علي الزبيدي يكتب : في الصميم ذكريات وقلم
لكل إنسان ذكريات حلوة ومرة سعيدة وحزينه وفي المنظور الانساني تكون الذكريات ذات وقع كبير وفاعل في تغيير قناعات البعض حيث أن مجموع هذه الذكريات لدى شخص تمثل سيرة حياتية ومهنية ومن ذكرياتي المهنية قبل أكثر من ثلاثين عاما ان هناك أحد الأشخاص استطاع ان يلج عالم الصحافة بطريقة او آخرى ولكونه غير مؤهل ولا يمتلك قدرات ذاتية مهنية وعلمية بقي على الهامش ولن يسجل حضور يذكر وغادر الصحافة كونه غريب عنها وهي بطبيعتها لا تحب الدخلاء ..هذا الرجل دخل غرفتي في يوم من الايام حاملا ملفا لتحقيق صحفي او ما يسمى الصحافة الاستقصائية اليوم ولما قرأت التحقيق وجدته مكتوبا بلغة سليمة وقد روعيت فيه المهنية إلى حد مقبول لكن قلبي لم يكن مطمئنا لهذا الموضوع لان المادة فوق طاقة ومعرفة صاحبنا لكني مضطرا لقبولها ما دمت لا أملك ما يدحض قوله بأنه هو من أنجز المادة وفعلا اخذت المادة طريقها للنشر وعند صدور عدد الصحيفة رن حرس الهاتف في مكتبي واذا على الطرف الآخر احد الزملاء من مدينة الموصل معاتبا لي على ظهور موضوعه باسم شخص آخر وعند العودة إلى صاحبنا انكر انه سرق الموضوع من الزميل الموصلي لكن الزميل أصر على موقفه مقدما بقية صور الموضوع التي كان يحتفظ بها وبعد الاستفسار من إدارة الصيحفة عن كيفية استلام البريد الخارجي تبين ان صاحبنا صادف وجوده عند مكتب الاستعلامات عند حضور موزع البريد وانه تبرع باستلام البريد واختار أضخم مغلف فيه حيث انه قام فقط بإعادة كتابة التحقي الصحفي وتثبيت اسمه عليه.
هنا وامام هذه الحالة كان لزاما ان اتخذت قرارا بإحالة هذا الشخص إلى لجنة تحقيقية وبعد ثبوت سرقته للموضوع تم أنهاء عمله في الصحيفة كونه كان على نظام المكافأة الشهرية والكتابة لنقابة الصحفيين لترقين قيده ومنعه من مزاولة العمل الصحفي لان الصحافة أمانة ومسؤولية وشرف .
فماذا تقول اليوم شبكة الإعلام ونقابة الصحفيين وهي ترى وتسمع ان احد (الإعلاميين ) قد تقاضا فقط مبلغ اربعة مليارات دينار كرشوة لأيقاف حملة إعلامية كان شنها على احد المتهمين بسرقة مالية كبيرة!!
فهل نسمع ونرى إجابة وقرارات حاسمة سريعة من شبكة الإعلام ونقابة الصحفيين بتنظيف الوسط الصحفي والاعلامي من الدخلاء والفاسدين وحماية سمعة الصحافة والاعلام من هؤلاء ؟