صحيفة الجارديان تصف حرب روسيا وإيران ضد سوريا وأوكرانيا بالأراضي المشتركة
قالت صحيفة "الغارديان"، إن "روسيا وإيران"، وجدتا أرضاً مشتركة بالحروب الجارية في سوريا وأوكرانيا، ما يدل على مرحلة جديدة في التحالف بين "حليفين غير عاديين" منذ سبع سنوات.
ولفتت الصحيفة عن تزويد روسيا، القوات الإيرانية في سوريا بأسلحة أوروبية وأمريكية إضافة إلى مبالغ مالية، مقابل تزويد طهران لموسكو بطائرات مسيرة في أوكرانيا، وقال مدير برنامج سوريا بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن تشارلز ليستر، إن "العلاقة بين روسيا وإيران تشكلت أولاً في سوريا، وتطورت أكثر في أوكرانيا".
وأضاف المسؤول: "في الوقت الذي خاضت فيه إيران معارك طويلة في سوريا لكي تأتي روسيا لإنقاذها، حدث العكس في أوكرانيا، حيث دخلت إيران الحرب قبل فترة لكي تنقذ الحملة العسكرية الروسية التي تواجه متاعب في أسلحة إستراتيجية".
ولفتت صحيفة "الغارديان" إلى أن روسيا وإيران حددتا مناطق تأثير في سوريا، وتشاركتا في إنشاء أجهزة أمنية، على الرغم من أن كل منهما لديه رؤية مختلفة عن مستقبل البلاد.
وكانت اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن الضربة الجوية "الغامضة" التي استهدفت رتلاً قرب الحدود السورية- العراقية، "مثيرة للاهتمام"، ملمحة لإمكانية استخدام المنطقة لتوريد الأسلحة الإيرانية إلى سوريا، بعد أن صدرت إيران طائرات مسيرة إلى روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
وقالت الصحيفة إن الضربة تأتي وسط مخاوف متزايدة بشأن دور إيران في المنطقة، وكذلك العلاقة بين إيران وروسيا وطرحت الصحيفة تساؤلاً عن طريقة نقل الأسلحة الإيرانية إلى روسيا، ملمحة إلى إمكانية أن يكون ذلك عبر الأراضي السورية التي تنتشر فيها قوات البلدين، وما إذا كانت الولايات المتحدة أو غيرها ستسعى إلى منع نقل هذه "الأسلحة الخطرة" إلى روسيا.
وأوضحت الصحيفة، أن إيران وروسيا تفكران في خطوة جديدة، في الوقت الذي تستغل فيه طهران "ممر البوكمال" الحدودي بين العراق وسوريا لنشر الفوضى في المنطقة، معتبرة أن تطور العلاقة بين إيران وروسيا، يجعل أي تصدير إيراني للطائرات المسيرة والصواريخ في المنطقة "أكثر إلحاحاً"، كما أن التدفقات المالية الواردة من روسيا إلى إيران يمكن أن تساعد طهران في إمداد وكلائها في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
وسبق أن كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن طائرات إسرائيلية تقف وراء القصف الذي استهدف رتلاً إيرانياً لوجستياً شرقي سوريا، بعد دخوله من العراق عبر منفذ "القائم" الحدودي، فجر يوم الأربعاء.
وحسب مصادر نقلت عنها الصحيفة، فإن طائرات إسرائيلية قصفت قافلة يُشتبه في تهريبها أسلحة إيرانية، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وتدمير العربات، وأكدت مصدر في معبر "القائم" لصحيفة "الشرق الأوسط"، الخميس، أن الضربة لم تستهدف النفط المهرب فقط، بل محاولة نقل عتاد وأسلحة إلى جماعات موالية لإيران في سوريا.
وكانت نفت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، أن تكون قوات التحالف الدولي قد نفذت الهجوم، وقال المتحدث باسم "سنتكوم" جو بوجينو، لموقع "رووداو"، إن القصف لم يكن أمريكياً، وإن أياً من الدول الأعضاء في التحالف الدولي لم تشارك في الهجوم.
وكانت تعرّضت مواقع تابعة لميليشيات إيران لعدة غارات جوية من قبل طيران مجهول الهوية تركزت على أطراف مدينة البوكمال بريف ديرالزور بالقرب من الحدود السورية - العراقية، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الميليشيات الإيرانية.
وبث ناشطون في موقع "فرات بوست" مشاهد تظهر الغارات الليلية على مواقع للميليشيات الإيرانية وقافلة صهاريج دخلت من العراق باتجاه سوريا، فيما تصاعدت أعمدة الدخان من معبر "البوكمال - القائم" مع تسجيل دوي انفجارات متتالية.