الحياد المناخي وقضايا أمن الغذاء والطاقة.. أبرز أهداف قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة
انطلقت اليوم بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعدد من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء، قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة لبحث أجندة مؤتمر COP28 وسبل تمهيد الطريق نحو الحياد المناخي.
ويأتي ذلك تمهيدا للإعلان عن الاستراتيجية الخاصة بمؤتمر الأطراف COP28 الذى سيعقد فى دبى نهاية نوفمبر المقبل.
وتعد قمة الاستدامة هي الحدث الأبرز ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي يقام خلال الفترة من 14 إلى 19 يناير/كانون الثاني الجاري.
أهداف قمة الاستدامة
وتركز القمة على كيفية توسيع نطاق ودور التقنيات المبتكرة والنوعية، والتأكيد على أهمية الشراكات الدولية، ومناقشة قضايا أمن الغذاء والطاقة، وكيفية تشكيل هياكل مالية عالمية تسهم في تحفيز العمل المناخي.
وتناقش سبل تأمين إمدادات مستقرة للطاقة بالتوازي مع جهود تحقيق الحياد المناخي.
وتوفر هذه القمة فرصة فريدة لبناء حوار مستمر بين الأطراف الرئيسية المعنية وترجمة التعهدات إلى حلول عملية.
اجتماع قادة العالم في الإمارات
شارك فى الحفل الافتتاحى كل من، ون سوك يول رئيس كوريا الجنوبية، وإلهام علييف رئيس أذربيجان، وجواو مانويل لورينسو رئيس أنجولا، وأمينة محمد، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، ومارثا بوبي، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الأفريقية، والسفير سامح شكرى رئيس مؤتمر شرم الشيخ للمناخ cop27، ووزير الخارجية المصري، وجون كيرى المبعوث الرئاسى الخاص لشؤون المناخ ووزير الخارجية الأمريكى السابق، د.محمود محيى الدين رائد المناخ لقمة شرم الشيخ cop27 ، وفريدريك كيمب، الرئيس والمدير التنفيذى للمجلس الأطلسي.
وشهد الشيخ محمد بن زايد ورؤساء ازربيجان وكوريا الجنوبية وأنجولا تسليم جائزة زايد للاستدامة فى مجالات التنمية المستدامة والطاقة المستدامة والبيئة فى مشروعات دعم المجتمعات للنهوض والتنمية ، وتشمل عدة مجالات للأفراد والشركات والمدارس.
و"القمة العالمية لطاقة المستقبل" تستمر حتى 18 يناير 2023 بمشاركة قادة قطاع الطاقة، والمبتكرين وخبراء، كما تشتمل القمة العالمية لطاقة المستقبل على معرض موسّع يوفر منصة للشركات التى تقدم حلولاً لأهم التحديات التى يواجهها القطاع، ومعرض ومنتدى معالجة النفايات "إيكوويست"، الذى يركز على الإدارة المستدامة للنفايات من خلال نهج الاقتصاد الدائري، ومعرض ومنتدى المياه، الذى يسلط الضوء على الحلول العالمية للأمن المائى فى المناطق الجافة.
وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر المناخ cop28 ، فى كلمته بحقل الافتتاحً، أن العالم بعيد للغاية عن المسار الصحيح، لتفادى تجاوز ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض عتبة 1.5 درجة مئوية، ومتأخراً فى تنفيذ الهدف الرئيسى لاتفاق باريس، موضحاً أن تحقيق هذا الهدف، يتطلب خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 43% بحلول عام 2030.
وشدد الجابر على أنه برغم التحديات والتهديدات الواضحة الناجمة عن تغير المناخ، فهناك فرصة عظيمة للعالم لا يجب أن تمر دون الاستفادة منها، متسائلا: هل العالم قادر على أن يخفض الانبعاثات السنوات الست المقبلة حتى نصل 2030 الانبعاثات إلى النصف ، مجيبا (نعم) ، مؤكدا قدرة العالم فى حال توافر التعاون والعمل الجاد والإسراع فى اتخاذ القرارات للوصول لانبعاثات 50%
وإضاف الجابر أن هناك فوائد اقتصادية كبيرة للاستثمار فى الطاقة النظيفة والعمل المناخي، مشيراً إلى قصة نجاح دولة الإمارات فى النظر إلى العمل المناخى كركيزة أساسية ضمن خططها التنموية.
ومن جانبه أكد إلهام علييف رئيس أذربيجان، أن الامارات من أهم الدول فى مجالات الاقتصاد الاخضر والطاقة النظيف، موضحا أن بلاده لديها برنامج طموح لخلق جزءا اقتصاديا صديقًا للبيئة، وقد قاموا بالعمل مع العديد من الدول ورفع معدل إنتاج الغاز الطبيعى لأذربيجان وإصبحت مركزا للطاقة المتجددة فى الاقليم
حيث يتم حاليا إنتاج 10 جيجاوات من طاقة الرياح حاليا، و27 جيجاوات من الطاقات ، ولديهم خطط للوصول إلى 200 جيجاوات من الطاقة المتجددة، حيث وضعوا خريطة طريق وتحويل الشراكة مع بعض الدول لتطوير طموحات زيادة الطاقة المتجددة الفترة الاخيرة ، منها بناء كابل للدول أوروبا بطاقة ٤ جيجاوات من الطاقة المتجددة.
الإمارات تستعد لاستضافة COP28
وتأتي قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 في إطار استعدادات دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، والتي ستقام خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.
وسيشهد مؤتمر الإمارات للمناخ COP28 إجراء أول مراجعة عالمية لاتفاقية باريس للمناخ، حيث سيتم تقييم مدى التقدم الذي أحرزته الدول في إطار خططها المناخية الوطنية.
وفي تصريحات سابقة قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر": "تأتي قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة في وقت يعد العالم فيه أحوج ما يكون إلى جمع قادة العالم وممثلي مختلف قطاعات الأعمال والجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، من أجل مناقشة سبل وفرص معالجة قضية تغير المناخ التي تعد الأكثر إلحاحًا في عصرنا الحالي".
وتابع "من أجل ذلك حرصنا في "مصدر" بصفتنا المضيف الرسمي لأسبوع أبوظبي للاستدامة أن نوجه الدعوات للقادة من جميع أنحاء العالم لحضور قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة لعام 2023، ونتطلع إلى الترحيب بهم في واحدة من أكثر دورات القمة تأثيرا وأهمية حتى يومنا هذا، وذلك في الوقت الذي نحتفي فيه معًا بعقد أول قمة حضورية لأسبوع أبوظبي للاستدامة منذ عام 2020".
فاعليات أسبوع أبوظبي للاستدامة
وبالإضافة إلى قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة سيتضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023، الذي تستضيفه شركة “مصدر” الرائدة في مجال الطاقة النظيفة، سلسلة من الفعاليات التي ستقام على مدار الأسبوع والتي تسعى إلى إشراك جميع فئات المجتمع.
وتضم فعاليات الأسبوع كذلك مبادرة «ابتكر»، ومركز شباب من أجل الاستدامة من 16 إلى 18 يناير الحالي، وملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجدّدة فى 17 يناير، وقمة الهيدروجين الأخضر، وملتقى أبوظبى للتمويل المستدام فى 18 يناير الجاري.
وساهم أسبوع أبوظبي للاستدامة منذ إطلاقه في عام 2008 في تثقيف وتحفيز عشرات الآلاف من المشاركين على مدار دوراته السنوية، وذلك من خلال توفير منصات للحوار والنقاش وتحفيز العمل المشترك لوضع حلول لتحديات الاستدامة الأكثر إلحاحا في العالم.
وشهد أسبوع أبوظبي للاستدامة خلال العام الماضي حضور 30 ألف شخص ونحو 600 متحدث وممثل عن 150 دولة.
ويعد الأسبوع أحد أبرز الفعاليات العالمية التي تنطلق من قناعة راسخة بأهمية التعاون لمعالجة التحديات العالمية.
وسوف يسهم أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 الذي تستضيفه "مصدر"، بدور حيوي في ضمان المحافظة على زخم الاهتمام وتعزيز الجهود في الفترة التي تفصل بين انعقاد مؤتمري المناخ (كوب 27) و (كوب 28)، حيث سيوفر منصة لتحفيز الحوار الفعال بين مختلف الشركاء حول العالم من أجل التوصل إلى حلول عملية لمواجهة التحدي المناخي بالتوازي مع تحقيق التنمية من أجل تحقيق الحياد المناخي في المستقبل.
ولقد شهد أسبوع أبوظبي للاستدامة منذ انطلاق فعالياته قبل أكثر من عقد من الزمن، تطوراً كبيراً ليصبح واحداً من أكبر التجمعات المعنية بالاستدامة في العالم من خلال القمم والمؤتمرات والفعاليات التي تقام تحت مظلته، ليغدو منصة عالمية تسهم في تحفيز العمل المناخي وتسريع وتيرة التنمية المستدامة حول العالم.