لقاء أخوي لقادة الخليج ومصر والأردن بالإمارات
استضاف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الأربعاء، لقاء أخوي تشاوري مع عدد من قادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر في العاصمة أبوظبي.
فقد جرى اللقاء مع سلطان عمان هيثم بن طارق وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ويهدف اللقاء الذي عقده القادة في العاصمة أبوظبي تحت عنوان "الازدهار والاستقرار في المنطقة" إلى ترسيخ التعاون وتعميقه بين دولهم، في جميع المجالات التي تخدم التنمية والازدهار والاستقرار في المنطقة.
واستعرض القادة عدداً من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك والتحديات التي تشهدها المنطقة سياسياً وأمنياً واقتصادياً وأهمية تنسيق المواقف وتعزيز العمل العربي المشترك في التعامل مع هذه التحديات.
وأكد القادة الروابط التاريخية الراسخة بين دولهم، في مختلف المجالات، والحرص المتبادل على التواصل والتشاور والتنسيق المستمر تجاه مختلف التحولات في المنطقة والعالم.
كما أكدوا رؤيتهم المشتركة لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة وإيمانهم الراسخ بأهمية التواصل لأجل البناء والتنمية والازدهار. مشددين على أهمية الالتزام بقواعد حسن الجوار واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وشدد القادة على أن التعاون وبناء الشراكات الاقتصادية والتنموية بين دولهم وعلى المستوى العربي عامة هو المدخل الأساسي لتحقيق التنمية وصنع مستقبل أفضل للشعوب في ظل عالم يموج بالتحولات في مختلف المجالات.
العلاقات الإماراتية المصرية
الإمارات ومصر.. 50 عاماً من العلاقات المتينة والروابط التاريخية
ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية بعلاقات تاريخية متميزة تمتد لأكثر من 50 عاماً، أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، إيماناً منه بمكانة مصر ودورها المحوري في المنطقة.
وتعود العلاقات الثنائية بين البلدين إلى ما قبل إعلان الاتحاد سنة 1971، حيث جمع بين الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، والمغفور له الشيخ زايد آل نهيان "طيب الله ثراه"، علاقة أخوية تعكس القيم المشتركة والاحترام المتبادل بين الشعبين الشقيقين. كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" شديد الإيمان بدور مصر المحوري والرائد عربياً وإقليمياً، وقدم الدعم لشعبها بعد حرب 1967، وكانت له مساهمات عديدة في عمليات الإعمار وتمكين القطاعات الحيوية كافة، بما فيها توفير المقومات الضرورية للقوات المسلحة المصرية.
وشهدت فترة السبعينيات نموذجاً متميزاً في العلاقات الثنائية، حيث كانت الروابط بين دولة الإمارات ومصر مثال يحتذى في العلاقات بين الدول العربية. وكان دعم الشيخ زايد "طيب الله ثراه" لمصر بمبلغ 100 مليون دولار بهدف إعادة إعمار محافظات قناة السويس كافة، من المواقف الخالدة في مسيرة العلاقات المشتركة، الأمر الذي دفع القيادة المصرية لإطلاق اسم "الشيخ زايد" على مدينة كاملة عام 1976.
وتواصلت العلاقات الإماراتية المصرية في فترة حكم الرئيس المصري محمد حسني مبارك نموذجاً للاحترام المتبادل والتعاون السياسي والاقتصادي والتجاري، لا سيما تحت مظلة أواصر الصداقة التي تربط بين قادة البلدين خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات.
ومع تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منصب القيادة في مصر سنة 2014، صار لدى البلدين إيمان كامل بأن «الاستثمار في الاستقرار» هو أفضل طريق لبناء المستقبل في المنطقة العربية، ولهذا عمل البلدين بشكل دائم من أجل تعزيز العمل العربي المشترك، وتوحيد الصوت العربي في مواجهة كافة التحديات.
وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، افتتاح وتدشين مختلف القواعد العسكرية المصرية الجديدة، بداية من مشاركته في افتتاح قاعدة «محمد نجيب العسكرية» في يوليو 2017، مروراً بمشاركة سموه في افتتاح قاعدة «برنيس» على البحر الأحمر في يناير 2020، وحتى حضور سموه افتتاح قاعدة «3 يوليو» العملاقة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في العام الماضي (2021)، وهو ما يؤكد ويعكس قوة وخصوصية العلاقات المصرية - الإماراتية في جميع المسارات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وشهدت الفترة الأخيرة تعاوناً غير مسبوق في المجال العسكري بين مصر والإمارات، حيث شاركت قوات البلدين البحرية والجوية والبرية في سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة كان أبرزها فعاليات التمرين العسكري المشترك «زايد 3» في مايو 2021، وكذلك مشاركة القوات الإماراتية في فعاليات التدريب المشترك «سيف العرب» في 22 نوفمبر الماضي، كما نفذت القوات المسلحة الإماراتية والمصرية التدريب العسكري المشترك «صقور الليل» في نوفمبر 2019، وفي 25 يوليو 2018 انطلقت فعاليات التدريب البحري المشترك «استجابة النسر 2018»، وقبلها في أبريل.
من العام ذاته، جرت فعاليات التدريب البحري المصري الإماراتي المشترك «خليفة 3»، وغيرها الكثير من التدريبات والمناورات المشتركة بين البلدين.
ويسير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ووصيته التي قال فيها: «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.. إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة»، كما يواصل فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي النهج المصري الثابت والراسخ في تعزيز العلاقات المتميزة والوطيدة مع دولة الإمارات على كافة المستويات، وفي مختلف المجالات.
واستكمالا لمسيرة العلاقات المتينة بين البلدين، وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في "قمة أبو ظبي"، والتي ستجمع قادة مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجى.
العلاقات الإماراتية الأردنية
ترتبطُ المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات أخوية وطيدة وشراكة إستراتيجية أرسى دعائمها كلا من قيادتي البلدين وتتميز العلاقة بين الدولتين بثباتها وقِدمها.
العلاقات بين الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي
سبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات، التي انطلق منها مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال عام 1981، حريصة منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على كل ما من شأنه أن يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك بما يحقق الأمن والاستقرار والرفاهية والازدهار لشعوب المجلس.