الإمارات والعراق.. علاقات تاريخية لدعم الاستقرار وتحقيق النمو الاقتصادي
بحث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ورئيس وزراء العراق محمد السوداني، العلاقات الثنائية بين البلدين.
واستعرض الجانبان، العلاقات الإماراتية العراقية، وسبل تعزيزها ضمن مختلف المجالات، وبما يعود بالخير والنماء على البلدين والشعبين الشقيقين.
وتم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر بشأن عدد من الموضوعات محل الاهتمام المشترك واستعراض مجمل الأوضاع على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وأكد الطرفان تطابق الرؤى ووجهات النظر حيال أبرز الموضوعات المتعلقة بالمنطقة وما تشهده من جهود هدفها إقرار أسباب الاستقرار والرخاء، وبما يخدم مصالح شعوبها وتطلعاتها للمستقبل.
وتعد تلك المباحثات هي الثانية بين الجانبين خلال أسبوع، بعد المباحثات الهاتفية التي جرت بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والسوداني في 3 فبراير/شباط الجاري، وتناولت العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين وسبل تنميته بما يحقق مصالحهما المشتركة.
علاقات تاريخية
وتجمع دولة الإمارات العربية المتحدة والعراق الكثير من روابط الأخوة والتاريخ والمصير المشترك والعروبة، وتعتبر علاقات البلدين نموذجاً يحتذى به في العلاقات الثنائية بين الأشقاء، إذ كان العراق من أولى الدول التي دعمت استقلال دولة الإمارات العربية المتحدة في سنة 1971.
العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين تم مأسستها عبر عدة لجان لتعزيز التعاون أبرزها اللجنة العراقية- الإماراتية المشتركة، ولجنة المشاورات السياسية، ولجنة الصداقة البرلمانية العراقية- الإماراتية.
وعقدت لجنة المشاورات السياسية الإماراتية العراقية - اجتماعها الأول في بغداد 26 يناير/كانون الثاني 2019، فيما عقدت أعمال الدورة التاسعة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين في أبوظبي يناير/كانون الأول 2017.
ويُجرى حاليا التنسيق بين البلدين لاختيار التوقيت المناسب لعقد اللجنة الإماراتية العراقية المشتركة في دورتها العاشرة، فضلاً عن تفعيل لجنة الصداقة البرلمانية للبلدين.
وفي الفترة الأخيرة، شهدت العلاقات بين البلدين نقلة نوعية وتطوراً تجسد في تبادل الزيارات بين البلدين، وإجراء مباحثات متواصلة، وعقد العديد من الاتفاقيات الثنائية.
وخلال عام 2022 فقط، جمعت 3 لقاءات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومصطفى الكاظمي خلال توليه مهام رئيس وزراء العراق آنذاك.
أحدث تلك اللقاءات جرت في مدينة العلمين المصرية 22 أغسطس/ آب الماضي، حيث استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مطار العلمين العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والدكتور مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق آنذاك.
وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية التي تعبر عن عمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين الدول الخمس وشعوبها والتي تقوم على أواصر الأخوة والمحبة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
جاء هذا اللقاء بعد نحو شهر من لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والكاظمي على هامش "قمة جدة للأمن والتنمية" في المملكة العربية السعودية 16 يوليو/ تموز الماضي.
وبحث الجانبان خلال لقاء ثنائي العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية العراق، وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات، بما يحقق مصالحهما المشتركة.
حينها استعرض الجانبان التعاون والتنسيق بين البلدين في عدد من القطاعات التنموية والاقتصادية والاستثمارية، وفرص تطويرها وتنميتها.
وسبق أن شارك كل من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والكاظمي في قمة رباعية بالعقبة الأردنية في 25 مارس/ آذار الماضي شارك فيها أيضا الرئيس المصري والعاهل الأردني.
كما أجرى الكاظمي زيارة إلى الإمارات في أبريل/نيسان 2021، التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وأشاد بالوقفة التاريخية لدولة الإمارات مع الشعب العراقي في حربه ضد داعش ودعمها العراقيين وحرصها على المشاركة في عملية إعادة البناء، إذ أعلنت خلال الزيارة عن استثمارها مبلغ 3 مليارات دولار في بلاد الرافدين.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021، وقع البلدان اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار لحماية وتشجيع التعاون الاقتصادي بينهما.
وفي الشهر نفسه، وقعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" إحدى الشركات الرائدة عالميا في مجال الطاقة اتفاقية استراتيجية مع جمهورية العراق لتطوير 5 مشروعات طاقة شمسية كهروضوئية بالعراق بقدرة إنتاجية إجمالية تبلغ 1 غيغاواط.
العلاقات التجارية بين البلدين
تعد الإمارات من أبرز الشركاء التجاريين للعراق، حيث يفوق حجم التبادل التجاري بين البلدين 16 مليار دولار تتركز غالبيتها في المشتقات النفطية والأجهزة الكهربائية والتكنولوجية. ولدينا اهتمام بتعزيز هذه الشراكة التجارية بما يخدم البلدين.
وتؤكد القيادات دائما على استمرار وتنمية التعاون التجاري والاقتصادي وجذب الاستثمارات لمختلف القطاعات ومنها الطاقة المتجددة وإدارة الموانئ ومراكز الخدمات اللوجستية، إذ أن التجربة الإماراتية تعتبر من التجارب الرائدة في العالم لبناء البلد، فنحن بإمكاننا الاستفادة من تجاربهم العميقة لبناء العراق، وعلى سبيل المثال، ريادة الإمارات في إدارة الموانئ العملاقة قد تكون نواة للمشاركة في إدارة ميناء الفاو الكبير الذي يسعى العراق، لأن يكون واحداً من كبريات موانئ الشحن في العالم باعتباره مشروعاً استراتيجياً يربط الشرق بأوروبا عبر العراق.
مؤتمر بغداد للتعاون
شارك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد شارك في الدورة الأولى من "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد 28 أغسطس/آب 2021.
مشاركة إماراتية مهمة تبرز حرص دولة الإمارات على العمل مع العراق حكومةً وشعباً من أجل مزيد من الازدهار والتكامل ودعم جهوده في مواصلة مسيرته نحو التنمية والازدهار وتعزيز أمنه واستقراره واحترام سيادته.
وناقش رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التطورات السياسية والدبلوماسية الأخيرة في المنطقة والنتائج الإيجابية من (قمة بغداد 2)، التي استضافتها المملكة الأردنية الهاشمية، والتي ركزت بشكل كبير على دعم العراق في مساعيه لإرساء دعائم الاستقرار الإقليمي والنمو الاقتصادي عبر تمكينه بالخبرات والاستثمارات والربط الكهربائي الحيوي، وهو ما يتناغم مع أولويات الحكومة وأهدافها لتحقيق التنمية للشعب العراقي.
وتحتاج العراق للتعاون الوثيق مع دول الجوار وتبادل الخبرات في مجالات الحوكمة والتشريعات وتدريب الجهات المنوط بها مواجهة الفساد في الدولة واسترداد الأموال واسترجاع المطلوبين الذين قد يتخذون من الدول الصديقة ملاذاً آمناً لهم.