الإمارات تسعى لحل الأزمة الأوكرانية بالمبادرات الدبلوماسية
شددت وزارة خارجية الإمارات، اليوم الخميس، على أن الدبلوماسية لا تزال هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأشارت لانا نسيبة مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية في بيان إلى أن "دولة الإمارات دعت منذ بداية الأزمة إلى وقف التصعيد والحوار، وقامت بدعم جميع المبادرات الدبلوماسية في هذا الصدد "، مشددة على أن "الإمارات العربية المتحدة، تؤمن إيمانا راسخا بأن الدبلوماسية لا تزال هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة، وتشارك دولة الإمارات المجتمع الدولي مخاوفه العميقة بشأن تداعيات الوضع الحالي على المدنيين داخل أوكرانيا وخارجها، وعلى السلم والأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي".
وقالت: "تتمثل مسؤوليتنا الجماعية في أوقات الصراع، في عدم ادخار أي جهد في تحديد ومتابعة المسارات التي تؤدي إلى حل سلمي وسريع للأزمات"، مؤكدة أن "دولة الإمارات ملتزمة التزاما تاما بتقديم المساعدة على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة، وتشجيع الحوار، ودعم الدبلوماسية، والمساهمة بجميع الأدوات المتاحة لنا لتخفيف المعاناة، وإيجاد حل سلمي ومستدام يعزز السلام والأمن الدوليين، ويضع حدا للأثر الإنساني لهذا النزاع على المدنيين".
مبادرة جديدة
قالت مصادر مطلعة لوكالة رويترز إن ممثلين من روسيا وأوكرانيا اجتمعوا في دولة الإمارات الأسبوع الماضي، لمناقشة ملفات معينة.
وناقش الاجتماع، إمكانية تبادل أسرى الحرب، وهو الملف الذي قد يرتبط أيضا باستئناف صادرات الأمونيا الروسية إلى آسيا وأفريقيا عبر خط أنابيب أوكراني.
وذكرت المصادر أن المحادثات جرت بوساطة إماراتية ولا تشمل الأمم المتحدة التي تلعب دورا في التفاوض على المبادرة الحالية لتصدير المنتجات الزراعية من ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود.
منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية يقود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعلى أكثر من صعيد، جهودا للدفع بحل سلمي ينهي الأزمة.
حراك يتجسد في جهود سياسية ودبلوماسية وإنسانية لخفض التصعيد والدفع بحل عقلاني واقعي سلمي، يستند إلى قواعد القانون الدولي، التي تقضي باحترام سيادة الدول، ويحرص على التوازن في هذا التحرك.
وكان قد التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في سانت بطرسبرج أكتوبر/تشرين الثاني الماضي.
وجاءت الزيارة ضمن رؤية الإمارات للسعي في إحلال السلام بالمنطقة والعالم.
وخلال المباحثات التي جرت بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ونظيره الروسي، قال بوتين إنه "من المهم مناقشة الأوضاع في الإقليم والكثير من المسائل والمشاكل في هذه المنطقة"، مشددا على أن "دور تأثير الإمارات هو دور كبير في المنطقة".
جهود سياسية ودبلوماسية
تجسد الدبلوماسية والسياسة الإماراتية أهداف سامية ومبادئ راقية على أرض الواقع، حيث لا تكاد تخلو مباحثات للقيادة الإماراتية ، أو اجتماعات لوزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان منذ اندلاع الأزمة في فبراير/شباط الماضي، إلا وتؤكد خلالها الإمارات دعم الجهود الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للأزمة في أوكرانيا.
وأكد خلاها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات تتابع الأزمة الأوكرانية بقلق شديد بسبب تداعياتها الخطرة على الأمن والاستقرار والوضع الاقتصادي والإنساني في العالم.
وبين أن موقف الدولة من الأزمة منذ البداية يتسق مع توجهاتها الثابتة في الدعوة إلى السلام وإعطاء الأولوية للحلول الدبلوماسية للأزمات والاهتمام بالبعد الإنساني في مناطق الصراعات لذلك ستستمر دولة الإمارات بتقديم المساعدات الإنسانية وإغاثة المدنيين المتضررين.
سبق أن تصدرت الأزمة الأوكرانية أجندة القمة الثلاثية التي جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، في القاهرة 24 أبريل/ نيسان الماضي.
وطالب القادة الأطراف المعنية ببذل أقصى جهد لتسوية النزاع عبر الدبلوماسية وتغليب الحوار لاستعادة أمن واستقرار المنطقة.
وعبر القادة عن قلقهم جراء تفاقم الوضع الإنساني المصاحب للأزمة، وضرورة معالجته عبر حل سياسي عاجل.
وسبق تلك الجهود قمم واجتماعات ومباحثات أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لحل تلك الأزمة، من بينها مباحثات هاتفية مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كل على حدة في مارس/ آذار الماضي.
مباحثات لتسوية الازمة
وأكد خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال تلك المباحثات ضرورة إيجاد تسوية سلمية للأزمة من خلال الحوار والتفاوض والحلول الدبلوماسية، وشدد على أهمية تقديم الدعم الإنساني للمتضررين من المدنيين وتوفير الحماية والمساعدة لهم.
وتوجت تلك الجهود بقيام الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي بزيارة روسيا 17 مارس/آذار الماضي، وإجرائه مباحثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف لدعم مسار حل سلمي للأزمة.
تهدئة الازمة
ورغم تعقيد الأزمة وإطالة أمدها، فإن العالم يعول على جهود الإمارات للإسهام في حلحلة الأزمة.
وتعد فرص نجاح دولة الإمارات في إنهاء الأزمة دبلوماسيا كبيرة، لأكثر من سبب من أبرزها امتلاك الدولة تاريخا حافلا في نشر السلام وترسيخ الاستقرار حول العالم، زودها بخبرات كبيرة تؤهلها للتدخل والوساطة.
يعزز ذلك موقف دولة الإمارات المتزن والمتوازن من الأزمة، وعلاقتها القوية بطرفي الأزمة (روسيا وأوكرانيا)، وسعيها للدفع بحل عقلاني واقعي سلمي.