من قلعة غازي عنتاب إلى حلب.. هذا ما فعلته الزلازل بآثار تركيا وسوريا
تتواصل آثار الدمار بالارتفاع نتيجة زلازل تركيا وسوريا المدمرة التي سجلت ، يوم الاثنين ، في جنوب تركيا ، بالقرب من الحدود مع سوريا.
قلعة حلب
أفادت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا عن أضرار زلازل تركيا وسوريا المدمرة بتعرض مبان ومتاحف ومواقع أثرية لأضرار متباينة جراء الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا صباح الاثنين بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر وأسفر عن مقتل أكثر من 800 سوري.
وقالت المديرية في بيان إن التقارير الأولية عن زلازل تركيا وسوريا المدمرة أشارت إلى "وقوع أضرار طفيفة ومتوسطة بقلعة حلب التاريخية منها سقوط أجزاء من الطاحونة العثمانية، وحدوث تشقق وتصدع وسقوط لأجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية".
وأضاف البيان "سقطت أجزاء كبيرة من قبة منارة الجامع الأيوبي، وتضررت مداخل القلعة، وسقطت أجزاء من الحجارة، ومنها مدخل البرج الدفاعي المملوكي، وتعرضت واجهة التكية العثمانية لأضرار، كما تعرضت بعض القطع الأثرية المتحفية داخل خزن العرض، وظهرت تصدعات وتشققات على واجهة المتحف الوطني في حلب".
وتعد قلعة حلب الواقعة فوق تل في وسط المدينة القديمة من أكبر وأقدم القلاع في العالم وتعد مثالا على القوة العسكرية في الفترة الممتدة من القرن الثاني عشر إلى القرن الرابع عشر كما تضم داخلها شواهد على حضارات تعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد ووصولا إلى الحقب الإسلامية مما دعا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إلى إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي.
وقالت المديرية العامة للآثار والمتاحف إن الفنيين في مديرية آثار حلب يقومون بمعاينة المدينة القديمة التي تعرضت لأضرار وانهيارات وتصدعات في الكثير من المباني السكنية خاصة في حي العقبة التاريخي المتاخم لسور المدينة الغربي وحي الجلوم التاريخي.
قلعة المرقب
كما أدت زلازل تركيا وسوريا المدمرة، الذي يعد الأسوأ في سوريا منذ عقود، إلى إلحاق أضرار في معالم أثرية أخرى منها قلعة المرقب الواقعة على بعد خمسة كيلومترات شرق مدينة بانياس على الساحل السوري.
وقالت المديرية العامة للآثار والمتاحف عن توابع زلازل تركيا وسوريا المدمرة "وردتنا معلومات عن تضرر بعض المباني داخل قلعة المرقب، وهي أضرار طفيفة ومتوسطة منها سقوط أجزاء من حجارة بعض الجدران أو واجهات المباني، ومنها سقوط كتلة من برج دائري في الجهة الشمالية، حيث الأبراج الشمالية".
قلعة قدموس
سقط جرف صخري في محيط قلعة قدموس في محافظة طرطوس، وانهارت مبان سكنية في حرم القلعة.
الآثار في حماة
تأثرت مباني تاريخية في محافظة حماه ما أدى لسقوط أجزاء من بعض الواجهات التاريخية لهذه المباني ومنها سقوط 9م2 من واجهة عقار تاريخي أُثري على ارتفاع طابقين من شريحة الجلاء وحدوث تشققات وتصدعات في واجهات وجدران مبانٍ أخرى تاريخية
وفي حي الباشورة التاريخي تضررت واجهة العقار 982 من المنطقة العقارية الثانية بسقوط حوالي 10م2 من واجهته الرئيسية وتصدعه، ومن مدينة السلمية أفادت التقارير عن سقوط 1م من الجزء العلوي لمآذنه جامع الامام إسماعيل ، ما أدى إلى تصدع واجهة الجامع بسبب سقوط الأجزاء المذكورة عليها، وشوهدت أجزاء متساقطة من الجدران الخارجية لقلعة شميميس وقدرت 10م2
قلعة غازي عنيتاب
وذكرت وكالة "رويترز" أن قلعة غازي عنتاب التاريخية تضررت من الزلزال، وتهدمت أجزاء منها، وتعرضت القلعة لهذا الحجم من الضرر بسبب موقعها الذي تأثر بشدة.
شمل الدمار الذي أحدثه الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرق تركيا يوم الاثنين، التدمير شبه الكامل لقلعة عمرها 2000 عام بنيت خلال مرحلة الإمبراطورية الرومانية.
وأظهرت لقطات حصلت عليها بي بي سي، أضراراً بالغة في قلعة غازي عنتاب الواقعة على تلة وسط المدينة التركية.
وتم بناء القلعة في القرنين الثاني والثالث، قبل أن تصبح متحفاً.
وضرب زلزالان قوتهما أكثر من سبع درجات، المنطقة يوم الاثنين، مما أسفر عن مقتل أكثر من ألفي شخص في تركيا وسوريا.
وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه بي بي سي وتحققت منه، قلعة غازي عنتاب في حالة خراب، مع انهيار العديد من جدرانها وتحطمها.
وأفادت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أن بعض التحصينات في "القسم الشرقي والجنوبي والجنوب الشرقي من القلعة" دمرها الزلزال، مضيفة أن "الحطام تناثر على الطريق".
وذكرت تقارير أن أجزاءً من مسجد سيرفاني القريب دمرت أيضاً.
وجرى بناء القلعة من قبل الرومان خلال القرنين الثاني والثالث، ثم تم تعزيزها وتوسيعها من قبل الإمبراطور البيزنطي جوستينيان الأول في القرن السادس.
وشهدت أيضاً تغييرات في عهد الأيوبيين في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، وكذلك خلال الإمبراطورية العثمانية، ولعبت دوراً مهماً خلال حرب الاستقلال التركية في أوائل القرن العشرين.