مطربة شهيرة تروي بالدموع قصة مقتل ابنها الجامعي بأم درمان... التفاصيل
كشفت الفنانة لوشيا جبريل التفاصيل الكاملة والمؤثرة، المثيرة والحزينة جداً حول مقتل أبنها الطالب الجامعي (مهند السر) الذي يدرس بكلية (بخت الرضا- قسم الاقتصاد)، كشفت قصة مقتله بالثورة شمال مدينة أم درمان بعدة طعنات بآلة حادة في مناطق متفرقة من جسده النحيل.
مما أدي إلى وفاته متأثراً بالجراح التي تعرض لها في تلك الأثناء. وقالت : ما أن جئت من مدينة (جوبا) إلى (الخرطوم) إلا وبدأت في بحث مضني عن الشخص المتهم بقتل ابني (مهند), وكان أن بدأت رحلة البحث من خلال صديقه وزميله في كلية (بخت الرضا)، والذي تواصلت معه باعتبار أنه اخر من ألتقي به قبل أن ترتكب في حقه جريمة القتل البشعة، وعندما سألته عن المبلغ المالي الذي أرسلته له من جنوب السودان؟ رد قائلاً : لم تكن لدي (مهند) أموال لحظة حضوره إلى منزلنا بالثورة شمال مدينة امدرمان، وأردفت السؤال بآخر أين هاتفه السيار؟ فقال : لم يكن بطرفه هاتفاً سياراً، وفي اليوم التالي من هذا الحوار الذي دار بيني وبينه أحضر صديق وزميل مهند مبلغ (15) ألف جنيه،
فسألته من أين أتيت بها؟ فقال : كانت لدي صحاب الدكان بالمنطقىة التى نسكن فيها، ومن ثم أحضر لنا هاتفاً نقالاً مغلقاً، وعندما أردت فتحه طلب مني أن لا أفعل، مؤكداً بأن الهاتف جديد، ولا يوجد فيه شيئاً، عموماً صدقته، واستجبت لرغبته، ومن ثم خرج من منزلي إلا أن ابني (ماهر) لحق به في الشارع العام، وطلب منه أن يفتح نمط إغلاق الهاتف، وكان أن فتح (الشفرة)، مما يؤكد أن (الرَّقَم السري) لا يعرفه إلا صاحب الهاتف الذكي، المهم إنني تصفحت الهاتف المحمول، فوجدت فيه رسائل صوتية.
استطردت : من خلال تواصلي مع ابني (مهند) عبر الإتصالات الهاتفية، سألته لماذا تذهب من الكلية مع صديقك وزميلك إلى منزلهم بمنطقة الثورة بمحلية كرري؟ ، فرد على قائلاً : أفعل لأنني أعمل معه في مجال العمل الحر في تلك المنطقة، فأرفدت سؤالي بآخر لماذا تعمل وأنا أرسل لك المبالغ المالية من دولة جنوب السودان؟ فقال : رغماً عن ذلك أود الإعتماد على نفسي، عموماً في ذلك اليوم تلقيت اتصالاً هاتفياً من ابني (مهند)، وأكد من خلاله أنه سيعود للدراسة بكلية (بخت الرضا)، وذلك بعد أن قضي فترة إجازة منها، فما كان مني إلا وأن أرسلت له مبلغ مالي يوم (جمعة)، وكان أن ذهب إلى الصرافة إلا أنه وجدها مغلقة، وكان أن عاود الإتصال بي، وأكد أنه وجدها لا تعمل، المهم أنه ذهب إليها يوم (السبت) يرفقة عمه، وصرف منها المبلغ، وبعد ذلك اتصل على صديقه وزميله للعودة إلى الدراسة، فأكد له بأن الدراسة تم تأجيلها، وكان أن طلب من ابني الإتيان إليه في منطتقتهم، وكان أن ذهب إليه، فما كان من ابني مهند إلا أن يستجيب لرغبة صديقه وزميله، وأثناء ما كان المجني عليه (مهند) داخل المنزل، جاء إليه صديقه وزميله، مؤكداً له بأن بناتهم خرجن لإحضار الماء، إلا أنهن تعرضن للمطاردة من بعض الشباب خارج المنزل، فما كان من (مهند) إلا وخرج مسرعاً إلى موقع الحدث لمعرفة ما يجري، وبشهامة أهلنا السودانيين تصدي إليهم إلا أنه تعرض للطعن بآلة حادة في مناطق متفرقة في جسده النحيل، ونتج عن ذلك قطع عصب رقبته وشرايين يديه، وطعن في الكلية، وقد وصلت الطعنات إلى أكثر من (5) طعنات تقريباً.
ومضت : ما أن جئت من (جوبا) إلا وسألت صديق وزميل (مهند) من الذي قتله؟، فقال : لم أكن موجوداً في اللحظة التي قتل فيها (مهند)، فاردفت السؤال بآخر ألم يذهب معك إلى العمل؟ قال : لا لم يذهب، ثم سألته مرة أخري إلا تعرف من قتلوه؟ قال : هم ليسوا من منطقتنا، إنما هم من منطقة (الكدرو)، فقلت : فقد سبق وقلت أنك لا تعرف القاتل؟ فرد قائلاً : أخي الأصغر هو الذي أكد لي ذلك، ثم جاء إلينا في منزلنا بالازهري – الخرطوم، وفي معيته مبلغ (15) ألف جنيه، فسألته من أين أتيت به؟، فقال : كان بحوزة صاحب الدكان في منطقتنا، ومن ثم سألته أين هاتف ابني المحمول؟، فما كان منه إلا أن أدخل يده في جيبه، واستخرج الهاتف النقال، وعندما استلمته وشرعت في فتحه قال : (يا خالتو ما تفتحي التلفون)، وكان أن استجبت لرغبته، ومن ثم خرج من منزلي، فما كان من ابني (ماهر) إلا أن يهرول خلفه ليطلب منه فك شفرة الهاتف (كلمة السر)، ومن المعروف بأن الرقم السري لا يحفظه إلا صاحب الجوال، وعندما تصفحنا الهاتف وجدنا صورة لابني مهند، وما تبقي من صور تخص صديقه وزميله وإخوانه وأصدقائه، بالإضافة إلى أرقام هواتف لا عِلاقة لها بابني مهند الذي ينتمي للسودان الشمالي من ناحية والده، ووجدنا مكالمة صوتية من الأسبوع الذي سبق مقتله، واتضح من خلالها بأنهم تحدثوا عن مواراة جثمانه في مقابر المسلمين، ومن شيعوه إلى مثواه الأخير، وكانوا يرتدون في تلك الأثناء جلاليب، وهذا يؤكد أنه ليس مسيحياً.