يدعم آبي أحمد للمضي قدما فيما يفعل، أي الديكتاتور آسياس أفورقي، رئيس إريتريا، والذي يحمل مظالم تاريخية ضد سكان تيجراي.
كان أفورقي تمكن من قيادة بلاده للاستقلال عن إثيوبيا تحت حكم جبهة تحرير تيجراي خلال تسعينيات القرن الماضي، واستضافت تيجراي اللاجئين الذين فروا من نظامه القمعي، إلى حرب استمرت عامين (1998-2000). وبعدما نال جائزة نوبل لتوصله لاتفاق سلام مع أفورقي، يعتمد آبي أحمد الآن على دعم الرئيس الإريتري في الحرب الأهلية بإثيوبيا.