صفقة إيني تفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية في قطاع النفط الليبي
يعول قطاع النفط الليبي على صفقة شركة إيني الإيطالية لفتح الباب أمام استثمارات جديدة لشركات النفط العالمية في البلاد.
واجهت ليبيا، خلال السنوات الـ10 الماضية، عزوفًا وتخارجًا لكبرى شركات الطاقة العالمية، في ظل عدم الاستقرار الأمني؛ ما دفع إنتاج النفط في البلاد إلى الانهيار.
وتوقّع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، توقيع المزيد من الصفقات مع الشركات الأجنبية بعد أن وافقت "إيني" على استثمار 8 مليارات دولار في مشروعات لاستخراج الغاز الطبيعي.
صفقة إيني
من المتوقع أن يوقّع قطاع النفط الليبي، غدًا السبت 28 يناير/كانون الثاني 2023، صفقة مع شركة إيني الإيطالية تستهدف تطوير حقلين للغاز في البحر المتوسط.
ويُترقب أن تشهد رئيسة وزراء إيطاليا، جورجا ميلوني، مراسم التوقيع على الصفقة خلال زيارتها إلى ليبيا في إطار جهودها لتأمين إمدادات النفط والغاز من منطقة شمال أفريقيا.
وعلى الرغم من إعلان وسائل إعلام إيطالية زيارة ميلوني إلى طرابلس؛ فإنه لم تُؤكَّد الزيارة بعد، والتي قد تُلغى، أو تُؤجَّل لاعتبارات أمنية.
تأتي زيارتها إلى ليبيا في أعقاب زيارة أخرى أجرتها إلى الجزائر، في بداية الأسبوع الجاري، مع وفد ضم الرئيس التنفيذي لشركة "إيني" الإيطالية، كلوديو ديسكالزي.
أوضح رئيس مؤسسة النفط في ليبيا أن الحقلين اللذين ستستثمر فيهما "إيني" سيستغرق تطويرهما نحو ثلاثة أعوام ونصف العام، مشيرًا إلى أن احتياطيات الحقلين تُقدَّر بـ6 تريليونات قدم مكعبة، وقد يضخان بمعدل 850 مليون قدم مكعبة يوميًا لمدة 25 عامًا.
ووصف فرحات بن قدارة صفقة إيني بأنها الأكبر لقطاع النفط الليبي خلال الأعوام الـ25 الماضية، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.
وقال: "قطاع الطاقة لم يشهد استثمارًا بهذا الحجم منذ أكثر من ربع قرن.. ويُعد هذا بمثابة رسالة واضحة لمجتمع الأعمال الدولي بأنَّ دولة ليبيا قد تجاوزت مرحلة المخاطر السياسية".
استثمارات قادمة
كشف بن قدارة عن أنَ المؤسسة الوطنية للنفط تتفاوض مع شركات أخرى بشأن استثمارات في الخزانات والبنية التحتية للطاقة، مثل خطوط أنابيب النفط.
ويمكن أن تُسهم وفرة احتياطيات النفط والغاز في ليبيا- التي تُعد في ذلك من بين كبريات الدول في أفريقيا- فضلًا عن قربها من أوروبا في تحويلها إلى موردٍ رئيس للطاقة إلى القارة.
وتستخرج ليبيا 1.5 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز وتعتزم زيادتها إلى 4 مليارات، وفق تصريحات سابقة لفرحات بن قدارة.
صفقة مرتقبة لإيني مع قطاع النفط الليبي
وعلى الرغم من تراجع صادرات ليبيا بسبب الفوضى السياسية خلال الأعوام الـ12 الماضية منذ سقوط الرئيس الراحل معمر القذافي في 2011؛ فإن قطاع النفط الليبي شهد استقرارًا منذ وقف القتال في منتصف 2020.
وبلغ متوسط إنتاج النفط الخام في ليبيا نحو 1.2 مليون برميل يوميًا، منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتأمل المؤسسة الوطنية للنفط في زيادة الإنتاج إلى مليوني برميل يوميًا في غضون 3 إلى 5 سنوات؛ الأمر الذي سيتطلّب استثمارات كبيرة.
وأكد بن قدارة أن الإغلاقات المتكررة لحقول النفط والمواني من قبل الميليشيات المتحاربة -وبعضها خطير بما يكفي لرفع الأسعار العالمية- قد انتهي، قائلًا: "نعتقد أن الجميع مقتنع الآن بأنه لا فائدة من الإغلاقات؛ فقد عادت معظم شركات خدمات النفط إلى الحقول، والوضع الأمني في الحقول أصبح مستقرًا".
ما زالت البلاد مفتقرة إلى حكومة موحّدة؛ إذ تدّعي إدارتان السلطة فيهما، الأولى، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها في طرابلس بغرب البلاد، بينما يقود فتحي باشاغا الحكومة الأخرى في مدينة سرت.