قصف تركي على مناطق شمال وشرق سوريا.. نتائج مروعة ضد المدنيين
شنت الطائرات التركية قصف مركز على مناطق شمال وشرق سوريا، مما ينذر بحملة تركية جديدة لقضم أراضي سورية تحت زعم محاربة الأكراد، وإضافة مأساة جديدة في سجل الأزمة السورية,
أصدرت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية بياناً بصدد هجمات الاحتلال التركي ضد مناطق شمال وشرق سوريا، أكدت فيه عزمها على مواصلة الدفاع عن المنطقة وحماية أهلها.
وأكدت قسد في بيانها، أنه خططت أجهزة استخبارات الدولة التركية سيناريو التفجير في حي تقسيم في إسطنبول، واستخدم الاحتلال التركي هذا الأمر ذريعة وترجمت الاستعدادات التي قامت بها إلى هجوم على مناطق شمال وشرق سوريا اعتباراً من منتصف ليل 19-11- 2022 حتى اليوم (23-11-2022)، نفذوا 47 غارة بالطائرات الحربية، و 20 هجوماً بالطائرات المسيّرة و 3761 قصفاً بالمدافع والأوبيس وغيرها، واستهدفت هجمات العدو هذه المنطقة الممتدة من منطقة ديرك إلى قامشلو والحسكة وكوباني ودير الزور والشهباء.
وأسفرت الهجمات على مناطق شمال وشرق سوريا عن استشهاد 5 مقاتلين كرد في عفرين حتى الآن. وفي مناطق شرق الفرات استشهد 6 مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية.
واستشهد في مناطق شمال وشرق سوريا 15 مدنياً (11 في ديرك، 2 في تل تمر، 2 في مكمن). بالإضافة إلى ذلك، تضررت منازل الأهالي والمستشفيات والمدارس والمؤسسات الخدمية مثل محطات الوقود ومستودعات الحبوب. هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هجوم من هذا النوع ويمتد إلى مثل هذا العمق في المنطقة ويستهدف كامل شرق وشمال سوريا.
وبينت قسد، ان أهداف تركيا من هذه الضربات الجوية على مناطق شمال وشرق سوريا هي توجيه ضربة قوية لقوات قسد الدفاعية، خاصة ضرب مراكزها القيادية ومقراتها، وتفكيك نظامها الدفاعي، وبالتالي تحطيم إرادة المقاومة وتحطيم إرادة وآمال الشعب، وبهذه الطريقة يتم تمهيد الأرضية للهجوم البري.
ومع ذلك، وخلال الأيام الثلاثة الماضية، وفقاً للحصيلة العامة، لم يحقق هجوم العدو النجاح، ولم يسفر عن نتائج، ولأن المنظومة الدفاعية لقوات سوريا الديمقراطية قد تطورت، واتخذت التدابير الاحترازية، وكذلك يقظة المقاتلين، ساهمت في عدم تحقيق هذه الهجمات أية نتائج.
ولم تتحمل دولة الاحتلال التركي هذا الفشل وعندما رأت أن هجماتها العسكرية لم تنجح، وتوجهت هذه المرة إلى الشعب وقتلت المدنيين في ديرك وكذلك في تل تمر ومكمن في دير الزور.
ونتيجة لذلك، استشهد 15 من مواطنينا وأصيب عدد آخر، كما أنهم يستهدفون الآن المؤسسات الخدمية والاجتماعية، مثل محطات النفط والغاز ومستودعات الحبوب أو مؤسسات خدمة المجتمع. بهذه الطريقة، يسعون إلى استهداف حياة أهالي المنطقة.
من الواضح أن اعتداءات الاحتلال التركي هذه، التي تستهدف المجتمع وحياة الناس، هي إرهاب دولة ضد الشعب السوري برمته، أي أن دولة الاحتلال التركي تمارس الإرهاب على كامل الأراضي السورية.
هجمات العدو هذه لا تزال مستمرة، وفي المقابل، فإن موقف الشعب حتى الآن هو موقف صمود وموقف وطني، وشهداء ديرك متمثلين في شخصية أم هوكر هم خير مثال على هذه الروح والعزيمة والإصرار.
كان العدو يأمل من خلال هذه الهجمات أن يرهب الشعب ويدفعهم نحو الفرار، ولكن الشعب لم يتنازل عن أرضه وقراه ومدنه، وخرجوا إلى الميادين بغضب وعزيمة كبيرة، وعبروا عن موقفهم.
من ناحية، فإن عزيمة وتصميم الشعب هو مصدر معنويات لجميع مقاتلي قسد، ومن ناحية أخرى، فإنه يدل على إصرار شعبنا ووفائه لأرضه وقراه ومدنه ووفائه لروح التضحية التي يبذلها مقاتلي قسد. هذا يشكل أساساً لتحقيق النصر الكبير.
ومن جهة أخرى، استخدم الاحتلال التركي وما زال يستخدم الأجواء الخاضعة لسيطرة روسيا والمجال الجوي الخاضع لسيطرة التحالف. كما نفذ الاحتلال التركي بتاريخ 22 من الشهر الجاري هجوماً جوياً على قاعدة مشتركة لقوات مكافحة الإرهاب وقوات التحالف، حيث استشهد اثنان من رفاقنا وأصيب 3 آخرون. في 23 من الشهر الجاري (اليوم)، تم تنفيذ هجوم جوي على قاعدة مشتركة لقواتنا والقوات الروسية في تل تمر، حيث استشهد أحد وأصيب 3 آخرون.
وعليه فإننا نطالب هذه القوى الرئيسة التي نعمل معها بتوضيح موقفها الحقيقي. كما أن شعبنا يريد أن يعرف موقفها الحقيقي. إن مواقفهم الحالية لا تبدو متوافقة مع إطار الصداقة والتعاون. وحتى الآن قامت قواتنا بواجباتها الدفاعية دون تردد وبروح فدائية ضد كل الهجمات، سواء من داعش أو من الاحتلال التركي. خلال هذه الأيام الثلاثة، تم الرد على دولة الاحتلال في جميع خطوط التماس. من الآن فصاعداً، سوف تقوم بواجبها التاريخي في حماية المنطقة بتصميم أقوى وبأساليب أكثر فاعلية. لن تسمح قواتنا لهجمات العدو هذه بتحقيق أهدافها الاحتلالية.
خلال هذه الهجمات كان العدد الأكبر من الذين فقدوا حياتهم في الجبهة هم من جنود الجيش السوري. عدد الذين فقدوا حياتهم تجاوز 25 جندياً. إن عدم اتخاذ الحكومة السورية لأي موقف والتزامها الصمت هو الذي يمهد الطريق لفقدان هؤلاء الجنود.
بينما كشف الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا، أنه منذ فجر العشرين من تشرين الثاني الحالي تشنّ تركيا ضربات جوية على العديد من النقاط في المناطق على طول الشريط الحدودي المحاذي لها داخل الأراضي السورية وعلى المناطق الكردية منها، من ديريك شرقاً إلى ريف حلب الشمالي غرباً.
وطالت هذه الضربات من بينها منشآت البنى التحتية، الخدمية منها والكهرباء، وسقط جرّاء هذه الهجمات العديد من المدنيين والجرحى،
كما امتدّ القصف لتشمل مواقع لـ pkk داخل إقليم كوردستان، وترافق هذا القصف بقيام الحرس الثوري الإيراني بهجوم صاروخي وبالمُسيّرات المفخخة على أراضي الإقليم، وعلى التجمُّعات السكنية للاجئين الكرد من كوردستان إيران، ومقرات أحزابهم هناك،
هذا القصف المتكرر منذ اندلاع انتفاضة الشعوب الايرانية ضد نظام الاستبداد في طهران والذي يحاول تصدير أزمته الخانقة بالاعتداء على إقليم كوردستان.
إن هذه العمليات بالإضافة إلى أنها تشكّل انتهاكاً لسيادة دول جارة لتركيا وإيران في سوريا والعراق، فإنها تهدّد بشكل جدّي استقرار المنطقة وأمن وسلامة مواطنيها، وتخلق حالة من الهلع والخوف في المناطق الكردية في سوريا، والمجلس الوطني الكردي إذ يندّد بهذه الهجمات، وما يسببته من كوارث، فإنه يطالب بايقافها، ويؤكّد أن مثل هذه العمليات تعقّد الأوضاع أكثر وتزيدها سوءاً، وإن السبيل الوحيد هو لغة الحوار والدبلوماسية في حل المشاكل .
إن المجلس الوطني الكردي في الوقت الذي يرفض جعل إقليم كوردستان وكوردستان سوريا كساحة عمليات وتصفية للحسابات بين pkk وتركيا، فإنه يدعو المجتمع الدولي والحكومة العراقية بتحمُّل مسؤولياتها في ردع النظام الإيراني واعتداءات حرسه الثوري على إقليم كوردستان، كما يدعو أمريكا وروسيا وقوات التحالف إلى التدخل لإيقاف العمليات والهجمات الجوية التركية داخل الأراضي السورية، وإيقاف التصعيد على طرفي الحدود، ويناشد أبناء الشعب الكردي وجميع أبناء المنطقة إلى التشبُّث بديارهم وحماية السلم الأهلي وتعزيز التعاون وقيم العيش المشترك فيما بينهم.