مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

خطر جديد يواجه مدينة بافالو الأمريكية بعد عاصفة القرن

نشر
عاصفة القرن
عاصفة القرن

بعد أن هدأت وتيرة تساقط الثلوج في مدينة بافالو الأمريكية الأكثر تأثرا بعاصفة القرن التي اجتاحت عدة ولايات، لكن المدينة تواجه خطرا جديدا.

ومع استمرار تساقط الثلوج وتنبؤات بارتفاع سريع في درجات الحرارة وهطول أمطار قد يتسبّب ذلك في سيول ويحوّل المشهد المتجمّد إلى بركة.

مدينة بافالو

وكانت بافالو الواقعة في غرب ولاية نيويورك والمنطقة المحيطة بها هي نقطة البدء لموجة تجمد وعاصفة شتوية عاتية ضربت معظم أنحاء الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وخلال عطلة عيد الميلاد وامتدت جنوباً حتى الحدود المكسيكية.

وبحسب توقعات خدمة الأرصاد الوطنية فأن الموقف يتغيّر جذرياً بذوبان سريع للثلوج في وقت لاحق هذا الأسبوع مع ارتفاع درجات الحرارة لمستويات ربيعية أعلى بكثير من درجة التجمّد وأعلى من المستوى الطبيعي مصحوبة بأمطار قد تسبّب سيولاً.

والثلاثاء، وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن، على طلب إعلان الطوارئ الفيدرالية في مدينة نيويورك إثر العاصفة الثلجية التي وصفتها السلطات بأنها " حرب مع الطبيعة الأم" وحرمت ملايين الأمريكيين من الاحتفال بعيد الميلاد، خصوصاً في مناطق غرب نيويورك المغطاة بالثلوج.

وبدأت طواقم الطوارئ تتفقد الخسائر حيث وصل عدد الوفيات جراء الطقس إلى 38 متوفيا، الإثنين. ولا تزال أجزاء من شمال شرق الولايات المتحدة تواجه سلسلة من العوامل الجوية المتطرفة بما يصاحبها من ثلوج ورياح ودرجات حرارة متجمدة اجتاحت البلاد على مدار عدة أيام، متسببة بانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وإلغاء آلاف الرحلات الجوية وما لا يقلّ عن 47 حالة وفاة.

الأضرار الناجمة عن عاصفة القرن

انهيار خدمات الطوارئ وإغلاق مطار بوفالو الدولي

وأدّت أحوال الطقس إلى إلغاء أكثر من 17 ألف رحلة جوية في الأيام الأخيرة بما في ذلك نحو 3500 رحلة

وتوقعت الأرصاد الجوية أن يستمر تساقط الثلوج في مدينة بافالو، المعتادة على الطقس الشتوي السيء، وأن تضاف طبقة سمكها 35 سنتيمتراً الإثنين إضافة إلى ما تراكم منذ أيام وأدّى إلى شلّ المدينة وانهيار خدمات الطوارئ فيها.

وظل الطقس العاصف مخيما على مقاطعة إري في غرب نيويورك حيث تقع بافالو والتي صارت تمثل بؤرة أزمة الطقس.

وكتب الرئيس الأمريكي جو بايدن في تغريدة على تويتر "قلبي مع أولئك الذين فقدوا أحبّاءهم"، مشيراً إلى أنّه تحدّث هاتفياً مع حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول، ووعد بتوفير الموارد الفدرالية اللازمة. "أسوأ عاصفة على الأرجح في حياتنا"
قال مارك بولونكارز المسؤول التنفيذي في مقاطعة إري خلال مؤتمر صحفي "بالإضافة إلى الوفيات الـ13 المؤكدة، أكد مكتب إدارة الصحة في مقاطعة إري حدوث 12 وفاة إضافية، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات بسبب العاصفة الثلجية إلى 25 على مستوى المقاطعة".

وأضاف بولونكارز أن الطقس العنيف يجعل هذه "أسوأ عاصفة على الأرجح في حياتنا وفي تاريخ المدينة"، مشيراً إلى أن عدد الوفيات في إري سيتجاوز على الأرجح ضحايا العاصفة الثلجية القوية التي ضربت بافالو عام 1977 وأودت بحياة نحو 30 شخصاً.

ومع التوقعات بازدياد تساقط الثلوج والإعلان أن معظم طرق بافالو "غير سالكة"، حذر بولونكارز السكان بضرورة التزام منازلهم. وقال "هذه ليست النهاية بعد، لم نصل الى هناك بعد".

وأنقذ أفراد الحرس الوطني وفرق أخرى مئات الأشخاص من السيارات التي دفنت تحت الثلوج، لكن السلطات قالت إن المزيد من الناس ما زالوا محاصرين. وأعربت حاكمة نيويورك كاثي هوشول عن صدمتها مما شاهدته خلال جولة استطلاعية الأحد في المدينة.

ووصفت هوشول الأمر بأنه أشبه "بمنطقة حرب، ومشهد السيارات على جانبي الطرقات صادم"، مشيرة الى تهديد الثلوج المتراكمة بأكثر من مترين للمنازل ومعاناة السكان من انقطاع الكهرباء. وقالت: "إنها حرب مع الطبيعة الأم". وأضافت في تصريح للصحافيين "بالتأكيد إنها عاصفة القرن"، مضيفة أن "من السابق لأوانه القول إنها على وشك أن تنتهي".

وأدى الطقس القاسي إلى انخفاض درجات الحرارة في 48 ولاية أمريكية إلى ما دون الصفر خلال عطلة نهاية الأسبوع.

48 ألف منزل دون كهرباء

وأوضح بولونكارز أن التيار الكهربائي لن يعود بالكامل في بافالو حتى الإثنين، وأن مطار بافالو الدولي سيبقى مغلقاً حتى الثلاثاء. وقال علي لوسون البالغ 34 عاماً، الذي يعيش في بافالو منذ ثماني سنوات، لوكالة فرانس برس السبت إن "الرياح قوية جدا" لدرجة أن الثلج يتشكل مثل "كثبان رملية". ووصف الوضع بأنه "جنوني".

وكان أكثر من 48 ألف منزل بدون كهرباء على الساحل الشرقي الأحد حسب الموقع الإلكتروني "باور-أوتيج" الذي تحدث عن انقطاع التيار عن حوالي 150 ألف منزل في البداية.

وقالت خدمة الأرصاد الجوية الأمريكية إنّها تتوقع عودة درجات الحرارة إلى معدلاتها الموسمية الطبيعية "بحلول منتصف الأسبوع المقبل". وأضافت في أحدث نشرة للأحوال الجوية المتوقّعة أنّ الطقس "سيستمرّ في التسبّب بظروف سفر خطرة محلياً خلال اليومين المقبلين".

وفي مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا أدى انقلاب حافلة السبت بسبب الجليد على الأرجح إلى مقتل أربعة أشخاص ونقل 53 آخرين إلى المستشفى بينهم اثنان كانا في حالة حرجة في ساعة مبكرة من صباح الأحد.

وحرم مئات الآلاف من الكهرباء في مقاطعتي أونتاريو وكيبيك الكنديتين وألغي عدد كبير من الرحلات الجوية في المدن الكبرى وتوقفت خدمة ركاب القطارات بين تورونتو وأوتاوا.

60 شخصا توفوا في حوادث لسوء الأحوال الجوية

وذكرت محطة "إن.بي.سي نيوز" أن 60 على الأقل توفوا في حوادث مرتبطة بسوء الأحوال الجوية في الأيام القليلة الماضية في الولايات المتحدة.

أما حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول، المولودة في بوفالو، فقد شبّهت الوضع بعد العاصفة بـ"منطقة حرب". وقالت هوشول للصحفيين الإثنين: "من المؤكد أنها عاصفة القرن".

وأدّت العواصف الثلجية والرياح العاتية ودرجات الحرارة الشديدة الانخفاض الى إلغاء نحو 20 ألف رحلة جوية في الأيام الأخيرة، بينها نحو 4700 رحلة الثلاثاء، وفق موقع التتبع المتخصّص "فلايت أوير".

ولا يزال مطار بوفالو الدولي مغلقاً حتى صباح الأربعاء، ولا يزال حظر القيادة سارياً في المدينة حيث حُرم آلاف من الكهرباء.

وقال مارك بولونكارز محذّراً: "يمكنكم بالتأكيد الخروج والمشي للاطمئنان الى الجيران والذهاب إلى المتاجر المفتوحة، وما إلى ذلك. لكن لا تقودوا السيارات".

خلفت عاصفة القرن التي ضربت أجزاء واسعة من الولايات المتحدة خلال عطلة عيد الميلاد، خسائر فادحة، لكنها لم تخل من مناظر طبيعية ساحرة.

ومع التحسن النسبي لأجواء الطقس وتراجع حدة العاصفة وكثافة الثلوج المنهمرة منذ عدة أيام، بدأت العائلات في الخروج من منازلها لتفقد الخسائر التي خلفتها العاصفة، وكذلك مشاهدة بعض المناظر الطبيعية التي تكونت بفعل البرودة الشديدة، والتي أدت لتجمد نوافير المياه، وفروع الأشجار.

الثلوج تغطي المنازل

كما غطت الثلوج بشكل كامل العديد من المنازل الكوخية، فيما تحولت مسطحات المياه الصغيرة إلى لوحات شفافة من الثلوج، يمر الأطفال فوقها بلا خوف.

ولا تزال عاصفة القرن التي أودت بحياة أكثر من 50 شخصا في الولايات المتحدة تلقي بثقلها على ولاية نيويورك والمسافرين جوّاً في أنحاء البلاد، مع انتشار قصص عن عائلات حوصرت لأيام.

وقال رئيس بلدية بوفالو بايرون براون عبر "تويتر": "لسوء الحظ، تتوقّع الشرطة أن يرتفع العدد". وأصيبت بوفالو بالشلل لمدة خمسة أيام بسبب تكوّم الثلج وانقطاع الكهرباء، واستمر تساقط المزيد من الثلوج.

أما حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول، المولودة في بوفالو، فقد شبّهت الوضع بعد العاصفة بـ"منطقة حرب". وقالت هوشول للصحفيين الإثنين: "من المؤكد أنها عاصفة القرن".

وأدّت العواصف الثلجية والرياح العاتية ودرجات الحرارة شديدة الانخفاض الى إلغاء نحو 20 ألف رحلة جوية في الأيام الأخيرة، بينها نحو 4700 رحلة الثلاثاء، وفق موقع التتبع المتخصّص "فلايت أوير".

وقال بيل شيرلوك، أحد سكان بوفالو القدامى، لـ"فرانس برس"، إنّ منزله محاط بحوالي أربعة أقدام من الثلج، لكنه كان محظوظاً لأن الكهرباء لم تنقطع ولأن لديه مخزوناً جيداً من الطعام استعمله طوال عطلة نهاية الأسبوع.

وأضاف المحامي أنّ أولئك الأقل حظّاً "ربما عاشوا أسوأ عيد ميلاد في حياتهم"، لافتاً إلى أنّ بعض المنازل في حيّه محرومة من الكهرباء منذ الجمعة.

وتوقّعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تساقط الثلوج في مناطق منعزلة في غرب نيويورك الأربعاء، لكن من المنتظر أن يبدأ ذوبان الجليد.

ذوبان الثلوج قد يؤدي إلى فيضانات

ويُتوقع أن ترتفع الحرارة لتصل إلى 50 درجة فهرنهايت (10 درجات مئوية) بحلول نهاية الأسبوع، رغم أن المسؤولين حذّروا من أن ذوبان الثلوج قد يؤدي إلى فيضانات طفيفة.

وأدى الطقس القاسي خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في جميع ولايات البر الرئيسي للولايات المتحدة، ومن بينها مناطق على طول حدود المكسيك حيث يكافح بعض المهاجرين الوافدين حديثًا للعثور على مأوى.

وقالت حاكمة نيويورك عبر "تويتر" إنّ إعادة فتح العديد من الطرق السريعة الرئيسية في نيويورك، وكذلك المعابر الحدودية مع كندا، تُعد "مؤشّراً إلى أننا أخيراً نتخطى ذروة هذه العاصفة التي تحدث مرة واحدة كل جيل".

فوضى ونهب في نيويورك بسبب عاصفة القرن

شهدت مدينة بوفالو في ولاية نيويورك الأمريكية عمليات سرقة لعدد من المتاجر، بالتزامن مع طقس قاس وصِف بـ"عاصفة القرن الثلجية".

وتداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر نوافذ شركات تجارية محطمة في شارعي Grant وWest Ferry.

وأظهر مقطع فيديو آخر متجر 7Eleven محطم بالقرب من شارعي Hampshire وNiagara.

واستغل اللصوص هذه الأوضاع الاستثنائية في اقتحام المتاجر وسرقة البضائع، إذ دمروا واجهات المحلات واقتحموا المتاجر المهجورة وسرقوا البضائع.

وأظهرت لقطات الرفوف والبضائع متناثرة على الأرض وصوّر السكان بعض اللصوص أثناء دخولهم المتاجر ومغادرتهم ومعهم مجموعة من الأشياء مثل المناشف الورقية وورق التواليت.

والتقطت الكاميرات لقطات لرجل يكسر زجاج باب متجر لبيع المشروبات الكحولية ويسرق بضائع بقيمة نحو 500 دولار.

واعتقلت قوات الشرطة بعض اللصوص خارج متجر "دولار جنرال".

وأفادت شرطة نيويورك بحدوث عمليات نهب في بافالو، معتبرة أنها "حوادث معزولة لا تعكس مجتمع غرب نيويورك الكبير".


ووُصفت العاصفة الثلجية التي تشهدها المنطقة بأنها الأسوأ في 45 عاماً، وبدأت من مساء الجمعة واستمرت خلال يوم الميلاد في عطلة نهاية الأسبوع بغرب نيويورك.

ويتوقع أن تتحسّن أحوال الطقس في شرق الولايات المتحدة وولايات وسط الغرب، بعد أيام من البرد القارس نتيجة "عاصفة القرن الثلجية" التي أودت بحياة نحو 50 شخصا على الأقل وأحدثت فوضى في حركة السفر خلال عطلة عيد الميلاد.

لكن مناطق في شمال شرق الولايات المتحدة لا تزال تحت تأثير العاصفة الثلجية التي ضربت البلاد على مدى أيام وتسبّبت بانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق عدة وتأخير مواعيد رحلات جوية وبوفيات في تسع ولايات، وفق الأرقام الرسمية.