مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ألغام الحوثيين تخطف أرواح اليمنيين

نشر
الأمصار

في حادث متكرر على الأراضي اليمنية وقع اثنان من المدنيين بينهما طفل يبلغ ١٥ عاما واصيب طفل آخر يبلغ ١٢ عاما ضحية لانفجار ألغام  من مخلفات مليشيا الحوثي في محافظة الحديدة غرب اليمن . 
لم تكن تلك المرة الاولى التي يتعرض فيها اليمنيين لألغام الحوثيين فمنذ مطلع العام الحالي فقط، قتل وأصيب نحو ١٧ مدنيا غالبيتهم من الأطفال، بانفجار ألغام حوثية في عدد من مديريات محافظة الحديدة التي تعتبر الأكثر تفخيخا بالألغام.

مليوني لغم على أراضي اليمن

ولقد شهدت اليمن أكبر عملية زرع ألغام في الأرض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على يد مليشيا الحوثي وفق تقارير حقوقية .. حيث تزرع مليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن الألغام و العبوات الناسفة بمختلف أنواعها و أحجامها حتى "الفردية" المحرمة دوليا .. فلقد زرعت مليشيا الحوثي أكثر من مليوني لغم ، أدت إلى مقتل و إصابة ما يزيد عن ٢٠ ألف مدني. 
 

ولقد كشف فريق الخبراء الدوليين البارزين التابع للأمم المتحدة مؤخراً في تقريره المقدم لمجلس الأمن الدولي، أن "استخدام الحوثيين للألغام الأرضية بشكل عشوائي ومنهجي، لاسيما على طول الساحل الغربي، يشكل تهديداً مستمراً للسكان المدنيين". 

خبرة تفادي الألغام 

بمضي الوقت وسقوط آلاف الضحايا؛ باتت لدى اليمنيين خبرة كبيرة في تجنب الألغام. إلا أن هذه الخبرة لا تكفي أمام تفنن الميليشيات الحوثية في زرعها وتمويهها حتى على فرق نزع الألغام، وجاءت السيول لتنقلها خارج حقولها، لتتفاقم الكارثة، بينما تستمر الميليشيات في زرع مزيد منها لتفخيخ مستقبل حياة اليمنيين.

حيث شهد سبتمبر  الماضي سقوط عدد من المدنيين ضحايا للألغام الحوثية في مناطق متفرقة في اليمن.

التطهير مستمر

و لكن تظل محاولات تنظيف الأراضي اليمنية من الالغام مستمرة .. فلقد أعلن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام)، عن نزع 1167 لغماً في سبتمبر الماضي، منها 11 لغماً مضاداً للأفراد، و486 لغماً مضاداً للدبابات، و662 ذخيرة غير متفجرة، و8 عبوات ناسفة، ليرتفع عدد الألغام التي نُزِعت خلال أغسطس الماضي إلى 3709 ألغام.

وبحسب موقع «مسام» على الإنترنت؛ فإن عدد الألغام المنزوعة منذ بداية المشروع بلغ 356 ألفاً و24 لغماً زرعتها ميليشيات الحوثي في مختلف المحافظات والمناطق التي مرت منها.
 

خطط حديثة في زراعة الألغام

في غضون ذلك، كشف المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام فارس الحميري عن خطط وأساليب حوثية مستحدثة في زراعة الألغام، وبتقنيات جديدة لم تكن معروفة من قبل بهدف إلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية بالمواطنين والفرق الهندسية لنزع الألغام والعسكريين وحتى المواشي، مؤكداً أن الميليشيات جعلت مناطق عديدة تطفو على حقول من الألغام العشوائية، وبشبكات متنوعة.

واتهم الحميري الحوثيين بالاستمرار في عملية زرع الألغام بكل أشكالها، حيث نشروا مؤخراً ألغاماً بحرية باتجاه جزر يمنية قبالة ميدي في محافظة حجة، وباتجاه أرخبيل حنيش وقرب سواحل الخوخة في البحر الأحمر غرب البلاد، إضافة إلى زرع مزيد من الألغام في مداخل مدينة تعز الشرقية والغربية والشمالية.

ألغام محلية الصنع

وأوضح الحميري أن الحوثيين يعتمدون على زراعة الألغام محلية الصنع، وطوروا حديثاً هذه الألغام بشكل لافت، وهو على ما يبدو نتاج خبرات عسكرية أجنبية، حيث يزرعون ألغاماً حرارية وأخرى تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وألغاماً تعمل بالكاميرات، وبعضها مزود بمجسات ذات حساسية عالية، إضافة إلى العبوات المموهة بطرق احترافية.

ألغام تستهدف المدنيين

وينوه الحميري بأن زرع الحوثيين للألغام لم يكن لأغراض عسكرية، إذ إن عملية الزرع المفرطة استهدفت مناطق مأهولة وطرقات ومنشآت خدمية ومزارع ومناطق لرعي الماشية، دون أن يكون هناك تفريق بين هدف عسكري ومدني.

استهداف الفرق الهندسية

كما كشف أن الميليشيات الحوثية عمدت إلى استهداف الفرق الهندسية التي تعمل في مجال النزع والتطهير، وذلك بوضع أكثر من لغم، بعضها فوق بعض، ودفنها في التراب، وهذا يمثل أحد الأساليب لاصطياد العاملين في مجال التطهير، إضافة إلى زراعة أكثر من لغم بطريقة الربط المشترك بمجس واحد، وكذا ربط بعض حقول من الألغام بعدة كاميرات ليتم الانفجار بشكل متزامن ليحدث أكبر قدر من الخسائر.

الصعوبات مستمرة و المحاولات مستمرة 

وأضاف أن الفرق الهندسية تواجه صعوبات كبيرة في عمليات التطهير نتيجة التقنيات التي أدخلها الحوثيون في الألغام والشراك الخداعية والعبوات المموهة، حيث تسببت حوادث عدة في سقوط ضحايا بصفوف العاملين في مجال النزع.