مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

علي الزبيدي يكتب : في الصميم.. أمنيات الناس البسطاء

نشر
الأمصار

ارتحلت سنة بكل ما فيها واقبل عام والناس تتمنى مع بداية كل عام أمنياتها وكل حسب قناعاته وظرفه ووضعه العلمي والاجتماعي  وكلها امنيات واحلام مشروعة اذا كانت في سياقها الانساني والحضاري .
فالطالب يتمنى النجاح والفلاح يتمنى ان يأتي ما زرعه اكله من غلة وخير وهكذا حتى الاماني هي في الحقيقة وان كانت فردية وشخصية لكنها ترتبط بصورة واخرى بسعادة الناس شأنا او أبينا. 
ونحن في عراق التاريخ والحضارة الإنسانية التي علمت العالم الحرف  الأول في الوجود  كانت أمانينا كبيرة بحجم تاريخ العراق وعظمة حضارته  من سومر وأكد وبابل واشور ولعلها كانت كذلك لان شعب العراق يرى في تلك الحضارة ماضيا مجيدا لابد له من امتداد إلى الحاضر والمستقبل  لكننا ونتيجة ما حل في بلدنا من غزو واحتلال وتسلط الفاسدين على مقاليد الأمور تراجع  الوجه الحضاري  للعراق وحتى امنيات الناس أصبحت بسيطة  فلقد غادرنا احلام التقدم العلمي  وبراءات الاختراع الكبيرة والعظيمة واصبحت أماني  المواطن اليوم ان ينعم بتيار كهربائي مستمر لأربع وعشرين ساعة دون انقطاع او منغصات وقد نكون أماني الشباب الخريجين إيجاد فرصة  عمل في دوائر الحكومة يستطيع من خلاله ان يكون أسرة مستقرة كما في بلاد الله الأخرى او تتلخص امنيات الناس في وضع اقتصادي مستقر مع توفر مستلزمات الحياة الكريمة للناس كما يعيش غيرنا في بلدانهم التي هي بالأساس بلدان فقيرة لكن من فيها يعرف كيف ينظم حياة الناس ويقدم لهم الخدمات  كواجبات واجبة التنفيذ بلا منة او إذلال  .
وبما ان الحكومة العراقية قد اعلنت أنها اسمت العام الجديد عام الخدمات فأماني ألناس  اكيد ستتلخص في بيئة سليمة ونظيفة وسكن لائق للمواطنين وسرير شفاء للمرضى ودور رعاية للمسنين وشوارع نظيفة وخالية من الحفر والمطبات  وذات انسيابية في الحركة  فكل الاماني ممكنة اذا ما توفرت الارادة الصادقة وخلت من نوازع الغش والفساد على حساب الوطن والناس  فهل تستطيع الحكومة ان تجعل هذا العام  فعلا عام خدمات مع وجود الامكانات المادية والبشرية وهل تستطيع الحكومة ان تقضي على الفساد وحيتانه التي أبتلعت مليارات الشعب بشتى الطرق والوسائل والاساليب؟
اتمنى كما يتمنى غيرى ان نرى ذلك وقد تحقق على ارض الواقع  في عراق اثقلت كاهله المحاصصة والمحسوبية  والمنسوبية وابتلى بمن لا يخافون الله. 
وسلاما عراق الرافدين  في عامك الجديد.