الجزائر تسعى لاجتذاب السياح الأجانب لكسب عائدات بالدولار
بعد إغلاق أبوابها لفترة طويلة أمام السياح الأجانب، تسعى الجزائر لاجتذابهم، حيث اتخذت سلسلة من الإجراءات؛ بهدف التشجيع على السياحة الصحراوية جنوب البلاد، سيرا على خطى السعودية التي فتحت أبوابها أمام السياح لأول مرة في عام 2019.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء في تقرير لها أنه وفقا لبيان لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية الجزائرية، تخطط البلاد؛ لتسهيل الاجراءات بالنسبة للمسافرين الدوليين.
وأعلن بيان الوزارة عن إقرار ترتيبات جديدة في منح التأشيرات السياحية للسياح الأجانب الراغبين في زيارة جنوب البلاد، بالتنسيق الوثيق مع مختلف القطاعات الوزارية والهيئات المعنية.
وبهذا الخصوص، تقرر تمكين الأجانب الراغبين في القيام برحلات سياحية بجنوب البلاد عن طريق وكالات السياحة والأسفار الوطنية المعتمدة، الاستفادة من تأشيرة التسوية مباشرة عند وصولهم إلى المنافذ الحدودية، لاسيما بالولايات الجنوبية (المطارات والمعابر البرية).
وأضافت بلومبرج أن هذه الخطوة بديل عن عملية بيروقراطية طويلة وغير مجدية قبل الوصول؛ ما يسمح للسياح باستكشاف المناظر الطبيعية المقفرة والآثار القديمة في أكبر دولة من ناحية المساحة في القارة الأفريقية.
وبحسب الوزارة، يستفيد السياح الأجانب المعنيون من وثيقة تسلم لهم عن طريق وكالاتهم السياحية، تسمح لهم بركوب الطائرات التابعة لمختلف شركات الطيران بالمطارات القادمين منها.
تأشيرات التسوية
كما يستفيد هؤلاء السياح الأجانب، مباشرة عند وصولهم، من تأشيرات التسوية بالمدة التي تتوافق مع فترة الرحلة السياحية المنظمة لهم.
والقرار ساري المفعول الآن، رغم أن موسم السياحة، الذي يهيمن عليه بشكل كبير حتى الآن المحليون وجزائريو الشتات، يغطى الأشهر الأكثر برودة والتي تبدأ في أكتوبر.
غير أن بلومبرج قالت إن هناك مشكلة، وهي أن الزائرين لن يتم الترحيب بهم إلا في جنوب البلاد الذي يغطي منطقة الصحراء؛ ما يعني أنه سوف يكون من الصعب السفر إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط وممارسة التزلج الشتوي في جبال الأطلس أو في العاصمة القديمة الجزائر.
ويتعين على السياح الحجز من خلال وكالة سفر معتمدة تعمل في الجزائر وسوف ترافقهم الشرطة، بحسب بيان الوزارة.
وذكر بيان وزارة الداخلية أن "الوكالات السياحية المعتمدة تقوم "بإدراج كل المعطيات المتعلقة ببرنامج الزيارة السياحية والمشاركين فيها من السياح الأجانب".
وفضلا على ذلك، تعمل السلطات المحلية للولايات المعنية على توفير المرافقة اللازمة لكل الفاعلين المعنيين، قصد ضمان سير الجولات السياحية المبرمجة في أحسن الظروف.
وأضافت بلومبرج أنه مع ذلك، تمثل هذه الخطوة تغييرا بالنسبة لدولة لم تسع أبدا لكي تصبح مقصدا سياحيا كبيرا مثل الجاراتين الإقليميتين المغرب ومصر.
وبينما كان الجزائريون يقومون ببناء فنادق جديدة ويكثقون الحملات لجذب سياحة على نطاق واسع في حقبة تسعينيات القرن الماضي، انزلقت الجزائر إلى حرب أهلية وحشية مع مسلحين إسلاموين واهتم الحكام المتعاقبون للدولة العضو في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بالداخل واعتمدوا على النفط لتمويل البلاد.
وصرح رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر، محمد أمين برجم هاتفيا لبلومبرج "الشكر لله! نحن مسرورون من هذا القرار الذي من المؤكد أنه سيكون له تأثير إيجابي على قطاع السياحة وعلى البلاد".
ويسهم قطاع السياحة الجزائري بـ5ر1 في المئة فقط في إجمالي الناتج المحلي، مقارنة بـ14% في تونس.