السودان.. مخاوف من تجدد الاشتباكات القبلية غرب دارفور
عبر عشرات المسلحين الحدود التشادية مع السودان، ليتمركزوا في مناطق تابعة لولاية غرب دارفور، مما أثار المخاوف من تجدد الاشتباكات القبلية.
نقلت وسائل إعلام سودانية عن مصادر أمنية قولها إن المسلحين يتبعون لحركات وقعت على اتفاق السلام في إقليم دارفور.
وعلى الرغم من وجود القوات المشتركة السودانية التشادية على الحدود، فإن مناطق غرب دارفور الواقعة على الحدود الطويلة الرابطة بين البلدين تشهد انفلاتا أمنية ونشاطاً مكثفاً لجماعات مسلحة تنشط في عمليات النهب وقتل المواطنين.
وبحسب المصادر ذاتها فإن مواطنين في مناطق "أبو عرديبة وبئر سليبة والطويل" الواقعة شمال مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور أبلغوا القوات المشتركة بمشاهدتهم عشرات الأشخاص يستغلون دراجات نارية ويحملون أسلحة ثقيلة وصلوا من مناطق تشادية وتمركزوا داخل الأراضي السودانية، محذرة من عواقب وخيمة لاختراق الحدود المشتركة.
من جانبه، قال نائب والي غرب دارفور، التجاني الطاهر كرشوم، إن المسلحين الذين تجمعوا في منطقة "الطويل" يتبعون لبعض الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية جوبا دون أن يسمها.
وأشار إلى أن بعض المنضمين للعملية السلمية حشدوا قواتهم في الحدود خلال الأيام الماضية دون إخطار سلطات الولاية.
وكانت منطقة "بئر سليبة" قد شهدت في أغسطس/آب الماضي مقتل 18 من الرعاة وإصابة 17 آخرين إثر هجمات شنتها جماعات تشادية مسلحة، وأثارت الحادثة حينها حالة من الغضب.
وعقب الحادث عقد مجلس الأمن والدفاع السوداني اجتماعا طارئا برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ومشاركة لجنة أمن ولاية غرب دارفور، ونائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، ليعلن عقب ذلك اتخاذ تدابير أمنية بينها نشر تعزيزات عسكرية مكثفة على الحدود كما استدعت وزارة الخارجية السفير التشادي في الخرطوم وأبلغته احتجاجها على مقتل الرعاة.
وكشف كرشوم عن اتخاذ حكومة ولاية غرب دارفور لإجراءات وقائية لمنع وقوع أي اشتباكات مسلحة بما في ذلك الاتصال بقيادات الحركات المسلحة لتسحب قواتها من تلك المنطقة.
وكانت حرب أهلية قد اندلعت في العام 2003 بين نظام الرئيس السابق عمر البشير، ومتمرّدين من الأقليات العرقية خلّفت حوالي 300 ألف قتيل وحوالي 2,5 مليون نازح، وفقاً لتقديرات أممية.
وارتفعت وتيرة الصراعات القبلية عقب عزل البشير من الرئاسة عام 2019.
وأسفرت النزاعات القبلية عن مقتل أكثر من 900 شخص وإصابة ألف وتشريد حوالي 300 ألف هذا العام، وفقاً لتقرير أممي صدر حديثاً.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020 تم توقيع اتفاق السلام في إقليم دارفور برعاية مجلس السيادة الانتقالي.