للمرة الأولى.. سعر صرف الدولار في لبنان يتجاوز 70 ألف ليرة
سجّل سعر صرف الدولار في لبنان ظهر اليوم الثلاثاء 14 شباط 2023، السّوق السّوداء، ارتفاعًا قياسيًّا بلغ ما بين 73000 و73500 ليرة لبنانيّة مقابل الدولار الأمريكي الواحد.
وقد اعتبر الباحث الإقـتـصـادي والـسـيـاسـي زيـاد نـاصـر الـديـن، أن لبنان يمر بأزمة اقتصادية غير مسبوقة لم تحصل في تاريخه، فلا ضوابط تحكم السوق السوداء، ما بين احتكارات، جشع تجار، مضاربين، فراغ رئاسي، ولا إجراءات اقتصادية، فضلا عن طبع مصرف لبنان كتلة نقدية تجاوزت 85 ألف مليار ليرة في الفترة الاخيرة ما أدى إلى تضخم كبير في العملة الوطنية.
وجدير بالذكر، أن ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل غير منضبط قد أثر بصورة سلبية على القطاعات كافة في لبنان، فقد أدى ذلك إلى أغلاق غالبية المحال التجارية أمام الزبائن لحين تسعير جديد للمشتريات، كما توقفت محطات المحروقات عن تزويد المركبات بالوقود المطلوب بسبب الارتفاع الكبير بسعر الدولار وسط اتجاهات ترجح الأغلاق التام.
انفجار مرفأ بيروت
ويشهد لبنان منذ 2019 انهيارًا اقتصاديا صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم، خسرت معه العملة المحلية نحو 97% من قيمتها، وبات أكثر من 80% من سكانه تحت خط الفقر.
وقد سجّل الاقتصاد الحقيقي انكماشًا لافتاً خلال الأعوام الثلاث الماضية، إذ تراجع الناتج المحلي الإجمالي من 53 مليار دولار في العام 2019 إلى 22 مليار دولار حاليًا، أي بتقلص نسبته 58.5%، بحسب التقرير الاقتصادي الفصلي الجديد لـ"بنك عوده".
إن تطور مؤشرات القطاع الحقيقي في لبنان، كمؤشرات النتائج والمؤشرات المتزامنة والاستشرافية، جميعها يعكس الركود الاقتصادي خلال هذه الفترة. كذلك فإنّ تطور المؤشر الاقتصادي العام الصادر عن مصرف لبنان، وهو متوسط مثقل لعدد من مؤشرات القطاع الحقيقي، سجّل تقلصاً نسبته 59.4% في المتوسط منذ العام 2019، ما يعكس الانكماش اللافت في النشاط الاقتصادي الحقيقي
وتظهر آخر الأرقام الصادرة عن إدارة الإحصاء المركزي أن البطالة قفزت لـ 30% في العام 2022 (بالمقارنة مع 11.4% قبل الأزمة)، علماً أنّ البطالة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً وصلت إلى 47.8%، أي ضعف تقريباً البطالة بين البالغين أي 25 عاماً وما فوق (25.6% قبل الأزمة). وفي حال استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية في السوق المحلية، تظهر مخاطر حدوث ارتفاع جديد بنسب البطالة، ما سيترجم مباشرة على آفاق أضعف للإنفاق الأسري