مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

رواية "قناع بلون السماء" للأسير الفلسطيني باسم خندقجي بمعرض القاهرة للكتاب

نشر
الأمصار

شهدت العاصمة المصرية القاهرة، حفل إشهار رواية "قناع بلون السماء" للأسير الروائي باسم خندقجي، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 54.

حضر حفل التوقيع الذي نظمته سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، حشد من الأدباء والكتاب والمناصرين لفلسطين، حيث قدم الفعالية المستشار الثقافي للسفارة ناجي الناجي، بمشاركة الكاتب والناقد المصري شعبان يوسف، والروائية  سلوى بكر، ومن ثم تبادل فيها الحضور وجهات النظر حول أدب السجون ودور الأسرى الفلسطينيين البارز في تأريخ تجربتهم النضالية أدبيا مما أثر في  إثراء المشهد الروائي العربي وتوثيق واحدة من أهم مراحل النضال الفلسطيني.

ونقل المستشار ناجي في مستهل حديثه تحيات  الأسير باسم خندقجي للشقيقة الكبرى مصر ومعرض القاهرة الدولي للكتاب لاحتضان حفل إشهار روايته الأحدث "قناع بلون السماء"، والتي يعتز  بانطلاقها من أرض الكنانة مصر منهل العلم والأدب والتي شكّلت مؤثرًا رئيسًا في تكوينه الثقافي والفكري منذ نعومة أظفاره، مثمنا دعم أسرته الكبير وحرصهم  الدائم على ايصال صوته في كافة المنابر والميادين.

وأكد الناجي أن التحدي الذي يخوضه باسم خندقجي هو تحد مزدوج، حيث يجابه ظروف الاعتقال العصيبة من جهة، ويتحدى في الحين ذاته النص المقولب ضمن إطار نمطي، مؤكدًا أن التجربة الروائية لخندقجي تستحق الالتفات والتقدير لبراعة تقنياتها الأسلوبية والسردية لا لخصوصية تجربة الكتابة داخل القضبان فحسب.

ومن جهته استطرد الناقد الأدبي شعبان يوسف في حديثه حول تاريخ أدب السجون ابان الستينات والسبعينات وأدب الحركة الأسيرة الفلسطينية في الآونة الأخيرة والمقاربات بينهما، مؤكدا أن قلبه يكاد يبكى كلما قرأ تلك الأدبيات التي تلامس أشجان الوعي الجمعي ونضاله ضد ذات المحتل، لافتا النظر إلى وعيه التام بصعوبة وصول تلك القصاصات الصغيرة من الأسرى واختراقها الحراسات المدججة وصولا إلى ذويهم بالخارج لتحوى النص الأدبي انتهاء بتجميعها في منتج أدبي يجوب العالم كما تزين رواية "قناع بلون السماء"  أروقة المعرض هذا العام.

وأكد شعبان يوسف أن ما يميز هذه الرواية لخندقجى أنه يروي رواية داخل الرواية وأنه لم يكتف بمعاناة الأسرى في محيط السجن بل انطلق لفضاءات العالم الخارجي بعقل إبداعي مستدعيا فى الرواية أزمة ازدواج الهوية ومحاولة خلق استدعاءات واسقاطات ثقافية بما يجعلها تنافس بقوة في المشهد الروائي العربي، وثمن محاولات خندقجي تأصيل الهوية الفلسطينية وتأكيده داخل التفاصيل على مقاومة الكولونية التي يزرعها الاحتلال في فلسطين.

واختتم شعبان يوسف قراءته النقدية بالتأكيد على  أن كتابات خندقجي تصنفه بالفنان الذي يرسم بحروفه المشهد وكانه ليس تحت وطأة سجن وأسر وتعذيب وثلاث مؤبدات وتنقلات غير انسانية في سجون المحتل،  بلغة متمرسة في كثير من مواقعها تلامس تفاصيل روحية افتقدت في غمار الكتابات الحديثة المتوغلة في ذاتيتها البحتة، وليست الذاتية القومية والعروبية ، مؤكدا أن هذه الكتابة تكتب على عصب عابر وتحت وطأة التعذيب ولكنها تعكس صفات كاتب مؤمن بالحياة ليكتب مثل هذه الرواية التي تستحق أن توضع إلى جنب الأدب الإنساني، موجها التحية للأسرى الفلسطينين وللأديب والأسير باسم خندقجي مؤكدا أن هذه الرواية جديرة بالاهتمام والدراسة.