يوم التأسيس السعودي.. قصة يوم فارق في ذاكرة المملكة
يعد "يوم التأسيس" ذكرى مهمة في الذاكرة الوطنية السعودية، ويحمل أهمية كبيرة في مسار تأسيسها.
وتحتفل المملكة العربية السعودية بذكرى يوم التأسيس في الثاني والعشرين من فبراير الجاري.
وجاء الاحتفال بذكرى يوم التأسيس حين أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمراً ملكياً فى يناير 2022 بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم (يوم التأسيس)، ويصبح إجازة رسمية، ويتزامن مع إعلان الإمام محمد بن سعود عن قيام الدولة السعودية الأولى في 30 جمادي الثاني 1139 هجريا الموافق 22 فبراير 1727 ميلاديا.
واستمرت الدولة السعودية الأولى حتى عام 1233 هجريا/ 1818 ميلاديا، دستورها القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كانت عاصمتها الدرعية وسط الجزيرة العربية.
يُشار إلى يوم التاسيس بـ "يوم بدينا"، كونه بداية الدولة السعودية الأولى والنشأة التي ساهمت في توحيد أرض الجزيرة العربية والحجاز ونجد وممتلكاتها عبر مرسوم الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود عام 1932، والذي صار السعوديون يحتفلون به كيومًا وطنيًا في 23 سبتمبر من كل عام.
ويختلف يوم التأسيس (22 فبراير/شباط) عن اليوم الوطني الذي تحتفل به السعودية في 23 سبتمبر/أيلول من كل عام ويعد إجازة رسمية أيضا، ولا تعارض بينهما.
فكلاهما يؤرخ لأيام تاريخية ومحطات مفصلية في تاريخ المملكة، قادت للحاضر المزدهر التي تشهده المملكة حاليا، والمستقبل الزاهر التي ينتظرها، بقيادة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
"يوم التأسيس"
بدأ تأسيس الدولة السعودية الأولى مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية منتصف عام 1139هـ (22 فبراير/شباط 1727) وكان عمره آنذاك 30 عاما، حيث ولد في الدرعية عام 1697.
إبان تلك الفترة كانت شبه الجزيرة العربية تشهد فوضى سياسية، وكانت بلدانها وأقاليمها في فرقة وتشتت ودائمة القتال والحروب فيما بينها.
ورغم صغر سنه فإنه كان لديه حس إداري ونظرة مستقبلية لإنشاء حضارة تزدهر عبر القرون، فرفع شعار الوحدة، وبدأ بمدينته "الدرعية" ووحَّد شطريها، وجعلها تحت حكم واحد، بعد أن كان الحكم متفرقًا بين مركزين لها.
ومع بداية عهده بدأ مرحلة جديدة في شبه الجزيرة العربية، حيث وضع لبنة البناء والوحدة التي وحد معظم أجزائها، وأصبحت الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف.
وتوالت الإنجازات في عهد هذه الدولة ومنها: نشر الاستقرار في الدولة التي شهدت استقرارًا كبيراً وازدهارًا في مجالات متنوعة، والاستقلال السياسي وعدم الخضوع لأي نفوذ في المنطقة أو خارجها.
وخلال عهد الإمام محمد بن سعود الذي تُوفي عام 1765 ومن بعده من الأئمة أصبحت مدينة الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصاديا واجتماعيا وفكريا وثقافيا.
ولقد هاجر كثير من العلماء إلى الدرعية من أجل تلقي التعليم الذي كان سائدًا في وقتها، ما أدى إلى ظهور مدرسة جديدة في الخط والنسخ.
شعار يوم التأسيس السعودي
بعناية شديدة تم تصميم شعار يوم التأسيس السعودي، ليجمع بين عناصر تعبر عن الثقافة والهوية السعودية وأخذ كل التفاصيل في الاعتبار، ويظهر الشعار على شكل دائرة وكأنه ختم مكتوب بالخط التاريخي المستلهم من إحدى المخطوطات التاريخية التي تعود لحقبة الدولة السعودية الأولى، ويضم:
العلم السعودي
في القلب من شعار يوم التأسيس.
النخل
الذي يعد جزءا من الهوية والتراث السعودي، وأحد أهم مصادر الدخل للمملكة.
الخيل
نتيجة العلاقة القوية بين أهل الجزيرة العربية والخيول التي تم استئناسها للمرة الأولى على هذه الأرض، وصارت تعبر عن الأصالة، وكتبوا فيها الشعر والنثر.
الصقر
اشتهرت قبائل عربية بصيد الصقور وتدريبها واعتبارها رياضة، وكان يتم تبادلها كهدايا بين شيوخ القبائل لحل الخلافات.
السوق
يقام في كل مدينة بشكل دوري: أسبوعي أو شهري أو سننوي، ويعد رمزا للازدهار والتبادل التجاري مع بدايات الدولة السعودية الأولى.