المغرب.. المكتب الإقليمي للتجار والحرفيين يرفض اتهامه بالتسبب في غلاء الأسعار
رفض المكتب الإقليمي للتجار والحرفيين بالرباط، التابع للاتحاد المغربي للشغل، تحميل مسؤولية غلاء أسعار المواد الغذائية للتجار الصغار، كما شدد على رفضه التعامل مع التاجر “على أساس اعتباره حائطا قصيرا لتصريف الأزمة”.
وقالت الهيئة النقابية ذاتها إن الارتفاع غير المسبوق للأسعار لم يؤثر على القدرة الشرائية لفئة عريضة من المواطنين، بل قلص أيضا من هامش ربح التجار بشكل كبير، “مما جعل مدخولهم لا يكفي حتى لتغطية مصاريف محلاتهم رغم استثمارهم لرساميل أكبر”.
ورفض المكتب الإقليمي للتجار والحرفيين بالرباط “تصوير بعض التجار والتشهير بهم في عدد من وسائل الإعلام وادعاء أنهم المتسببون في الأزمة”، داعيا التجار إلى “عدم قبول تصويرهم والتشهير بهم ورفض نشر فيديوهاتهم”، منوّها إلى حقهم “في سلك جميع المساطر القانونية لحماية خصوصيتهم”.
وحمّلت النقابة ذاتها مسؤولية عدم مراقبة المنتجين والمستوردين والمضاربين في المواد الاستهلاكية والمحتكرين لها للحكومة، “رغم مسؤوليتهم الواضحة في تعميق الأزمة عن طريق تحكمهم في العرض والطلب”.
وأشارت إلى أن التجار الصغار “مستعدون للانخراط في أي مبادرة هدفها تخفيف الأزمة على المواطنين، تجسيدا لدورهم الاجتماعي الذي ما فتئوا يلعبونه داخل المجتمع”.
أخبار أخري…
شلل الأطفال بدول المغرب العربي.. انتباه وتلقيح مستمر
لعبت “كورونا دورا كبيرا في تعطيل خدمات التطعيم الروتينية عن شلل الأطفال في دول المغرب العربي مما يعرّض ملايين الأطفال لخطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها بواسطة اللقاحات ، ومن بين أهم هذه الأمراض نجد شلل الأطفال الذي قطعت منظمة الصحة العالمية أشواطا كبيرة في القضاء عليه .
وسبق للرئيس السنغالي ماكي سال -الذي يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي، خلال منتدى دولي قبل أشهر أن دعى إلى “تعبئة عامة” من أجل القضاء على شلل الأطفال في القارة حيث يتراجع التطعيم ضد هذا المرض.
شلل الأطفال بين الماضي والحاضر والمستقبل
في العامين الماضيين، لوحظ ارتفاع في حالات شلل الأطفال في العالم، في أفريقيا وآسيا ولكن أيضًا عودته للبلدان المتقدمة مثل إنجلترا، كندا والولايات المتحدة الأمريكية. لذلك، فإن التطعيم اليوم ليس فقط حماية ضد الحدث الحالي، بل حماية وراحة نفسية للمستقبل أيضًا.
يرى بعض المؤرخين أنه بالعودة للوحات المنحوتة من مصر القديمة حوالي عام 1500 قبل الميلاد، ظهر كاهنا ذا ساق ذابلة يستخدم عصا للمشي، مما يشير إلى أن شلل الأطفال كان منتشرا منذ آلاف السنين، ولكن تم وصفه لأول مرة في الأدبيات الطبية من قبل الطبيب البريطاني مايكل أندروود في عام 1789.
حسب منظمة أطباء بلا حدود يعد شلل الأطفال (التهاب سنجابية النخاع) عدوى فيروسية حادة ناجمة عن فيروس شلل الأطفال (الفيروس السنجابي) . يحدث انتقال العدوى من إنسان لآخر بشكل مباشر (الطريق الفموي-البرازي) أو غير مباشر (ابتلاع الطعام والماء الملوث بالبراز). يعد البشر المستودع الوحيد للفيروس. من الناحية المبدئية، يمكن استئصال المرض عن طريق التحصين الجماعي.
في مناطق توطن المرض يؤثر شلل الأطفال بشكل رئيسي على الأطفال بعمر أصغر من 5 سنوات غير المحصنين (أو غير المحصنين بشكل كامل)، لكن يمكن للعدوى أن تؤثر على الأشخاص بأي عمر خاصةً في مناطق انخفاض مناعة السكان.
ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن حالة واحدة -من أصل 200 حالة عدوى بالمرض- إلى شلل عضال. ويعاني ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بالشلل بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.
وتفيد المنظمة بانخفاض حالات المرض الناجمة عن فيروس شلل الأطفال البري بنسبة تزيد على 99% منذ عام 1988، أي من نحو 350 ألف حالة في حينها إلى 6 حالات أبلغ عنها عام 2021.
وتؤكد أنه مادام هناك طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل، فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض.
وتضيف الصحة العالمية أن الفشل في استئصال شلل الأطفال من آخر هذه المعاقل العتيدة -التي ما زالت موبوءة به- قد يسفر عن معاودة ظهور المرض في العالم.
وتشير إلى أنه في معظم البلدان أتاحت الجهود العالمية لاستئصال شلل الأطفال المجال لزيادة القدرة على التصدي لأمراض معدية أخرى، من خلال بناء نُظم فعالة في مجالي الترصد والتمنيع.
معظم الأشخاص المصابين بفيروس شلل الأطفال لا تظهر عليهم علامات المرض، ولا يدركون أبدًا أنهم مصابون به. هؤلاء الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض المرض، يحملون الفيروس في أمعائهم، ويمكنهم نقل العدوى “بصمت” إلى آلاف الأشخاص الآخرين، وذلك قبل أن تظهر الحالة الأولى للإصابة بشلل الأطفال. لهذا، فإن منظمة الصحة العالمية (WHO) تعتبر وجود حالة واحدة مؤكدة من الإصابة بشلل الأطفال دليلًا على وجود الوباء – خاصة في البلدان التي تحدث فيها حالات قليلة جدًا.