لبنان يفقد التصويت بالأمم المتحدة.. أسباب وانتقادات وتعليق من الخارجية
آثار إعلان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش عن تأخر فنزويلا ولبنان وجنوب السودان سداد مستحقات لميزانية تشغيل المنظمة الدولية.
وأدى قرار جوتيريش، إلى خسارة لبنان في التصويت بالجمعية العامة المكونة من 193 عضواً.
سبب فقد لبنان التصويت بالأمم المتحدة
وفقد لبنان حقه بالتصويت في الأمم المتحدة بسبب تأخره عن سداد مستحقات لميزانية تشغيل المنظمة الدولية بقيمة 1.835 مليون دولار.
وبحسب المادة 19 من ميثاق الأمم المتحدة؛ لا يكون للعضو الذي يتأخر عن سداد اشتراكاته المالية في المنظمة، حق التصويت في الجمعية العامة، إذا كانت قيمة المتأخر عليه تساوي قيمة الاشتراكات المستحقة عليه في السنتين الكاملتين السابقتين أو تزيد عنها.
دول تفقد حق التصويت بالأمم المتحدة
وخضعت مؤخراً 9 دول أعضاء لأحكام المادة 19، وهي: لبنان، وفنزويلا، وجنوب السودان، ودومينيكا، وغابون، وغينيا الاستوائية، وجزر القمر، وسان تومي وبرينسيبي، والصومال. إذ تمّ حرمان الدول الست الأولى من التصويت، بينما سمحت الجمعية العامة للدول الثلاث الأخيرة بالتصويت حتى نهاية الدورة 77.
وفقاً لقرار صادر في أكتوبر 2022؛ يمكن الاستثناء والإبقاء على حق الدولة العضو بالتصويت في الأمم المتحدة، إذا اقتنعت بأنَّ التأخر في السداد ناشئ عن أسباب خارجة عن إرادة الدولة، وأسهمت في عجزها عن الدفع.
أول تعليق من الخارجية اللبنانية عن فقدان التصويت
في وقتٍ لاحق، غرّدت وزارة الخارجية اللبنانية على حسابها على منصة "توتير" بأن "سائر المراحل الخاصة لتسديد المبلغ المطلوب قد أُنجزت"، مضيفةً أنه بعد الاتصالات مع رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية، "تبيّن أن عملية الدفع النهائية ستتم مباشرةً بما يحفظ حقوق لبنان في الأمم المتحدة".
لبان يعاني من أزمة مالية
ويعاني لبنان من انهيار مالي واقتصادي على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، عندما تحوّلت عقود من سوء الإدارة والفساد إلى أزمة مصرفية وديون وعملات متزامنة.
وانكمش الاقتصاد اللبناني 60%، وفقدت الليرة أكثر من 90% من قيمتها منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر 2019 بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وامتناع المصارف عن إعطاء المودعين أموالهم بالدولار.
وفقاً لتحليل صادر الجمعة عن "منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة"؛ يواجه نحو مليوني شخص في لبنان، منهم 1.29 مواطن لبناني، و700 ألف لاجئ سوري، انعداماً بالأمن الغذائي في الوقت الراهن، كما توقَّع تدهور الوضع خلال الأشهر المقبلة، نظراً لانخفاض قيمة العملة اللبنانية، وإلغاء الدعم، وارتفاع تكاليف المعيشة، مما يمنع الأسر من الحصول على ما يكفي من الطعام والاحتياجات الأساسية اليومية.
عدد مرات فقدان لبنان التصويت بالأمم المتحدة
هذه المرّة الثانية التي يفقد فيها لبنان، وهو من الدول المؤسسة للأمم المتحدة، حقه بالتصويت في الآونة الأخيرة، واستعاد هذا الحق مطلع عام 2020، بعد دفع جزء من ديونه المستحقة للمنظمة الدولية.
النواب اللبنانيين يهاجمون الحكومة بسبب قرار الأمم المتحدة
وانتقد نواب موقف الحكومة، معتبرين أن الإعلان الأممي هو "تكريس لخروج البلاد من النظام العالمي، وإعلان أننا دولة فاشلة".
وفي تعقيبه، قال النائب جورج عدوان عضو تكتل "الجمهورية القوية" عبر حسابه على "تويتر": "لبنان يفقد حقه في التصويت في الأمم المتحدة، بعدما هدرت حكومته نحو 22 مليار دولار منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، على الدعم والتهريب والفساد".
أضاف ساخرا: "إنها فعلا منظومة المحافظة على علاقات لبنان الدولية والعربية ويجب أن تستمر في الحكم".
ومن جهته، قال النائب شوقي دكاش عضو تكتل الجمهورية القوية: "عندما تعلن الأمم المتحدة أن لبنان وجنوب السودان وفنزويلا فقدت حق التصويت في الجمعية العامة لعدم تسديد مستحقاتها، نكون نكرس خروجنا من النظام العالمي، ونعلن أننا دولة فاشلة".
وزاد النائب عبر حسابه الرسمي على تويتر: "ومع ذلك لا يخجلون ويدفعون البلد إلى مزيد من الانهيار".
وغرد النائب إلياس حنكش عضو حزب "الكتائب"، عبر حسابه على "تويتر": "لبنان يفقد حقه بالتصويت في الجمعية العامة بسبب تراكم المستحقات، رحم الله شارل مالك (دبلوماسي ومفكر لبناني)، من حظه أنه رحل قبل أن يصل لبنان إلى هذا المستوى المنحدر على الصعيد الأممي".
لبنان يفشل في انتخاب رئيس للبلاد
ولم يتمكن لبنان من عبور فترة الشغور الرئاسي بعد 11 جلسة برلمانية لانتخاب خلف للرئيس المنتهية ولايته ميشال عون الذي رحل عن منصبه بنهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.