في الصميم علي الزبيدي يكتب : لا تهينوا القلم
في الصميم لا تهينوا القلم علي الزبيدي
منذ أن عرف الإنسان أولى حروف الكتابة المسمارية كان لصاحب الأزميل الذي يدون تلك الحروف أهمية في حياة الناس وهذه الأهمية تأتي من كون الأزميل هو القلم في لغة اليوم وأن من ينقش أو يحفر على الرقم الطينية هو صاحب القلم وحامله فله أيضا أهمية ومكانة في تلك العصور الغابرة وفي عالم المعرفة والحضارة الإنسانية كان القلم وما زال يشكل مادة للتدوين والمخاطبة المقروءة ومن هنا فهو سلاح لابد من وجود مقاتل يجيد استخدامه واستثماره في خير الوطن والشعب في الدعوة إلى وحدة الصف ونبذ الخلافات والتسامح وصولا إلى العيش الرغيد والذي هو هدف وغاية لكل إنسان نبيل، لكننا اليوم نلاحظ مع شديد الأسف وبكثرة أن القلم حملته أيادي غير أمينة وغير نظيفة وغير مسؤولة فراحت تستخدم هذا القلم الذي هو أمضى أسلحة الإنسان في بث الفرقة وسموم الطائفية المقيتة وتأجيج الصراع بين أبناء الوطن من أجل مصالح ضيقة وأهداف شخصية رخيصة ومن يطالع وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والصحف يرى العجب العجاب من مقالات وأخبار مدفوعة الأجر من أجل الترويج لسلعة فاسدة وأفكار سيئة ومحاولة تلميع صور هذا المسؤول أو ذاك، وما دمنا مع اقتراب عملية الانتخابات التي دعت لها (المفوضية المستقلة للانتخابات) فإننا بتنا نرى ونسمع ونقرأ كتابات لا تغني ولا تسمن من جوع فبدلا من أن يطالب الكاتب بتوفير الخدمات للمواطنين والتخفيف عن معاناتهم اليومية وإدانة الفساد وما ينتج عنه يوميا من ضحايا في حرائق المستشفيات وآخرها حادث كارثة مستشفى الناصرية والذي راح ضحيته العشرات من مرضى الكورونا حرقا وقبلها كارثة مستشفى ابن الخطيب وغيرها من الكوارث نرى الكثير من حملة الأقلام الباحثة عن فتات موائد السادة المرشحين بدأت حملتها في الدعاية المزيفة والترويج الرخيص لتجعل من المرشح الفلاني حامي الحمى والفاتح العظيم ونصير الفقراء والمساكين. رويدكم يا من حملتم هذا السلاح المقدس والذي يجب عليكم أن تكونوا أمناء في حمله واستخدامه لأن القلم أمضى أسلحة الإنسان وأنبلها وقد أقسم الله سبحانه به وبالدواة فلا تستخدموه في مصالح أحزاب وأشخاص ثبت فسادها وفشلها طيلة ١٨ سنة ، ولا تكذبوا على البسطاء من أبناء جلدتكم فقد انكشف الغطاء عن كل هؤلاء وباتوا عملة رديئة لا قيمة لها فلا تكونوا ذيولا لهم في تضليل وخداع الناس؛ لأن الله كلمة والحق كلمة والدين كلمة والعهد كلمة، فلا تهينوا القلم واحفظوا كرامته .