قطر تؤكد التزامها باستقرار وازدهار وسلم أفغانستان
أكدت دولة قطر التزامها باستقرار وازدهار وسلم أفغانستان، وفي الوقت نفسه عبرت عن قلقها المتزايد من زيادة سوء الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وانتهاكات حقوق الإنسان، مؤكدة مشاركتها الفاعلة مع المجتمع الدولي في جهود صنع السلام ودعم الجهود الإنسانية والإنمائية في أفغانستان.
جاء ذلك، في بيان دولة قطر الذي أدلى به الشيخ جاسم بن عبدالعزيز آل ثاني سكرتير ثالث في الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة بصيغة (آريا) لبحث الوضع الإنساني في أفغانستان تحت عنوان: "منع الانهيار الاقتصادي واستكشاف آفاق الانتعاش والتنمية في أفغانستان".
وأوضح الشيخ جاسم، أن مشاركة دولة قطر النشطة في أفغانستان منذ دورها السابق في الوساطة، كانت مدفوعة بالالتزام بالمساعدة في تحقيق السلام والاستقرار، والتصدي للتحديات الإنسانية والاقتصادية والأمنية وحقوق الإنسان التي تواجه الأفغان، لصالح أفغانستان وخارجها.
ولفت إلى جهود دولة قطر الدبلوماسية والسياسية النشطة التي بذلتها على مدى سنوات عديدة في سياق تسهيل المفاوضات بين الأطراف المحلية والدولية في الصراع لإنهاء الحرب في أفغانستان.
جهود قطر لإحلال السلام في أفغانستان
وفي هذا السياق، نوه الشيخ جاسم، بجهود دولة قطر الناجحة في تحقيق الإعلان التاريخي المشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان لإحلال السلام في أفغانستان في فبراير 2020، الذي رحب به مجلس الأمن الدولي.
وأشار إلى الجهود الحالية الجارية والمتمثلة في تسهيل وتعزيز قنوات الاتصال بين الشركاء الدوليين وحكومة تصريف الأعمال الأفغانية، فيما يتعلق بتعزيز السلام وحماية المدنيين وتقديم المساعدة الإنسانية والإنمائية، وحماية وتعزيز الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب الأفغاني، بما في ذلك حقوق الأطفال والنساء والفتيات.
وفيما يتعلق بالجهود الإنسانية، ذكر الشيخ جاسم، أن دولة قطر سهلت إجلاء 80 ألف شخص، بمن فيهم الأفغان المعرضون لخطر كبير والرعايا الأجانب، وتزويدهم بالدعم الأساسي في الدوحة، بما في ذلك المأوى والرعاية الصحية.
كما أشار البيان، إلى قيام دولة قطر بتنفيذ عمليات النقل الجوي للإغاثة في حالات الطوارئ وتسهيل إيصال أكثر من 800 طن من المساعدات، منوها بالمؤتمر الذي استضافته دولة قطر في مارس 2022 مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وألمانيا، والمملكة المتحدة لتخفيف معاناة الأفغان.
وشددت دولة قطر في بيانها، على ضرورة المضي قدما، باعتبار أن المساعدة الإنسانية أمر حيوي، مؤكدة على الأهمية الحيوية لتحقيق أفغانستان للسلام الدائم والتنمية المستدامة وإعادة التأهيل والاستقرار الاقتصادي.
ودعا البيان، جميع الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة إلى الالتزام بالمبادئ والأعراف الإنسانية الدولية، محذرا من تسيس المساعدة الإنسانية ومساعدات التنمية.
وشدد على الحاجة إلى أن تخضع مساعي الجهود الإنسانية إلى نهج إقليمي ودولي شامل وموحد، وإرادة سياسية أقوى.
ودعا الشيخ جاسم، حكومة تصريف الأعمال الأفغانية لإبداء حسن النية لتنفيذ اتفاق الدوحة للسلام وتلبية مطالب المجتمع الدولي فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان للشعب الأفغاني، لاسيما حقوق النساء والفتيات.
وشدد على أن التمكين الاجتماعي والاقتصادي وإدماج الفتيات في جميع جوانب الحياة العامة أمر بالغ الأهمية لمستقبل أفغانستان السياسي والاقتصادي، مؤكدا على ضرورة أن تكون الحكومة شاملة كشرط أساسي لوحدة أفغانستان واستقرارها وازدهارها.