الإمارات تعلن تشغيل ثالث محطات براكة للطاقة النووية
أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، إطلاق عمليات التشغيل التجاري في ثالث محطات "براكة" للطاقة النووية السلمية.
ومحطات براكة للطاقة النووية السلمية تقع بمنطقة الظفرة في أبوظبي بدولة الإمارات، وهي أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات بمرحلة التشغيل في العالم العربي.
وتتكون "براكة" من 4 محطات، دخلت 3 منها حتى الآن في مرحلة التشغيل التجاري لتوفر ما يصل إلى 4200 ميغاواط من كهرباء الحمل الأساسي على مدار الساعة في دولة الإمارات.
وتعد محطات براكة "حجر زاوية" في جهود دولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وذلك عبر توفير الكهرباء النظيفة الخالية من الانبعاثات والصديقة للبيئة.
ولدى اكتمال العمل بمحطاتها الأربع، ستوفر محطات براكة وحدها ما يصل إلى 5600 ميجاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة على مدار الساعة، وهو ما يمثل 25% من الطلب على الكهرباء في دولة الإمارات بالكامل، في رقم يكشف مدى الأهمية البالغة لتلك المحطات في توفير كم هائل من الكهرباء النظيفة.
ويتزامن إنجاز تشغيل المحطة الثالثة مع إعلان 2023 "عام الاستدامة" في دولة الإمارات، ويأتي قبيل استضافة مؤتمر الأطراف للمناخ COP28 في الدولة.
براكة.. طاقة نظيفة وحياد مناخي
تمثل محطات براكة نموذجا لكيفية التحول الآمن والمتوازن والواقعي إلى حقبة الطاقة النظيفة دون التضحية بأي توافر في الكهرباء الذي يمثل داعما رئيسيا في النمو الاقتصادي.
واليوم، تعد محطات براكة أكبر مصدر للكهرباء الصديقة للبيئة في المنطقة، وتقود جهود خفض البصمة الكربونية في دولة الإمارات من خلال الحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
فبحسب مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، ستحد المحطات الأربع عند تشغيلها بالكامل من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية كل عام - السبب الرئيسي للتغير المناخي- وستوفر ما يعادل مليارات الدولارات من الغاز الطبيعي سنوياً، والتي كان سيتم استخدامها في إنتاج الكهرباء.
وفور تشغيل محطات براكة بالكامل ستحد من نحو 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا، مع التمهيد لتطوير تقنيات أخرى للطاقة الصديقة للبيئة مثل الهيدروجين.
ويعادل هذا إزالة 4.8 مليون سيارة من طرق دولة الإمارات كل عام، أو زراعة 370 مليون شجرة في غضون 10 سنوات، أو خفض الانبعاثات الناجمة عن شحن 7.8 مليار هاتف ذكي يوميا (أي إجمالي هواتف سكان العالم حاليا).
كما تدعم الكهرباء الصديقة للبيئة التي تنتجها محطات براكة الاستدامة في قطاع الأعمال في أبوظبي من خلال توفير شهادات الطاقة النظيفة.
أمان وريادة
تسهم محطات براكة؛ في تمكين دولة الإمارات من مواصلة تعزيز مكانتها المتقدمة على الخريطة العالمية، وترسيخ سمعتها كعاصمة عالمية للطاقة، إلى جانب دعم جهودها للوفاء بالتزاماتها الواردة في اتفاقية باريس للمناخ ومواجهة ظاهرة التغير المناخي، والوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050، لا سيما أنها كانت أول دولة في المنطقة تطلق مبادرتها لتحقيق هذا الهدف.
ويأتي النجاح في مجال الطاقة النووية السلمية، ثمرة لمسيرة طويلة من التعاون بين دولة الإمارات والوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي بدأ منذ عام 2008، وكان له العديد من النتائج الإيجابية التي انعكست في نجاح برنامج دولة الإمارات للطاقة النووية السلمية خاصة على صعيد التأكد من تطوير البرنامج بأعلى معايير السلامة النووية والأمن النووي وحظر الانتشار.
ومثلت دولة الإمارات نموذجاً للدول التي ترغب في تطوير برامجها النووية، حيث قامت ببناء وتشغيل أول محطة للطاقة النووية في العالم العربي وتطوير بنية تحتية تشريعية وتنظيمية متكاملة وصلبة والتي كانت جزءًا رئيساً في تحقيق هذا الإنجاز.
ولطالما أشادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأمان عمليات التشغيل لمحطة براكة للطاقة النووية في دولة الإمارات.