ولي العهد الأردني: علينا أن نعمل معاً لوضع سياسات تكفل مستقبلاً أخضر
أكد ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، أن الاقتصاد الأخضر والعمل المناخي جزء لا يتجزأ من محركات النمو التي أطلقها الأردن مؤخرا ضمن رؤية التحديث الاقتصادي، للسنوات الـ10 المقبلة.
وقال ولي العهد الاردني - في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في شرم الشيخ - إنه "على الرغم من التحديات التي تواجه الأردن من قلة الموارد المائية والتي تفاقمت نتيجة لاستقبالنا العديد من موجات اللجوء خلال العقد الماضي، إلا أننا لم نغفل عن أهمية الحفاظ على البيئة في خططنا واستراتيجياتنا الوطنية".
وأشار إلى أن الأردن شارك في مختلف الاجتماعات الفنية الخاصة بـ(مبادرة الشرق الأوسط الأخضر)، إيمانا منا بأهميتها ومواءمتها لخططنا واستراتيجياتنا الوطنية الهادفة إلى زيادة الرقعة الخضراء في الأردن والتخفيف من آثار التغير المناخي والحد من التصحر وتدهور الأراضي.
وتابع قائلا "ما نأمله اليوم هو السير قدما في تنفيذ هذه المبادرة المهمة التي نرى أنها ستكون نقطة الانطلاق لتبني سياسات ومبادرات على مستويات الوطنية والإقليمية لمواجهة آثار التغير المناخي".
ولفت إلى أنه "علينا أن نعمل معا لوضع السياسات والبرامج والحلول المبتكرة التي تكفل مستقبلا أخضر ومستداما لهذا الجيل والأجيال المقبلة".
وبدوره، أكد ملك الأردن الملك عبدالله الثاني، أنه يتوجه بالشكر والتقدير لأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإلى مصر، على حفاوة الإستقبال وحسن التنظيم لقمة المناخ.
وقال الملك عبدالله الثاني، خلال كلمته التي ألقاها، بفعاليات مؤتمر المناخ، cop2، أنه يتم العمل على مجال مكافحة التغيرات المناخية، إلا أن اثرها تدفع ثمنه جميع الدول، وخاصة الدول النامية، مؤكدا أنه سيكون هناك اجراءات هامة من مؤتمر المناخ للوصول لنتائج هامة.
وتابع ملك الأردن، أن التغير المناخي ليس جديد علينا، ونحن نواجه تهديدات مناخية، مؤكدا تراجع نصيب الفرد من المياه بنسبة 80%، وتراجع منسوب البحر الميت لثلاث أقدام سنويا.
وأشار عبدالله الثاني، إلى أنه أختفت واحات بتنوعها الحيوي على مدار عقود قليلة بالمنطقة، مؤكدا أن التغيرات المناخية تهدد نهر الأردن، ونهري دجلة والفرات.
وأضاف الملك، أن الأردن يسير برنامج الأردن للتعافي الأخضر بالتوازي مع رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقتها المملكة، فنحن نعمل على الاستثمار في مواردنا الوفيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتابع:" ويعد الأردن رائدا إقليميا في إنتاج الطاقة النظيفة، إذ يتم توليد 29 بالمئة من الكهرباء من خلال الطاقة المتجددة، ونسعى لتصل النسبة إلى 50 بالمئة بحلول عام 2030، كما تمكنا من زيادة مساهمة المملكة في التقليل من الانبعاثات الكربونية بمضاعفة هدفنا للعام 2030، ونعمل على تشجيع الشراكات الاقتصادية الخضراء لتوفير فرص العمل الجديدة ومستقبل من الأمل.
وأوضح: هذا يقودني إلى العامل الثاني لنجاح إجراءات التعامل مع التغير المناخي، وهو التعاون الوثيق على المستويين الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى التعاون بين القطاعين العام والخاص، للاستفادة من الفرص والتشبيك بين الموارد والقدرات، كما أن أحد أهم الجوانب هنا هو توفير التمويل للدول النامية للتخفيف من الأضرار المناخية والتكيف مع آثارها.
ولفت إلى إن الأردن، بسجله الحافل بالمشاريع الناجحة في مجال الاستجابة لآثار التغير المناخي، حريص على أن يكون مركزا إقليميا للتنمية الخضراء، فنحن نعمل بالشراكة مع مصر، والعراق، والإمارات، والسعودية، والبحرين، ودول أخرى لزيادة منعة المنطقة بأكملها.
وأشار إلى أن الأردن يوفر مجالا واسعا من الفرص للاستثمار في مبادرات تعنى بالمناخ، مثل البنية التحتية الخضراء، والمركبات الكهربائية، والزراعة، وقطاعات أخرى. كما أننا نعمل مع الإمارات في مشروع الازدهار لزيادة موارد الطاقة والمياه النظيفة، فيما يجري العمل على مشروع مبتكر في محمية العقبة البحرية، بالتعاون مع شركاء عالميين، سنساعد من خلاله في إيجاد حلول لآثار التغير المناخي على المحيطات التي تتجاوز حدود الأردن.
وقال: دعوني أشير أيضا إلى قضية أخرى مهمة للأردن والأردنيين، وهي الدعوة الملحة لإنقاذ مواقع التراث العالمي المهددة بفعل التغير المناخي، فالبحر الميت ونهر الأردن كنوز من الماضي وموروث للمستقبل، ويتحتم علينا أّلا نكون الحلقة التي تكسر هذا الرابط.