مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية يحتفل باليوم العالمي للغة العربية 2022

نشر
الأمصار

احتفل اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، باليوم العالمي للغة العربية 2022 بمقر الاتحاد بمدينة السادس من أكتوبر بمصر.

وجاء احتفال هذا العام تحت شعار: المعجم التاريخي ذاكرة العرب، احتفاءً بصدور ستة وثلاثين جزءا من المعجم التاريخي للغة العربية.

وقد حضر اللقاء الأستاذ الدكتور محمد سليم العوا عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والملحق الثقافي الموريتاني السيد الدكتور المختار الجيلاني، والسيد الدكتور مراد الريفي مدير معهد المخطوطات العربية، وعدد من رؤساء المجامع العربية في الوطن العربي، وكوكبة من علماء العربية في الجامعات المصرية، وجمع غفير من المثقفين العرب، والصحفيين، وطلاب الجامعات. هذا فضلاً عن حضور السادة الخبراء ومحرري لجان القاهرة المشاركين في مشروع المعجم التاريخي.

كلمة الأستاذ الدكتور حسن الشافعي: 
أيها الحضور الكريم: أحييكم باسم "اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، وأقول لكم – في هذا الملتقى الحميم: نزلتم سهلًا ولقيتم أهلاً، في داركم، هذه الدار التي تجمع قرابة العشرين من مجامع اللغة العربية ولجانها المختصة، وهيئاتها المتخصصة، في دنيا العرب، أقامها مأمون الأمراء العرب الشيخ الدكتور سلطان القاسميُّ حاكم الشارقة ــ عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربية الشقيقة، على رقعة عزيزة قدمتها جمهورية مصر العربية، لهذا الاتحاد الذي أنشأه – في إطار الجامعة العربية – قرارُ القمة العربية، في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، واكتمل وجوده القانوني مطلع السبعينيات منه، برئاسة عميد الأدب العربي في العصر الحديث، الدكتور طه حسين رئيس مجمع القاهرة.


 ومن الحق عليَّ أن أذكر – ونحن نلمح بَوادرَ نهضةٍ عربيةٍ واعدة، بعد معاناةٍ طويلة جاهدة، أن أذكر أن فضل هذا الأمير – الشيخ سلطان القاسمي لم يقتصر على ذلك، بل قاد بفكره وهمته، قبل عطائه وأريحيته، النشاط الفكري واللغوي، في هذه الدار، الذي يركز على المشروعات اللغوية، ذات الطبيعة القومية، وينهض بها على صعيد تضامني قومي، بتعاون وتضافر بَيْن سائر المجامع: من الشارقة على شاطئ الخليج، إلى موريتانيا على ضِفةِ المحيط، وكان أول هذه المشروعات، إصدار "المعجم التاريخي للغة العربية" الذي تتطلع إليه الأمة بأجمعها منذ أكثر من قرن؛ فالعربية العريقة الشامخة، كانت هي الوحيدة بين لغات العالم الدولية الكبرى، التي لم تحظَ بمعجم تاريخي يرصد ظهور الكلمات لأول مرة وتداولها، وتطوير معانيها – خلال 18 قرنًا حتى الوقت الحاضر. 

 أيها الإخوة الكرام: إن للقائنا اليوم، احتفاءً بالعيد السنوي الدولي، لهذه اللغة الشريفة، خصوصيةً مميِّزة: وهي الاحتفاء في الوقت نفسه بصدور ستةٍ وثلاثين مجلدًا من المعجم التاريخي العربي – كما أعلن سمو الشيخ سلطان القاسمي في افتتاح معرض الشارقة للكتاب في الشهر الماضي، على العالم، وعسى أن يكون كل عيد من أعياد العربية مقرونًا بإنجاز علمي جديد".
 كلمة الأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور الأمين العام للاتحاد:

"أيها الحضور الكريم، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. نستفتح باسم الله الذي يُسْتفتح به كل خير، ونتوجه إلى الله ــ عز وجل ــ أن يجعل جمعنا هذا جمعًا تآلفت قلوبه على حب اللغة وخدمتها والعمل من أجل رفعتها، والتمكين لها، ورفعة شأنها. 

وفي هذا الاستفتاح، أحييكم أولاً أيها الأخوة الكرام والعلماء الأجواد على تجشمكم عناء المجيء إلى هذا المكان، ونشكر لكم هذا السعي المبارك، الذي تضمون به جهودكم إلى جهود العاملين في المعجم التاريخي، برأي ونصح، وفضل، وتوجيه، وكل ما يمكن أن يؤدي إلى تجويد هذا العمل الكبير غير المسبوق في بناء معجم تاريخي للغة العربية، فأقول ما قاله الله عز وجل: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}، ونحن نفرح بفضل الله علينا، الذي يسَّر لنا وأعاننا، وأخذ بأيدينا، وأخذ بفكرنا إلى الخير، فاستطاع العاملون في هذا المشروع الضخم الكبير غير المسبوق، تحقيق هذا الإنجاز العظيم، على نحو يعرِّف الناس بذُخْر هذه اللغة وثرائها، وكثرة مفرداتها وجذورها، وجودة عباراتها وتصوراتها، وما فيها من حقيقة، وما فيها من خيال، فنحن نحمد الله عز وجل، ونفرح بهذا الفضل العظيم، ولكننا كما نقول فرحنا فرح متزن، ينظر فيما أُنْجز بنظرة رؤية النعمة، مع الرغبة في التجويد والإتقان والإكمال، فليس فرحًا تطيش له العقول، ولكنه فرح يدفع إلى الإجادة، ويدفع إلى الإتقان، ويجعلنا في غدنا خيرًا من يومنا، كما جعل يومنا خيرا من أمسنا، والحمد لله رب العالمين".    

 كلمة الأستاذ الدكتور مأمون وجيه الدير العلمي لمشروع المعجم التاريخي:

" صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور/ حسن الشافعي رئيس اتحاد المجامع العربية،  الأستاذ الدكتور/ عبد الحميد مدكور الأمينُ العام لاتحاد المجامع العربية، العلماء الأماثل - الحضور الكريم سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد؛ فقد التقينا اليوم لنحتفل ونحتفي معا - في يوم من أيام العربية وعيد من أعيادها- بإنجاز القرن وآيته العلمية الكبرى، بالمعجم التاريخي للغة العربية الذي بدأت رحلته بمرحلة التخطيط والإعداد التي استغرقت أكثر من عامين، جرى فيها التخطيط للمعجم تخطيطا علميا سديدا وفق الأصول المرجعية لبناء المعاجم اللغوية التاريخية وبعد ذلك انطلقت أعمالـه التحريرية منذ ثلاث سنوات وفق تخطيط سديد ومنهجية علمية محكمة واليوم نحتفي بإصدار ستة وثلاثين جزءا من هذا العمل الفريد.

ويطيب لي ونحن نحتفي بهذا الإنجاز أن أرفع أسنى آياتِ الشكرِ والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور / سلطان القاسمي .

وحاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى للاتحاد عرفانا بفضله؛ وامتنانا لدور سموه في دعم اللغة والثقافة والعلوم والفنون والآداب، فبفضل دعمِ سموه وتوجيهاته الكريمةِ تحقق الإنجاز تلو الإنجاز، وظهر هذا المعجم إلى عالم النشر والنور.

 وها نحن نحتفي اليوم في بيت العربية في مقر اتحاد المجامع العربية هذا الصرح العربي الذي نهض بالتعاون مع مجمع الشارقة بهذا المشروع العلمي الكبير لنشهد اليوم -في عيد العربية - قطاف الدورةِ المعجمية الثالثة محتفين بإصدار ستة وثلاثين جزءا من هذا السفرِ الجليل، تلك الأسفار التي أصبحت حقيقة ماثلة وآية شاهدة على جهود العرب في الدراسات المعجمية في العصر الحديثوإذا كانت النفوس كبارا  تعِبت في مرادها الأجسام
 حقًا سيظل يوم إنجازِ هذا المعجمِ وخروجه إلى العالمين بلا ريب أو مراء يوما من أيام العربِ المشهودة، ومعلما من معالم تاريخها، وآية من آيات مآثرِها. وترنيمة خالدة آسرة ينشدها الدهر وتتلوها الأيام، وتتفاخر بها الأجيال، ما تعاقب الجديدان وتجاور الفرقدان، وسيبقى هذا اليوم المشهود أبد الآباد محفورا في ذاكرة أمتنا منقوشا في سجل خالدات مآثرها شاهدا على إبداع العقل العربي وتميزه، وتألقه وتأنقِه في الصنعة المعجمية. ولله در أبي الطيب إذ يقول:   
   على قدر أهل العزم تأتي العزائم   وتأتي على قدر الكرام المكارم".

 كلمة الأستاذ الدكتور محمد المستغانمي (الأمين العام لمجمع الشارقة ـ المشرف العام على اللجنة التنفيذية لمشروع المعجم التاريخي): 
"الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله. أيها الإخوة الأفاضل، أيها العلماء الأماجد في اتحاد المجامع اللغوية وفي كل مكان، أحييكم بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حيَّاكم الله وبيَّاكم وأبقاكم وأدامكم: أدامكم للعربية ترفعون رايتها، وتفتقون أكمامها، وتبدعون في الكتابة بها والدفاع عنها. وإني سعيد جدًّا للمشاركة مع اتحاد المجامع في هذه المناسبة المباركة الطيبة. وبادئ ذي بدء، أرفع أصدق التبريكات، وأخلص التحيات لصاحب الفضيلة العالم الجليل العلامة الشيخ الدكتور حسن الشافعي ــ حفظه الله ورعاه (رئيس الاتحاد)، وأتوجه بالشكر الجزيل، والثناء الجميل، للأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور (الأمين العام لاتحاد المجامع اللغوية).
وأوجه شكرًا خاصًّا للأستاذ الدكتور مأمون وجيه (المدير العلمي لمشروع المعجم التاريخي)، وإلى كل أعضاء مجمع القاهرة واتحاد المجامع. 
أغتنم هذه الفرصة لأبثكم حبي وتقديري ودعوتي لكم ولي
وللمسلمين بالفتح المبين وبالنجاح والتوفيق. أشكركم على إقامة هذا الحفل الذي يبرز أولاً أهمية اللغة العربية في يومها المجيد في اليوم العالمي للغة العربية، ويبرز أعظم مشروع بدأت ثمراته تترى وتتوالى على العالمين، وأبارك لاتحاد المجامع اللغوية هذه الباكورة المتمثلة في تسعة أحرف، جاءت في ستة وثلاثين مجلدًا من المعجم التاريخي. هذا المعجم الذي كان حلمًا ووهمًا، وأصبح واقعا مشهودًا، نحمد الله أن وفق علماء اتحاد المجامع لإقامة هذا المنهج العظيم؛ لجمع شمل اللغويين والمجامع اللغوية، وليكون مظلة لهذا المعجم. 
في الوقت نفسه أتوجه بالشكر الجزيل، وأرفع أسمى تحية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ـ حاكم الشارقة، الذي رعى هذا المشروع ويرعاه، وقال باللفظ الواحد: مهما كلفني من جهد ووقت وثمن، فإني عازم على إخراجه ــ بإذن الله تعالى. ثم لا ننسى أن مجمع الشارقة هو الإدارة التنفيذية؛ فأشكر جميع زملائي في الإدارة التنفيذية الذين يساعدونني صباح مساء على التوحيد بين المجامع اللغوية، وعلى جمع الشمل، وعلى توحيد المنهج، وعلى مراقبة العمل. فبفضل الله أولاً، ثم بفضل تضافر جهود اتحاد المجامع، ومجمع الشارقة، ثم المجامع اللغوية العربية الأخرى، استطعنا أن نصل إلى هذه الباكورة من العمل. وأبشركم أيها الإخوة الأكارم بأن العمل جارٍ ومستمر، وأن الجهود تتوالى، وأن التحرير مستمر، وأننا استفدنا كثيرًا من أخطائنا السابقة، وحين نقول نحن مسرورون بهذا الإنجاز، أولا نحمد الله تعالى، وفي الوقت نفسه لا نزكي أنفسنا، ولا نبرئ ساحتنا من الخطأ، فالخطأ بشري، والذي لا يخطئ لا يصيب، لابد أن نخطئ، ولابد أن نصيب، وأن نمحص، وأن نسدد ونقارب، وقد اتضحت معالم الطريق، واتضحت معالم التحرير المعجمي. ونعد الأمة العربية، ونعد جميع المثقفين، والأكاديميين، واللغويين، وكل محبي لغة الضاد، بأنهم سيجنون ثمراتٍ يانعةً رائعةً، ذوقها جميل وحلو من اللغة العربية. 
المعجم التاريخي للغة العربية تحت إشراف اتحاد المجامع وتحت إشراف وتنفيذ مجمع الشارقة، سيقدم للأمة لغة سليمة، وسياقات رائعة، وتأريخًا للألفاظ، ومقارنة مع النظائر السامية، وسيجد فيه كل مثقف بغيته، وسيجد فيه كل طالب علم غايته".