السفيرة الأمريكية تحدد أهمية اتفاقية منحة الأهداف الإنمائية مع العراق
حدَّدت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الأربعاء، أهمية اتفاقية منحة الأهداف الإنمائية الموقعة مع العراق، فيما أشارت الى أن الاتفاقية تلزمها بتقديم 550 مليون دولار للعراق على مدى خمس سنوات.
وقالت السفيرة الأمريكية في العراق الينا رومانسكي خلال مؤتمر صحفي عقد عقب توقيع الاتفاقية،"يسعدنا، أن نحتفل بإطلاق أول اتفاقية تنفيذية للتنمية على الإطلاق، حيث تعد هذه الاتفاقية علامة فارقة غير مسبوقة للعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة الأميركية والعراق"، مبينةً، أن "شراكتنا تعزز اهدافنا المشتركة المتمثلة بعراق أكثر استقراراً وازدهاراً يخدم جميع ابنائه".
وأضافت انَّ "الولايات المتحدة تعد شريكاً ثابتاً للعراق منذ 2003 حيث ساعدت في الاستقرار العام للبلاد"، مشيرةً الى أنه "بموجب الاتفاقية التنفيذية فإن واشنطن ومن خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ملزمة بتقديم ما يقرب من 550 مليون دولار على مدى السنوات الخمسة المقبلة لتعزيز النمو الاقتصادي وزيادة ثقة المواطنين ومشاركتهم في الحكم الديمقراطي ومعالجة احتياجات السكان المهمشين والمستضعفين ومعالجة اثار التغير المناخي".
وتابعت، أن "الاتفاقية ستسمح لنا بدعم جهود نظرائنا العراقيين لتلبية الاحتياجات الاكثر الحاحاً لهذا البلد وسوف تسمح لكل الطرفين المتمثلة بالوكالة الامريكية للتنمية الدولية ووزارة التخطيط العراقية بوضع الخطط وتحديد الاولويات والضمان التأثير طويل المدى لانشطتنا في مساعدتنا الانمائية في البلاد".
وأوضحت أن "سنوات الصراع اثرت على قدرة العراق لتقديم الخدمات والفرص الاقتصادية على جميع مواطنيه، وهدفنا المشترك هو دعم النمو الاقتصادي في العراق وتقوية المؤسسات الديمقراطية ومعالجة التغير المناخي ومساعدة الفئات الأكثر ضعفا بين السكان".
وأكدت ان "هذا الاتفاق هو بداية العلاقة التعاونية بين الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ووزارة التخطيط وهذا مانتطلع له"، لافتة الى ان "الولايات المتحدة لاتزال ملتزمة بتعزيز العلاقات الثنائية وسنواصل الوقوف مع العراق ونعمل معا لزيادة الاستقرار وفرص الاستثمار الاقتصادية".
ووقع العراق والولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، الاتفاق التنفيذي لمنحة الأهداف الإنمائية.
ووقع العراق ممثلا عنه وكيل وزارة التخطيط ماهر جوهان، مع الجانب الامريكي ممثلا عنه رئيس الوكالة الامريكية للتنمية الدولية أليس جينس، الاتفاق التنفيذي لمنحة الأهداف الإنمائية".
واضاف ان "توقيع الاتفاق تم بحضور وزير التخطيط محمد علي تميم، والسفيرة الأميركية الينا رومانسكي".
وقال تميم، في مؤتمر صحفي عقده عقب توقيع الاتفاق التنفيذي لمنحة الاهداف الانمائية، ان "التنمية هي عماد العلاقات بين العراق والولاياتن المتحدة، وسنمضي قدما باتجاه دعم المسارات وفقا لرؤية العراق التنموية 2030 بعد أن شهدت العلاقات بين البلدين الكثير من التطور القائم على أساس المصالح المشتركة في الكثير من المجالات وفي المقدمة منها المجالات الاقتصادية".
وبين تميم، ان "لقاؤنا اليوم يأتي احتفالا بالتوقيع المشترك على الاتفاق التنفيذي لمنحة الأهداف الإنمائية بين جمهورية العراق، ممثلة بوزارة التخطيط والولايات المتحدة الامريكية ممثلة بالوكالة الامريكية للتنمية الدولية".
واضاف ان "توقيع الاتفاق جاء بالتزامن مع الخطوات الأولى لبدء حكومتنا الجديدة عملها، حيث تبنى المنهاج الوزاري لهذه الحكومة خطة واقعية قابلة للتنفيذ من قبل الوزارات والهيئات المستقلة والحكومات المحلية وبمسؤولية تضامنية لهيكل الحكومة بجميع مفاصله وقد تضمنت خطتنا الواعدة والطموحة العمل على اصلاح القطاعات الاقتصادية والمالية والخدمية ومعالجة الفقر والبطالة، وفق أولويات محددة، تتيح للحكومة إمكانية معالجة هذه الملفات والنهوض بالواقع الخدمي في انحاء العراق كافة".
وتابع "من هنا تأتي أهمية الاتفاق التنفيذي لمنحة الأهداف الإنمائية الذي وقعناه اليوم، وسيكون داعما لتحقيق نمو اقتصادي متسارع وشامل، الأمر الذي سيسهم في إعادة ترميم وتعزيز ثقة المواطنين بالدولة، وهذا الذي نعمل عليه من خلال التعاون المشترك بما يفضي الى تلبية احتياجات الفئات السكانية الضعيفة، ومعالجة نتائج وتداعيات الحرب ضد الإرهاب"، موضحا ان "توقيع الاتفاق التنفيذي، سيكون ساريا لمدة خمس سنوات اعتبارا من تاريخ التوقيع، ويأتي في اطار الاتفاق الاستراتيجي لعلاقة الصداقة والتعاون بين العراق والولايات المتحدة الامريكية، وكذلك وفقا لاتفاقية التعاون الاقتصادي والفني بين البلدين".
واعرب تميم عن امله "من هذا الاتفاق ان يسهم فعلا في تحقيق الأهداف التي جاء من اجلها وفي مقدمتها تحقيق نمو اقتصادي متسارع، ويسهم في تلبية احتياجات المواطنين ولاسيما الفئات الهشة منهم، فضلا عن التخفيف من وطأة التطرف بمختلف اشكاله، لافتا الى "اننا نسعى من اجل بناء شراكات حقيقية مع أصدقائنا لكي نستثمر مثل هذه الشراكات في عملية البناء التنموي السليم والمتسارع، بعد التحديات الكبيرة التي واجهها العراق والتي كانت سببا وراء تهالك اغلب قطاعات التنمية، اذ ان الحاجة باتت كبيرة للمزيد من الجهود الحقيقية والجادة، والمؤطرة بسياسات تنموية تستند الى الشفافية والواقعية والقابلة للتنفيذ على وفق ما تبناه المنهاج الوزاري لحكومة جمهورية العراق".
وذكر "اننا في وزارة التخطيط، قد اعددنا العدة وعقدنا العزم للمضي بخطوات جادة باتجاه معالجة المشاكل التي تواجهها المشاريع التنموية ونعوّل كثيرا على التعاون البناء مع أصدقائنا في الولايات المتحدة الامريكية في دعم هذه التوجهات التي نريد من خلالها تطوير القطاعات الاقتصادية التي يمكن ان تسهم في تحريك قطاعات أخرى، ومن شأن ذلك ان يوفر الخدمات الأساسية للمواطنين، بالإضافة الى توليد المزيد من فرص العمل، مشيرا الى "اننا نحتفل اليوم بتوقيع الاتفاق التنفيذي لمنحة الأهداف الإنمائية بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الامريكية والبالغة أكثر من (547) مليون دولار، فإننا نعرب عن تقديرنا الكبير لجهود سعادة السفيرة الامريكية التي كانت حريصة على تنضيج وبلورة هذا الاتفاق بما يخدم مصالح العراق والشكر موصول لبعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الذين ابدوا تعاونا كبيرا في تقديم الكثير من الدعم لجهود العراق التنموية وفي الكثير من المجالات".