مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

من هو كورت فيسترجارد.. الدنماركي صاحب الرسوم المسيئة للرسول؟

نشر
صاحب الرسوم المسيئة
صاحب الرسوم المسيئة

توفي اليوم الأحد، الرسام الدنماركي، كورت فيسترجارد، صاحب الرسوم المسيئة للنبي، عن عمر يناهز 86 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.

 

وأثارت الصور التي رسمها ويسترغارد ضجة بين المسلمين حول العالم، وكان الرسام وراء 12 رسما نشرتها صحيفة يومية محافظة اسمها “يولاندس-بوستن” تحت عنوان “وجه محمد”، أثار أحدها على وجه الخصوص غضبا واسعا.

 

مرت الرسوم المسيئة في البداية، دون أن يلاحظها أحد تقريبًا، ولكن بعد أسبوعين، نُظمت مظاهرة ضدها في كوبنهاغن، ثم قدم سفراء الدول الإسلامية في الدنمارك احتجاجًا، لدى الحكومة على الرسوم.

 

أعيد نشر الرسوم في 10 يناير 2006، في صحيفة “مغازينات” النروجية، وفي 1 فبراير 2006، أعادت نشر هذه الرسوم المسيئة كل من صحيفة “فرانس سوار” الفرنسية، وصحيفة “دي فيلت” الألمانية، وصحيفتا “إيه بي سي” و”البريوديكو” الأسبانيتان، بدعوى “حرية التعبير” وامتد الموضوع إلى بلاد أوروبية عديدة.

 

في الوقت نفسه تصاعد الغضب في جميع أنحاء الدول الإسلامية، في فبراير 2006، وتوالت الدعوات بمقاطعة الدنمارك، فيما تعرضت جريدة شارلي إيبدة لاعتداء في قلب مقرها بالعاصمة الفرنسية، بعدما أعادت طبع الرسوم المسيئة في 2012.

 

ووصلت أعمال العنف الغاضبة في بعض البلدان العربية، إلى حد اقتحام السفارة في دمشق والاعتداء على السفارة الدنماركية في إسلام آباد بتفجير سيارة مفخخة أمامها، مما أسفر عن مصرع ثمانية أشخاص وإصابة حوالى 30 آخرين؛ في حين أعربت الحكومة الدنماركية أنه لا يمكنها التدخل في سياسات الصحيفة في نشر ما تراه صالحاً لأنها تحترم حرية التعبير.

 

وكانت السفارة الدنماركية قد خفضت تمثيلها الدبلوماسي في بعض السفارات، وأبعدت معظم موظفيها الدنماركيين بعد تهديدات استهدفتها بسبب نشر رسوم كاريكاتورية في الصحف الدنماركية، بينما صنفت الدول الغربية ذلك السلوك ضمن أبجديات حرية التعبير، وهو ما سبق وأن عبرت عنه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتكريم رسام الكاريكاتير الدنماركي كورت فيسترجارد صاحب الرسوم المسيئة.

 

بينما أعربت منظمة المؤتمر الإسلامي عن “خيبة الأمل” من رد فعل الحكومة الدنماركية إزاء نشر صحيفة دنماركية رسوماً كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد، معتبرة أن شتم الأنبياء يتناقض مع حرية التعبير وأن على من قام بالإساءة “تقديم اعتذار واضح جلي” إلى 1.3 مليار مسلم.

 

وولد كورت في الدنمارك في 13 يوليو 1935، وفي عام 2005، نشرت له صحيفة يولاندس بوستن في 12 سبتمبر بالتحديد، هذه الرسوم المسيئة.

 

وكان ويسترجارد، يعمل في “يولاندس-بوستن” منذ منتصف الثمانينيات كرسام، ووفقًا لصحيفة “بيرلينجسكي” فإن الرسم المعني قد طُبع مرة واحدة من قبل ولكن دون إثارة الكثير من الجدل.

 

وخلال السنوات الأخيرة من حياته، كان على ويسترغارد، مثل عدد من الأشخاص الآخرين المرتبطين بالرسوم، أن يعيش تحت حماية الشرطة في عنوان سري.

 

وفي أوائل عام 2010، ألقت الشرطة الدنماركية القبض على صومالي، يبلغ من العمر 28 عامًا، مسلحًا بسكين في منزل ويسترغارد، حيث كان يخطط لقتله.

 

وفي استطلاع أجراه معهد “أبينيون” للأبحاث لصالح الإذاعة الدنماركية شمل 579 شخصاً، أعرب 79% منهم على رئيس الوزراء أندرس فوغ راسموسن يجب ألا يعتذر نيابة عن الدنمارك بينما قال 18% أن عليه الاعتذار وقال 3% أنه ليس لهم رأي.

 

ومن ناحية أخرى قال 62% أنه لا يتعين على الصحيفة تقديم اعتذار بينما قال 31% أن عليها أن تعتذر فيما لم يحسم 7% رأيهم، وقال 48% منهم أن أي تدخل لرئيس الوزراء في المسألة سيكون تدخلاً غير مبرر في حريات الصحافة بينما قال 44% أن عليه أن يبذل مساع أكبر لشرح وجهة النظر الدنماركية.

 

كما رأى 58% أن الصحيفة مارست حقها في نشر الرسوم إلا أنهم أعربوا عن تفهمهم لاستياء المسلمين.

 

وكان الإعلام الدنماركي ورئيس الوزراء دافعا عن نشر الرسوم بحجة أن حرية التعبير هي إحدى ركائز حقوق الإنسان.