مساعدة العراق ونووي إيران.. تفاصيل "قمة بغداد 2" بالأردن
يستضيف الأردن، الثلاثاء، "قمة بغداد 2" بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي تأتي في ظل أوضاع إقليمية ودولية صعبة، على المستوى الاقتصادي والسياسي، بسبب تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وستتناول 5 ملفات بارزة يأتي على رأسها "الأوضاع في العراق ولبنان وسوريا ومكافحة الإرهاب وأمن الغذاء والطاقة ونووي إيران".
وتعقد قمة بغداد 2، على مرحلتين، الأولى، مفتوحة ثم فترة استراحة تليها جلسة مغلقة، أما عن أهداف القمة، حسب ما تم الإعلان عنه، هو مساعدة العراق على توفير الأمن والازدهار، إلا أن هناك ملفات تهم المنطقة ستكون على طاولة المشاركين.
ويحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بصفة ضيف، سفراء الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي ومجموعة العشرين والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن المعتمدين لدى الأردن.
حضور واسع لدول المنطقة
أما عن أبرز الدول التي سوف تشارك في قمة بغداد 2، فهم مصر والأردن والعراق، والسعودية، والإمارات وقطر وتركيا وإيران وفرنسا، وتنضم لأول مرة في القمة سلطنة عمان والبحرين، كما أنه من المقرر حضور جوزيب بوريل، وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، ومعاونه إنريكي مورا، المسئول عن التنسيق المباشر بشأن المباحثات النووية، بجانب حضور السفير أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومن المقرر حضور أيضا أمين عام مجلس التعاون الخليجي، وممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.
أهداف فرنسا من “بغداد 2”
وكانت فرنسا، تضغط بقوة لعقد المؤتمر قبل نهاية العام الجاري بعد حلحلة الوضع السياسي الداخلي في العراق، حيث كان يصعب الدعوة إلى قمة قبل أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية وتعيين رئيس للحكومة، وتأمل باريس طرح مسائل تشغل جميع بلدان المنطقة مثل أمن الطاقة والغذاء والاحتباس الحراري والربط الكهربائي والتغيرات المناخية.
كما أنه من أبرز الملفات المطروحة، هو ملف اللاجئين السوريين، والأزمة السياسية في لبنان، في ظل التحرك الفرنسي ومساعي حل الأزمة.
سوريا ولبنان والملف النووي
ـ ملف اللاجئين السوريين في دول الجوار سيكون مطروحا على طاولة المناقشات.
ـ الازمة السياسية في لبنان ستكون حاضرة بقوة خاصة مع الحراك الفرنسي المستمر لحل الأزمة.
ـ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قال إن القمة الإقليمية قد تشكل "فرصة" لتحريك المباحثات بشأن إحياء الاتفاق النووي، والمتعثرة منذ أشهر.
ـ أعرب عبد اللهيان عن أمله في "لمس تغيير في المقاربة الأميركية التي شهدناها في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وأن يتصرف الجانب الأميركي بطريقة واقعية".
أبرز ملفات القمة
تأتي القمة استكمالا لبغداد 1 في محاولة لجعلها قمة دورية وتستهدف في المقام الأول تأكيد الدعم للعراق واستقراره بعد تعيين الرئاسات الثلاث ومراجعة الوضع السياسي في المنطقة بشكل عام في ظل أوضاع صعبة إقليميا ودوليا.
في ضوء التوترات الحالية على الحدود بين العراق وإيران وتركيا وسوريا أن تناقش القمة الملفات التالية:
التحديات التي تتعلق بالأمن الغذائي والأمن الدوائي وأمن الطاقة في المنطقة والعالم".
أزمة المعارضة الكردية الإيرانية المتصاعدة الأسابيع الأخيرة، والتي دفعت طهران لتوجيه ضربات صاروخية لمقرات أحزاب كردية إيرانية معارضة في شمال العراق، تتهمها إيران بالتمرد.
قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاني، زار بغداد من أجل توجيه رسالة تحذير لقادة العراق بلاده ستواصل القصف في حال لم يجر ضبط الحدود.
الضربات التركية في شمال العراق تحت عنوان "عملية مخلب السيف"، حيث تقول أنقرة إن عناصر كردية تركية لجأت إلى كردستان العراق، وتتعاون مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تنظيما إرهابيا.
الأوضاع في سوريا، كونها من دور الجوار للعراق والأردن وتركيا، وخاصة مع توجيه أنقرة تهديدا بتنفيذ توغل عسكري بري في شمال شرق سوريا، لأجل مطاردة جماعات كردية تدرجها ضمن قائمة الإرهاب.
تحاول القمة تقريب وجهات النظر بين بغداد وطهران وأنقرة.
التعاون الاقتصادي وإعادة الإعمار في العراق، حيث من المتوقع أن تفتح مشاريع إعادة الإعمار التي تقدر مليارات الدولارات شهية الدول التي تريد الاستثمار هناك.
"قمة بغداد 1" للتعاون والشراكة
كانت عقدت قمة بغداد للتعاون والشراكة، لأول مرة في 28 أغسطس 2021، في العاصمة العراقية بغداد، وشاركت وقتها 9 دول في القمة من بينهم الإمارات ومصر والسعودية وقطر والكويت وإيران وتركيا وفرنسا، بالإضافة إلى العراق، بجانب بعض المنظمات الدولية والإقليمية.
وكان الهدف من مؤتمر بغداد 1 الأولى مساندة العراق أمنيًا واقتصاديًا بما يحقق استقراره وسيادته ووحدة أراضيه، ودعا دول المشرق العربي وجواره للتعامل مع تحديات المنطقة على أساس التعاون والمصالح المتبادلة وحسن الجوار.
الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد تعهد وقتها بأن تساعد فرنسا بثقلها الدولي والأوروبي للمساعدة في تجاوز قضايا النازحين بعدما ألقت الأزمة السورية بثقلها على ما بقي من العراقيين خارج بلدانهم، والعمل على إعادة ترميم الإدارة العراقية ومواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
وقد وقعت وقتها مجموعة من الاتفاقيات المشتركة بين باريس وبغداد لا تزال قيد التنفيذ.
ونجاح مؤتمر بغداد 1 لم يكن ليتحقق دون جهود دبلوماسية عراقية حثيثة وصادقة للوصول إلى أرضية من المشتركات مع المحيطين الإقليمي والدولي.
وفي النسخة الأولى من المؤتمر أيضا جرى التوافق على ضرورة تعزيز الجهود مع العراق للتعامل مع التحديات الناجمة عن التغيير المناخي والاحتباس الحراري.
البيان الختامي للمؤتمر أكد أيضا التزام المشاركين بدعم جهود حكومة العراق في إعادة الإعمار وتوفير الخدمات ودعم البنى التحتية، وتعزيز مؤسسات الدولة وفقا للآليات الدستورية.
ولعل النجاح الأبرز للعراق في ترجمة ما تم التوافق عليه في المؤتمر فقد تمثل في إجراء انتخابات بالبلاد في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2021، بدعم من دول الجوار وأصدقاء العراق الدوليين.
انتخابات تشريعية رسم الشعب العراقي ملامحها في ظل مظلة دولية داعمة لجهود بغداد في طلب الرقابة الدولية لضمان نزاهة وشفافية عملية الاقتراع التي أجريت.
حسن الجوار
تعهدات متتالية أقرها المشاركون في مؤتمر بغداد 1، في النسخة الأولى له، بعد إقرارهم بأهمية تضافر الجهود في ظل ما تواجهه المنطقة من تحديات مشتركة تقتضي تعامل دول الإقليم معها.
لكن هذا التعاون - وفق البيان الختامي لمؤتمر بغداد - لم يكن يتحقق بدون نوايا صادقة تقوم على أساس التعاون المشترك والمصالح المتبادلة ووفقا لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية.
ولم يغفل البيان الختامي للمؤتمر، قبل عام، الإشادة بجهود الحكومة العراقية في إطار تحقيق الإصلاح الاقتصادي بالشكل الذي يؤمن توجيه رسائل إيجابية تقضي بتشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات ويعود بالنفع على الجميع ويخلق بيئة اقتصادية مناسبة ويعزز عملية التنمية المستدامة وخلق فرص العمل.