شركات دولية تتعاون بالتنقيب عن النفط والغاز في لبنان
تنتعش عملية التنقيب عن النفط والغاز في لبنان باتفاقية جديدة وُقِّعَت في بيروت، اليوم الأحد 29 يناير/كانون الثاني من عام 2023.
وتمّ توقيع الملحقين التعديليين لاتفاقيّتي الاستكشاف والإنتاج في الرقعتين 4 و9، وذلك بعد دخول شركة قطر للطاقة في شراكة مع شركتي إيني الإيطالية وتوتال إنرجي الفرنسية، بحسب بيان صحفي نشره الموقع الرسمي للحكومة اللبنانية، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
جاء ذلك بحضور رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الذي عقد جلسة مباحثات قبل التوقيع، مع كل من وزير الدولة لشؤون الطاقة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة سعد بن شريدة الكعبي، والرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي باتريك بويانيه، والرئيس التنفيذي لشركة إيني كلاوديو ديسكالزي، بحضور وزير الطاقة اللبناني وليد فياض.
وعبّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن سعادته بخطوة توقيع الاتفاق اليوم، وانضمام شركة قطر للطاقة للتحالف الذي سيبدأ، في أقرب وقت، التنقيب عن النفط والغاز في لبنان.
النفط والغاز في لبنان
تحدَّث نجيب ميقاتي عن فرص استكشاف النفط والغاز في لبنان، وما يمثّله ذلك من أهمية إستراتيجية لبلاده.
وقال: إن "بدء عملية الاستكشاف والأنشطة البترولية في المياه اللبنانية سوف يكون له الأثر الإيجابي في المديين القصير والمتوسط على إيجاد فرص للشركات اللبنانية المهتمة بقطاع الخدمات في مجال البترول، ويوفّر فرص عمل للشباب اللبناني، وبخاصة للعاملين في المجال التقني".
وتابع: "حال اكتشاف كميات تجارية، فإنه سوف يُطَوَّر هذا الاكتشاف بالسرعة المطلوبة مع إمداد السوق اللبنانية -وبخاصة معامل الكهرباء- بالغاز الطبيعي، مما سيسهم نموًا في الاقتصاد المحلي".
وقال: "يشكّل دخول شركة قطر للطاقة واستحواذها على نسبة 30% من اتفاقيتي الاستكشاف والإنتاج في القطعتين 4 و9 حدثًا مهمًا واستثنائيًا في قطاع الاستكشاف والإنتاج عن البترول في المياه البحرية اللبنانية، لما لشركة قطر للطاقة من مكانة وخبرة مرموقتين عالميًا في صناعة الغاز".
وبحسب تصريحات نجيب ميقاتي، فإن شركة توتال إنرجي (المشغّل الذي يملك حصة 35%، بالإضافة إلى شركة إيني التي تملك النسبة نفسها) ستبدأ الحفر في القطعة البحرية رقم 9، بعد إتمام المسوحات البيئية والعمليات المرتبطة بالحفر وإطلاق الأنشطة اللوجستية من مرفأ بيروت.
التنقيب البحري في لبنان
يلقى التنقيب عن النفط والغاز في لبنان اهتمامًا كبيرًا، خاصة ما يتعلق بالأنشطة البحرية، وذلك منذ توقيع اتفاق ترسيم الحدود مع إسرائيل، العام المنصرم (2022).
يقول رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، إن "ائتلاف الشركات العاملة في القطعتين 4 و9 سوف يسهم في دفع الاستثمارات قُدمًا بقطاع الطاقة اللبناني، وهو استثمار طويل الأمد، سوف تواكبه الدولة اللبنانية بحوكمة رشيدة وشفافية مطلقة".
وأضاف أن ائتلاف هذه الشركات المرموقة عالميًا يعزز ثقة الاستثمار في بلاده، بالرغم من الظروف الصعبة التي تمرّ بها، "ويضع لبنان في المستقبل على الخارطة النفطية في الحوض المشرقي للبحر الأبيض المتوسط".
وقال ميقاتي: إن "موقع لبنان الجغرافي سوف يمكّنه من أداء دور محوري، بالإضافة الى الدول الصديقة في المنطقة، لإمداد الغاز إلى أوروبا، كما أنه يشجع أيضًا الشركات العالمية على المشاركة في دورة التراخيص الثانية للمربعات البحرية المطروحة للمزايدة".
وشدد على" أن الاستثمار القطري في قطاع الطاقة يشكّل شراكة إستراتيجية بين بيروت والدوحة، ويفتح الطريق مستقبلًا لاستثمارات عربية وخليجية على وجه الخصوص، لما في مصلحة لبنان وأشقائه العرب".