مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

محمد رشيد يكتب: البنك المركزي العراقي للثقافة

نشر
الأمصار

كل شيء ثمين في الحياة يجب ان يخصص له (بنك) للحفاظ عليه لكي ينمو ويتم استثماره بشكل افضل لجميع فئات المجتمع ، لذا ارجو من لديه القدرة على  ان يؤسس (مصرف للثقافة)  اعني الثقافة التي تسهم في تنمية الإنسان وبناء المجتمع بكل فروعها من الفنون والعلوم والآداب والتنمية وحقوق الطفل والمجتمع المدني وغيرها لأنها لاتقل شأناً عن المال الذي خصص له آلاف البنايات وملايين الموظفين لحفظه وتداوله بين الناس بشكل صحيح ومثمر .
هذه المقدمة هي نافذة لعرض حالة خطيرة للأسف الشديد بدأت تتفشى بشكل سريع في مجتمعنا خلال السنوات الأخيرة ، هناك جهات دولية خطيرة ومؤثرة خططت ومولت ونفذت برامج لتسطيح الثقافة من خلال قنوات إعلامية لتسليط الضوء على (فتيات رخيصات) و(شباب تافه) بلا محتوى وتصديرهم عبر الاعلام للمشاهدين كواجهات سياسية واعلامية وفنية وانهم نجوم ومثقفين وقادة مجتمع و...و...الخ  والطامة الكبرى بدأت بعض البرامج تركز على ذكر بعض قادة المجتمع باهداء سيارات فاخرة ( غالية الثمن) لبعض الفتيات بمناسبة أعياد ميلادهن مما ولّد صدمة كبيرة للعوائل المتعففة والشريفة من ان تكون هؤلاء الفتيات هُنّ النموذج الجيد الذي من المفترض ان تقتدي بهن باقي الفتيات. وهي ذات القنوات من أسست على تغييب وتسفيه وتحجيم دور المثقف وتسطيح قيمته من خلال إبعاده عن مكانته الحقيقية وعزله تماما عن مصادر القرار و تشويه صورته امام المجتمع واحياناً قتله وهذا الأمر ليس غريبا علينا بل اصبح متداولا في اغلب مجالات الحياة حتى ان البعض بات يرى ان وجود المثقف بات خطراً عليه ويجب تصفيته، 
تحضرني مقولة (غوبلز) وزير دعاية هتلر : (حينما اسمع كلمة مثقف امسك قبضة مسدسي) .
الانسان المثقف هو من يبنى المجتمع في كل اختصاصاته وهو في طبيعته انسان مسالم ومحترم من قبل الجميع حتى ان اغلب رؤساء الدول ومنها فرنسا كانوا حينما يسافرون  يصطحبون معهم الفنانين والأدباء كونهم الواجهات الحقيقية الثقافية لفرنسا وفي ذات الوقت هناك دولا تحاصر المثقف وتنال منه بشتى الطرق لتكميمه وإسكاته كونه يعرف الحقائق . 
نشاهد أليوم اغلب الفضائيات تستضيف شخصيات سطحية... رخيصة ... بائسة ...غير نزيهة... مضحكة ....تسلط عليهم الاضواء بشكل يومي على حساب إقصاء وتهميش شخصيات ثقافية وطنية مثمرة اسهمت وتسهم في بناء العراق وثقافته. ولو اجرينا استطلاعا لشريحة من الشباب عن مدى معرفتهم بشخصيات مهمة ومثمرة مثل( العالم عبد الجبار عبد الله / القاص محمد خضير / الناقد سليمان البكري / الجواهري / نازك الملائكة / زها حديد / مدرب التنمية د. زامل شياع ) وغيرهم لكانت الإجابات مضحكة كما سمعتها من احد الطلبة في واحدة من الكليات في برنامج جوائز على الهواء حينما سأله مقدم البرامج عن معرفة ( شكسبير ) فكانت إجابته :( دوه كحة) يقصد شراب سعال .