الولايات المتحدة تعلن دعمها للصومال في الحرب على حركة الشباب
أعلنت السفارة الأمريكية في مقديشو أنها سوف تواصل دعمها للصومال في هجومه التاريخي من أجل توفير السلام والأمن للشعب الصومالي.
ووعدت واشنطن بإعادة إمداد قوات الجيش الصومالي الذي يقوم بحملة كبيرة على حركة الشباب التي قالت إن مقاتليها يفرون من الهجمات التي تشنها عليهم القوات الفيدرالية والقوات المحلية.
وأشارت إلى أنها ستدعم الشعب الصومالي في المجتمعات التي يعيشون فيها وتساهم في تحقيق تنسيق أكبر بين أصدقاء الصومال الدوليين.
وفي وقت سابق من اليوم، أشارت التقارير الواردة من مدينة بيدوا إلى أن حركة الشباب استولت على منطقتين في إقليم باي بولاية جنوب الغرب.
وأضافت التقارير أن القوات الحكومية انسحبت من منطقة “غوف غدود” الواقعة على بعد 30 كلم من بيدوا، عاصمة جنوب الغرب.
ولم يتضح السبب الرسمي وراء انسحاب القوات الحكومية من المنطقة المذكورة، إلا أن ذلك جاء بعد سيطرة المقاتلين على منطقة “دينوناي” بعد معركة مع القوات الحكومية.
تأتي هذه الأحداث في وقت شهدت فيه مدينة “بيدوا” اجتماعات لمناقشة خطة ولاية جنوب الغرب حول بدء حملة عسكرية ضد حركة الشباب التي تحاصر مناطق في إقليمي باي وبكول بالولاية.
أخبار ذات صلة..
الجامعة العربية والأمم المتحدة تؤكدان أهمية التضامن مع الصومال لمواجهة الجفاف
أكدت جامعة الدول العربية والأمم المتحدة أهمية الحاجة إلى التحرك الجماعي لمواجهة الكارثة الإنسانية التى يعانى منها الصومال.
جاء ذلك في مقال مشترك للسفير خليل إبراهيم الذوادى الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومى بجامعة الدول العربية، والدكتور آدم عبد المولى نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للصومال؛ بمناسبة تنظيم جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، الثلاثاء المقبل، مؤتمرًا رفيع المستوى حول الجفاف والأمن الغذائى والصمود في وجه تغير المناخ للتعامل مع أزمة الجوع والجفاف فى الصومال.
أزمة الجفاف
وقال مسؤولا الجامعة العربية والأمم المتحدة فى مقالهما المشترك: "إنه فى ظل الجفاف الأسوأ الذى يضرب الصومال منذ 40 عامًا على الأقل، لا يجد ملايين الصوماليين أنفسهم فى مواجهة الجوع فقط، بل أمام مجاعة محتملة أيضًا.. فالكارثة البشرية فى الصومال تتفاقم.. وعلى حكومات وشعوب العالم الإسراع لتكثيف وتقديم الدعم لإخواننا فى الصومال".
وأشارا الجانبان إلى أن هذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة الناجمة عن فشل خمسة مواسم أمطار متتالية تعني بشكل واضح أن الوضع سيزداد سوءًا؛ فقد انعكست أزمة الجفاف على 7.8 مليون شخص، أى ما يقارب نصف سكان الصومال، وزاد من حدتها عوامل أخرى مثل استمرار الصراع والنزوح وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وشددا على أن أي تقاعس عن مواجهة الأزمة سيكون له عواقب كارثية على السلم والأمن الاجتماعي في هذا البلد؛ فملايين السكان صاروا على بعد خطوة واحدة من المجاعة والآلاف منهم يواجهون خطر الموت، لذا أصبح حشد الجهود لإنقاذ حياة إخواننا الصوماليين ضرورة حتمية.
كما حذر المسؤولان من أن التقارير الواردة من الواقع الميداني تشير إلى حكايات مروعة للغاية، مشيرين إلى أن نحو 1.1 مليون شخص يقطعون أميالًا بعيدة عن منازلهم بحثًا عن الطعام والماء وسبل العيش؛ من بينهم أعداد ضخمة من الأمهات العطشى اللاتي يحملن أطفالًا على ظهورهن، مؤكدين أن الإحصاءات قاتمة؛ خاصة وأن البيانات الأخيرة تشير إلى أنه خلال الفترة ما بين اليوم ومنتصف العام القادم سيعاني حوالي 1.8 مليون طفل صومالي دون سن الخامسة من سوء التغذية؛ وسيتعرض نصف مليون طفل منهم إلى سوء تغذية حاد إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذهم، بل قد يسقط حوالي 300 ألف شخص في المرحلة الخامسة من التصنيف الدولي للمجاعة.
وأكدا أن الحاجة إلى التحرك الجماعي أصبحت أمرًا بالغ الأهمية، فعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني والإنمائي من أجل تكثيف جهود الاستجابة للأزمة، والعمل المُهم الذي تقوم به منظمات عربية حكومية وأهلية، إلا أن الأمر لا زال يحتاج إلى المزيد من العمل، فالوضع الإنساني الخطير ويتطور نحو كارثة إنسانية كبرى.
وكشف مسؤولا الجامعة العربية والأمم المتحدة أن المانحين قدموا مساهمات سخية بلغ مجموعها أكثر من 1.28 مليار دولار حتى الآن خلال هذا العام (حوالي 56 في المائة من إجمالي مبلغ 2.27 مليار دولار المطلوب) مما مكّن من تكثيف المساعدة للوصول إلى أكثر من 6.5 مليون شخص في جميع أنحاء الصومال مصحوبًا ببعض المساعدات الإنسانية وذلك بحلول سبتمبر الماضي، ولكن على الرغم من هذه المساهمات، لا زالت الحاجة ماسة إلى مزيد من التمويل لمواكبة تزايد حجم ونطاق وخطورة الوضع المتفاقم، علمًا بأن أكثر من 80 في المائة من متطلبات التمويل يعود إلى كارثة الجفاف.
كما أشارا أن خطة الاستجابة الإنسانية تتضمن مشروعات لأكثر من 300 منظمة إنسانية بما في ذلك منظمات دولية ووطنية غير حكومية ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات عربية متخصصة، لذا فإنه من الأهمية بمكان أن نعمل معًا لإيجاد السبل لتخفيف المعاناة عن إخواننا وأخواتنا في الصومال.