أسرار هدنة الحرب الروسية الأوكرانية.. ومكاسب موسكو منها

تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون في الحرب الروسية الأوكرانية على تسريع شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا ، حتى مع المخاطرة بإغضاب روسيا.

 أدانت موسكو المساعدة العسكرية الغربية  في الحرب الروسية الأوكرانية لحكومة كييف باعتبارها مشاركة مباشرة وملتزمة بشكل متزايد في حرب ستستمر عامًا واحدًا وتهدد بالاستمرار دون أن يتمكن أي من المتنافسين من الانتصار في ساحة المعركة.

لا توجد مؤشرات في أوكرانيا على وقف دائم لإطلاق النار في الحرب الروسية الأوكرانية، واتضح أن هدنة عيد الميلاد الأرثوذكسية التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانت فاشلة. 

لم يتجاهل الجيش الأوكراني فقط وقف إطلاق النار الروسي المؤقت والأحادي الجانب لعيد الميلاد الأرثوذكسي ، والذي لم يوافق كييف ، من ناحية أخرى ، على احترامه.

واصلت القوات المسلحة الروسية نفسها في الحرب الروسية الأوكرانية، في الوقت الذي قللت فيه من حجم ضرباتها الصاروخية وطائرات بدون طيار ضد المدن الأوكرانية ، بعض العمليات الرئيسية في منطقة دونباس،  حتى مجموعة فاجنر شبه العسكرية ، أحد رؤوس حربة القوات المسلحة الروسية ، تفاخرت بالاستيلاء على بلدة من الأوكرانيين بمجرد بدء الهدنة. 

تقع سوليدار على بعد 15 كيلومترًا فقط من مدينة باخموت المحاصرة ، المدينة التي دافع عنها جنود أوكرانيون يمكن أن يؤدي أسرهم إلى تحويل الحرب لصالح روسيا على جبهة دونباس في شرق أوكرانيا.

إن القبض على سوليدار من قبل المرتزقة الروس من مجموعة فاجنر ، إذا تم تأكيده ، يمكن أن يطوق القوات الأوكرانية التي كانت تدافع عن باخموت منذ شهور. 

وأصبحت باخموت المحاصر رمزا للمقاومة الأوكرانية في شرق البلاد في الحرب الروسية الأوكرانية، وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن جيشها يحترم الهدنة ، لكنها وصفت أنها تقوم بهجوم مضاد ورد بالمدفعية حيث تعرضت قواتها للمضايقات.

 وكانت حكومة كييف قد وصفت إعلان بوتين عن وقف إطلاق النار المؤقت بأنه "نفاق" وأشارت إلى أنه "فخ" من قبل القوات المسلحة الروسية لإعادة تجميع صفوفها ومحاولة كسر الجبهة التي يزيد طولها عن 1100 كيلومتر في هلال أوكرانيا الشرقية التي يحتلها الكرملين. 

في ظل هذه الظروف في الحرب الروسية الأوكرانية، وعندما يستعد الطرفان لحرب الشتاء ، فإن الإعلانات عن زيادة جديدة في المساعدات العسكرية الأوروبية والأمريكية لأوكرانيا تعزز فكرة أن جيش كييف يستعد لانقلاب كبير، خيث إن طبيعة جزء من تلك المساعدة ، مع الدبابات الأمريكية والفرنسية والألمانية والمدرعات - الخفيفة ، ولكن مع قدرة كبيرة على الحركة وقوة نيران عالية - ووصول المزيد من بطاريات صواريخ باتريوت لحماية المؤخرة ، تشير إلى أن القيادة العليا الأوكرانية على استعداد للاستفادة من التردد الروسي في عبور خط المواجهة.

تبلغ المساعدة العسكرية الجديدة لواشنطن ، التي أعلن عنها وزير الخارجية أنطوني بلينكين ، 3.75 مليار دولار وهي أكبر بند من هذا القبيل توافق عليه الولايات المتحدة في حزمة واحدة.

ليست مخصصة فقط لأوكرانيا ، ولكن أيضًا لبعض الدول التي تشكل الجناح الشرقي لحلف الناتو ، مما يبعث برسالة واضحة إلى موسكو مفادها أن الحرب في أوكرانيا هي مسألة ذات اهتمام مباشر بأمن الحلف الأطلسي. وستتلقى أوكرانيا الجزء الأكبر من تلك المساعدة العسكرية للحرب الجارية ، أكثر من 2.85 مليار دولار.

 سيتم تخصيص 225 مليون دولار أخرى لتحديث الجيش الأوكراني في المستقبل ، و 682 مليون دولار ستذهب إلى هؤلاء الحلفاء الإقليميين على الجناح الشرقي لحلف الناتو ، خاصة للمساعدة في شراء أسلحة لتجديد المخزونات التي تم إفراغها لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا ، بالإضافة إلى ذلك ، لتتمكن من إرسال المزيد من الأسلحة للحرب.

كما أشار بلينكين ، ستزود الولايات المتحدة الجيش الأوكراني بدبابات برادلي القتالية ، المصممة خصيصًا لدعم المشاة ، بالإضافة إلى مدافع الهاوتزر ذاتية الدفع وناقلات الجند المدرعة وصواريخ أرض جو وكميات كبيرة من الذخيرة وغيرها من الأجهزة. حربي. أي جزء كبير من إمدادات الحرب اللازمة لشن حملة.

تُعرف الدبابات القتالية الرئيسية في برادلي ، التي تتمتع بسجل طويل وناجح في كل من حربي الخليج ، باسم "قتلة الدبابات". 

تسببت مدافعها عيار 25 ملم وصواريخ تاو المضادة للدبابات المضمنة في ترسانتها في وقوع المزيد من الخسائر في صفوف المدرعات العراقية أكثر من أبرامز الأقوى ، مع قوة نيران أكبر ، ولكن ليس مع قدرة برادلي على الحركة. ومن المتوقع أن ترسل الولايات المتحدة خمسين دبابة من هذه الدبابات في الوقت الحالي. في خطابه مساء الجمعة ، رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بحماس بإعلان بلينكن: إنه "حزمة (أسلحة) قوية للغاية". قال زيلينسكي: "للمرة الأولى ، سيكون لدينا مركبات برادلي المدرعة ، وهذا بالضبط ما نحتاجه. أسلحة وذخيرة جديدة ، بما في ذلك أسلحة عالية الدقة. صواريخ جديدة وطائرات بدون طيار جديدة. تصل في الوقت المحدد ، بكامل قوتها" .