في يومها العالمي.. تحذيرات من معاناة نصف البشرية من زيادة الوزن بحلول 2035
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن اليوم العالمي لمكافحة السمنة 2023 لوضع الأهداف الخاصة بنشر الوعي عن مخاطر السمنة وطرق الوقاية والعلاج، حيث حدد الاتحاد العالمي للسمنة تاريخ 4 مارس ليكون اليوم العالمي لمكافحة السمنة من كل عام.
وتُعد السمنة من أكبر المشكلات الصحية في العالم، وينظر لها على أنها وصمة العالم الحديث، ويحتاج التصدي لهذا المرض مسؤولية اجتماعية تتضمن حلولًا جذرية من ناحية الوقاية، والعلاج، والاهتمام بنمط الحياة الصحي.
حيث أصبحت السمنة من أمراض العصر التي تصيب أكثر من ملياري شخص حول العالم، فهي تعتبر من أكثر العوامل المسببة للإصابة بأمراض خطيرة التي يعاني منها العديد من المواطنين.
أهداف اليوم العالمي للسمنة
وحدد الاتحاد العالمي للسمنة تلك اليوم العالمي لمكافحة السمنة من كل عام، حيث يكون لهذا الاحتفال عدة أهداف منها نشر الوعي بين أفراد المجتمع بخطورة السمنة، عرض أسبابها وطرق العلاج والوقاية منها.
فضلا عن نشر أهمية اتباع حياة صحية، والتشجيع على الكشف المبكر عن مرض السمنة، للحد من انتشارها، بالإضافة إلى إيجاد حلول للتخلص من مرض السمنة عن طريق إتخاذ الطرق الوقائية.
أسباب السمنة
ويرجع السبب في إصابة العديد من الناس بمرض السمنة نتيجة لعدة أسباب، والتي عادة تعود إلى تناول الكثير من السعرات الحرارية وانخفاض معدل حرق الدهون، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم مسببًا سمنة مفرطة، لكن من المؤكد أن هناك بعض الأسباب المعقدة وراء عملية السمنة، والتي منها:
وتؤدي السمنة إلى الإصابة ببعض الأمراض، مثل خمول الغدة الدرقية أو متلازمة المبيض متعدد الكيسات أو متلازمة كوشينغ، تناول بعض أنواع الأدوية، ومنها مضادات الاكتئاب أو موانع الحمل الهرمونية أو الكورتيزون.
بالإضافة إلى أسباب أخرى كعدم الحصول على قدر كافي من النوم، والتقدم بالسن وسن اليأس، تناول الكحول، التدخين، أو عامل وراثي اوالحمل.
الفرق بين السمنة وزيادة الوزن
ويمكن التفرقة بين الوزن الزائد والسمنة المفرطة في اليوم العالمي لمكافحة السمنة من خلال إجراء اختبار قياس مؤشر كتلة الجسم، حيث تكون الحالة عبارة عن زيادة وزن عندما يكون نسبة كتلة الجسم أكبر من 25، بينما يمكن الحكم أنها سمنة عندما يكون معدل كتلة الجسم أكبر من 30.
اكتشاف مدى السمنة
وهناك طريقة حسابية لاكتشاف مدى السمنة لديك في اليوم العالمي لمكافحة السمنة، و تشير هذه العملية الحسابية لقياس مؤشر كتلة الجسم (Body mass index)، ويمكن اختصارها كالتالي (BMI).
و هي نسبة مئوية توضح العلاقة بين الوزن والطول، والتي توضح الفرق بين السمنة والوزن الزائد، وهي من الطرق المتعارف عليها من منظمة الصحة العالمية والمعهد القومي الأمريكي.
علاج السمنة
ووضع المختصين عدد من الطرق المختلفة للوقاية من السمنة وعلاجها وهي كالتالي:
ممارسة التمارين الرياضية لمدة نصف ساعة بشكل يومي، الالتزام بتناول طعام صحي متوازن يحتوي على جميع العناصر الغذائية المتوازنة مثل الخضراوات، والفاكهة، والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى تجنب تناول الدهون، والأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من السكريات والملح.
بالإضافة إلى عمل الفحوصات اللازمة لتجنب الإصابة بأي مشكلات مرضية مسببة لحدوث السمنة، وفي حالة الإصابة بأي مشكلات صحية مسببة للسمنة، يجب علاجها فورًا.
وهناك بعد الحالات التي تحتاج إلى إجراء عملية جراحية، مثل جراحة المجازة المعدية أو جراحة ربط المعدة بالمنظار أو جراحة تكميم المعدة.
تحذيرات من معاناة نصف البشرية من زيادة الوزن بحلول 2035
وحذر الاتحاد الدولي للسمنة في تقريره الأخير، المنشور الخميس 2 مارس، من أن أكثر من نصف سكان العالم (51%) سيعانون من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2035.
ففي حين أن 2.6 مليار شخص يندرجون الآن في هذه الفئة، فمن المتوقع أن يتجاوز العدد 4 مليارات في غضون 11 عاما فقط إذا لم يتم اتخاذ خطوات فورية لمعالجة هذه المشكلة.
فرض قيود على إنتاج الأغذية
ويدعو تقرير "أطلس السمنة العالمي" (World Obesity Atlas) الذي نشره الاتحاد العالمي للسمنة، إلى فرض ضرائب وقيود على إنتاج الأغذية «غير الصحية»، فضلا عن فرض قيود على تسويق المنتجات العالية الدهنية وذات النسبة العالية من الملح والسكر.
ويُصر الاتحاد على وجوب مطالبة المدارس على وجه الخصوص بتقديم طعام صحي، لأن السمنة تزداد بشكل أسرع بين الأطفال والمراهقين.
ويشير التقرير إلى أن ارتفاع معدلات السمنة سيؤدي إلى انخفاض في الأعمار وزيادة في عبء الرعاية الصحية، كما يزعم الاتحاد، محذرا من أن التكلفة العالمية لارتفاع معدلات السمنة من المتوقع أن ترتفع إلى 4.3 تريليون دولار بحلول عام 2035، أو ما يعادل 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهذا الرقم يعادل تقريبا الضرر الاقتصادي الناجم عن استجابة الحكومات لوباء "كوفيد-19"
وفي الواقع، يُتوقع أن يرتفع معدل السمنة بين الأولاد دون سن 18 بنسبة هائلة تصل إلى 100%، والفتيات في نفس العمر، زيادة بنسبة 125%.
الدول العشر الاوائل في معدل السمنة
ويحذر التقرير من أن تسعة من الدول العشر التي تواجه أكبر ارتفاع في معدلات السمنة هى دول فقيرة أو متوسطة الدخل في آسيا وإفريقيا، غير مجهزة للتعامل مع المشكلة، بما في ذلك جمهورية إفريقيا الوسطى والنيجر ونيجيريا وبابوا غينيا الجديدة والصومال.
جهود بعض الدول العربية لمكافحة السمنة
السعودية
وعلى الرغم من ان هناك دول يرتفع بها معدل السمنة الأ أن هناك دول تسعى للتوعية بهذه المرض كدولة السعودية، حيث تشارك المملكة في اليوم العالمي لمكافحة السمنة؛ الذي يحمل شعار هذا العام "تغيير وجهات النظر: فلنتحدث عن السمنة".
حيث تبذل وزارة الصحة السعودية مجهودات كبيرة في التوعية والتثقيف حفاظاً على صحة المجتمع؛ ومنها مكافحة السمنة؛ من خلال تنظيم الوجبات وتغيير نوعية الأغذية، ومتابعة المريض بشكل دوري لمساعدته على تغيير أسلوب حياته رقياً بجودة الحياة
وذلك لخفض معدلات انتشار السمنة وتحفيز تحسين السلوك الغذائي المتوازن وزيادة النشاط البدني، إضافة إلى توفير الخِدْمات الوقائية والعلاجية للمصابين بالسمنة من المواطنين.
مصر
أولت الدولة المصرية اهتماما كبيرا بالتصدي للسمنة ومحاربتها، بناء على توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للاهتمام بالصحة العامة للمصريين وتأثير السمنة عليها.
وعملت مبادرة 100 مليون صحة على تقديم برامج صحية وغذائية متميزة للتخلص من السمنة بجانب مبادرة دعم صحة المرأة والتى عملت على التوعية من ضمن مستهدفاتها بخطورة السمنة على الصحة العامة، والتي شملت فحص 22 مليونًا و 250 ألفًا و741 امرأة، ضمن مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة المصرية.
كما أطلق الرئيس المصري السيسي في 17 فبراير 2019، مبادرة مشتركة بين وزارتى التربية والتعليم والتعليم الفنى والصحة، للمسح القومى المبكر لأمراض الانيميا والسمنة والتقزم بين طلاب المدارس
الإمارات
وتشارك الجهات الصحية بدولة الإمارات، في الاحتفال اليوم العالمي لمكافحة السمنة، اليوم الذي يصادف سنوياً الرابع من شهر مارس من كل عام، وذلك للتوعية بمشكلات ومخاطر السمنة، والأمراض التي تسببها زيادة الوزن، وطرق تجنب الإصابة.
وتنظم هذه الجهات، مجموعة من الأنشطة والفعاليات والمبادرات، لتسليط المزيد من الضوء على مرض السمنة بما يتناسب مع المخاطر الصحية المترتبة عليه، وإذكاء الوعي بأهمية وضرورة تضافر الجهود لمكافحة السمنة وما تسببه من أمراض مزمنة، تشكل عبئاً صحياً ونفسياً واقتصادياً على الأفراد والمجتمعات والدول.
وعلى الرغم من جهود تلك الدول لمكافحة السمنة الأ أن الاتحاد الدولي للسمنة يحث الحكومات على تطوير "خطط عمل وطنية شاملة" لمنع بدانة كارثية، مثل توصيات منظمة الصحة العالمية للوقاية من السمنة وإدارتها.
وعلى الرغم من الآثار الصحية والاقتصادية العديدة المرتبطة بالسمنة المتزايدة، ما يزال هناك نقص في التمويل الفيدرالي والدولي الذي يعطي الأولوية للوقاية من السمنة وعلاجها.
وبالتالي هناك حاجة ملحة لزيادة التمويل العام للأولويات الصحية ذات الصلة، والتي يمكن أن تكون في شكل ضريبة على المشروبات المحلاة بالسكر ومعالجة بعض العوامل البيئية العديدة التي يمكن أن تزيد بالمثل من خطر السمنة.