التسوية السياسية بالسودان..كيف يراها الشعب والمجتمع الدولي
أصبحت التسوية السياسية بالسودان واقع بعد أن أعلن ائتلاف قوى الحرية والتغيير في السودان الأربعاء أنه يعمل على التوصل إلى “اتفاق إطاري” مع الجيش السوداني لإنهاء الأزمة السياسية المستمرة في البلاد منذ الخامس والعشرين من أكتوبر 2021.
وقال القيادي بالمجلس المركزي لـ”الحرية والتغيير” الواثق البرير، خلال مؤتمر صحافي، إن “الاتفاق الإطاري” الذي يمثل التسوية السياسية بالسودان ستعقبه مرحلة ثانية من المحادثات تتناول 4 ملفات هي العدالة الانتقالية، وتفكيك نظام الرئيس السابق عمر البشير، وإصلاح قطاع الأمن، واتفاق جوبا للسلام.
وأضاف البرير أن اتفاق التسوية السياسية بالسودان يؤكد أن العملية السياسية أصبحت ممكنة في البلاد، مشيرا إلى أن الجيش وافق على أن يكون “مجلس الوزراء مدنيا بالكامل”.
وأشار إلى أن البلاد باتت على أعتاب مرحلة جديدة في التسوية السياسية بالسودان لا يمكن أن تنجز إلا بالمشاركة الواسعة من الشعب السوداني.
وكان عضو المجلس المركزي للائتلاف طه عثمان ذكر أن التسوية السياسية بالسودان و“الاتفاق الإطاري” يعبّر عن جميع القوى المشاركة في مقترح الوثيقة الدستورية للجنة نقابة المحامين السودانيين، مشيرا إلى أنه مفتوح أمام الجميع.
وأوضح عثمان أن المدة المتوقعة لإبرام الاتفاق و التسوية السياسية بالسودان هي 10 أيام على أن تتم المرحلة الثانية من المحادثات خلال شهر، مشيرا إلى أن “الحرية والتغيير” لن يمضي وحده في أي عملية سياسية.
وحول اختيار رئيس الوزراء ورأس الدولة، قال إنه تم الاتفاق مع الجيش على أن يكون اختيارهما من قبل “قوى الثورة”.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر عسكرية سودانية الأربعاء أن الجيش توصل إلى “تفاهمات” مع قوى الحرية والتغيير ومازالت هناك بنود عالقة.
وكان قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان كرر الأحد دعوته للقوى السياسية إلى الجلوس معا والاتفاق على رؤية موحدة، مضيفا “لا تضيعوا البلد. اتفقوا على رؤية واحدة نعدّلها إذا ما كان فيها خطأ، ولكن يجب أن تكون هناك رؤية موحدة لكي يمضي البلد”.
وقال “بوسعنا القيام بحلول أحادية، لكننا نريد توافقا على حكومة مدنية نقوم عليها ونحرسها”.
تشهد الخرطوم، يوم غد السبت، المسيرة الثالثة التي ينظمها تيار "نداء السودان" الذي تتهمه بعض القوى اليسارية بالتماهي مع تنظيم "الإخوان".
وتتجه المسيرة إلى مكاتب الأمم المتحدة، رفضا للاتفاق بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان وائتلاف "قحت"، وتقول: إنه فرض لتسوية ثنائية من أطراف خارجية.
وبحسب بيان للتيار اليوم الجمعة: "فإن العملية السياسية التي تجرى هذه الأيام، بصورة رئيسية بين رئيس مجلس السيادة والحرية والتغيير المجلس المركزي، مع مشاركة بعض قوى الأقليات، محاولة لفرض التسوية، ووضع الوطن أمام أمر واقع، مرفوضة "أسسها ومراميها".
موكب الكرامة (3)
وأضاف التيار: "لمواجهة هذه التسوية المرفوضة، يدعو التيار العريض فصائله ومكوناته وكافة جماهير الشعب، للخروج في موكب الكرامة (3) الذي دعا له "نداء السودان" يوم السبت التاسع عشر من نوفمبر في الواحدة ظهرا، أمام مكاتب الأمم المتحدة بشارع أوماك في الخرطوم"
وكان موكب ما يسمى بـ«الكرامة» الذي نظمه نداء السودان السبت الماضي وضم تيار الإخوان - اليوم تجاوز مرارات الماضي يأتي هذا فيما رهنت الآلية الثلاثية اليوم الجمعة بناء السودان، عبر تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية للمواطنين مع ذاتهم وبعضهم البعض، وتجاوز مرارات الماضي، وبناء المؤسسات على أساس التعايش والحكمة الجيدة وتداول السلطة.
وقال الناطق الرسمي باسم الآلية مبعوث الاتحاد الإفريقي، السفير محمد بلعيش في ختام زيارتهم إلى ولاية كسلا، التي بدأت أمس الخميس برئاسة فولكر بيرتس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة: إن مفتاح التسوية السودانية يرتكز على التوافق والتراضي بين أصحاب المصلحة، وهو ما تقوم به الآلية الثلاثية في البحث عن تسوية مقبولة من الأغلبية، وليس الأغلبية المطلقة الكافية حتى تكون التسوية مستدامة.
أضاف بلعيش أن "زيارتهم إلى ولاية كسلا، رغم قصرها إلا أنها كانت مكثفة ومثمرة، تم من خلالها تناول العملية السياسية الشاملة الجارية حاليًا وخارطة الطريق لمعالجة قضايا شرق السودان". وبين أن الوفد التقى مع والي كسلا وناظري البني عامر والهدندوة إلى جانب شيخ الطريقة الختمية التابعة للسيد محمد عثمان الميرغني زعيم حزب الاتحادي الديمقراطي الأصل.
وقال المبعوث الإفريقي: إن إلزام الفرقاء يكون عند الوصول إلى مخرجات؛ وأفضل التزام للسودانيين "القبول بالتسوية". واستطرد بالقول: الضامن الأكبر هم السودانيون أنفسهم، مبينًا أن الآلية تقدم "الدعم والمساعدة"، وإذا غابت الإرادة السودانية فيصعب أن نتكلم عن "استدامة التسوية".
أكدت دولة الإمارات خلال اجتماع مجلس الأمن، أهمية الجهود المشتركة لبعثة «يونيتامس» والاتحاد الأفريقي و«إيغاد»، في تيسير المحادثات السودانية-السودانية غير المباشرة، التي انطلقت الشهر الجاري مرحبة بالجهود الثُلاثية المُتضافرة، وتواصلها مع القوى السياسية وأصحاب المصلحة في السودان.
وقالت في بيان: «يجسد هذا النهج الدور المهم للمنظمات الإقليمية في مساعدة السودان على التوصّل إلى توافق في الآراء، وتفاهم مشترك بشأن المسارات الرئيسة للعملية الانتقالية في السودان، والتي تشمل الترتيبات الدستورية الانتقالية، وتشكيل الحكومة، فضلاً عن تحديد جدولٍ زَمَني للانتخابات».
وأضاف البيان: «نرى بأنَّ إطلاق سراح بعض المعتقلين السياسيين أخيراً يُعَد خُطوةً في اتجاه بناء الثقة بين الأطراف السودانية، وساهَمَ في تمهيد الطريق للحوار غير المباشر الجاري حالياً بين الأطراف، ونشدد هنا على أهمية مشاركة النساء بشكل هادف .
وكذلك إشراك الشباب في جميع المراحل لإحراز تقدمٍ خلال الفترة الانتقالية على نحوٍ مستدام». كما شددت الإمارات في البيان على أهمية أن تتم العملية السياسية بقيادة سودانية بما يحقق تطلعات الشعب السوداني.